لا يجهل أحد أن القلب هو أهم أعضاء الجسم على الإطلاق ، فالقلب هو المصدر الذي يمنح الجسم كله الدم اللازم حتى تعمل أعضاء الجسم بكفاءة فتستمر حياة الإنسان ، فعند تعرض عضو من أعضاء الجسم وبهذه الأهمية للإصابة بأي مرض أو مشكلة صحية أو خلل فإن هذا العضو بالطبع سوف يتأثر ويتأثر عمله أيضآ ، وينتج عن هذا التأثير قصور القلب في أداء مهامه الوظيفية الأساسية وهي ضخ الدم المحمل بالأكسجين لأعضاء الجسم وخلايا الجسم وأنسجته المختلفة ، فتعتمد صحة الإنسان على صحة وسلامة قلبه ، حيث يتأثر الجسم وأجهزته المختلفة بصحة القلب وسلامته .

والأمراض التي تصيب القلب هي أمراض خطيرة ، بل يعتبرها الأطباء أحد أخطر الأمراض التي تصيب الكثيرين ، وقد بدأت أمراض القلب تلفت الإنتباه إليها بشكل أكبر ، حيث زادت نسبة الإصابة بالامراض القلبية في الفترة الأخيرة نتيجة عوامل عديدة ، منها إنتشار بعض الأمراض المزمنة والتي تؤثر على صحة القلب ، بالإضافة إلى إتباع بعض العادات الخاطئة الخاصة بالصحة والغذاء ، والتي بدورها تتسبب في أضرار عديدة بصحة القلب ، وهو ما يترتب عليه أيضآ أمراض قلبية خطيرة تصل إلى أنها تهدد حياة المصاب بها وتعرضه للوفاة السريعة المفاجئة ، لذلك فقد بدأ الأطباء المختصون في دراسة وعلاج أمراض القلب في عمل العديد من الدراسات الخاصة بأمراض القلب للوقاية منها والقضاء عليها تجنبآ لمخاطرها الكبيرة .

ومجال دراسة أمراض القلب أصبح مختلفآ عما كان من قبل ، فقديمآ كانت دراسات أمراض القلب قائمة على التعرف على الأسباب المباشرة التي تتسبب في أمراض القلب ، لكن الآن إنتبه العلماء إلى أن هناك بعض الأسباب والعوامل التي تتسبب في الإصابة بامراض القلب المختلفة لكنها قد تكون عوامل غير مباشرة ، ولا يتوقع البعض أنها تساهم إلى هذا الحد في إصابة القلب بالمرض ، وشغ بال العلماء مؤخرآ أيضآ هو التعرف على كيفية حدوث مرض معين بداية من وجود العوامل التي تؤدي إليه وصولآ إلى وجود المرض نفسه والإصابة به ، بالإضافة إلى التغيرات التي تحدث بالجسم عند إصابة القلب بالمرض ، ولم يتوقف الأمر عند دراسة كيفية الإصابة بالمرض فقط ، بل اهتم العلماء بتعريف المرضى والناس بشكل عام كل هذه المعلومات حتى يكونوا على دراية كافية بالأمراض القلبية المختلفة ، لأن هذه المعرفة الجيدة من شأنها أن تساهم في توعية الناس وتحذيرهم من أمراض القلب وتعريفهم بأهمية الوقاية منها .

والجلطة القلبية هي احد أخطر الأمراض الخاصة بالقلب ، فهي مرضآ يهاجم قلب المريض فيمكن أن يقضي عليه في ثوان أو دقائق قليلة ، وتجلط الدم بشكل عام يعرف بأنه حالة إنسداد في الأوعية الدموية وهو ما يتسبب في منع الدم من التدفق ، وأسباب الإصابة بجلطات القلب تم الحديث عنها في مقالات لنا سابقة ، لكن أيضآ من المهم أن يتم تعريف الجميع بكيفية حدوث جلطة القلب حتى يتم تجنبها والوقاية منها وتجنب عواقبها الخطيرة .

كيف تحدث جلطة القلب :

تساهم عدة عوامل في تهيئة الجسم لحدوث تجلط في الدم بداخله ، وقد تساعد العوامل على حدوث التجلط تحديدآ داخل القلب ، فعند وجود أي ضعف أو تلف أو حتى خلل داخل شرايين القلب تتجمع الصفائح الدموية وتشكل عازل للدم ومانع له من التحرك والتدفق بشكل طبيعي ، فيحدث الظاهرة الخطيرة وهي تجلط الدم وتجمده في شكل كتلة صغيرة تمنع باقي الدم من التدفق للقلب ، ويلاحظ أن التجلط داخل القلب لو كان بسيطآ فإنه فقط يعوق وصول الدم بكمية كافية للقلب ، لكن في حالة كان التجلط كبير فإنه يمنع الدم تمامآ من الوصول للقلب وهو الأمر الاخطر ، حيث يؤدي ذلك إلى وفاة المريض بشكل مفاجيء في الحال ، فلهذا السبب تعتبر جلطات القلب هي الأخطر بين أمراض القلب كلها .

الوقاية من جلطات القلب :

كما أن جلطات القلب تحدث نتيجة عوامل مادية معروفة ، تحدث جلطات القلب أيضآ نتيجة بعض الصدمات العصبية والإنفعالات النفسية الحادة ، لذلك فيجب الإبتعاد عن الإنفعال الزائد وعدم الإفراط في بذل الجهد أيضآ ، كما يجب العناية بصحة القلب وعمل متابعة طبية مستمرة له .