هل سكان مدينة “بيلوغرادتشيك” “Bélogradtchik” من الجن مسلمون ؟

مدينة بيلوغرادتشيك هي مدينة العجائب المنسية، كما يصفها الأوروبيون حيث لم يهتم بها الباحثين المختصين كما ينبغي، و لم يتم تفسير كل أسرارها. إنها مدينة الطبيعة الرهيبة في بلغاريا، التي تشابه أسطورة حضارة المايا في المكسيك.

تتشكل هذه المدينة من أخدود صخري يصل طوله إلى 30 كم و عرضه ما بين 6 و 7 كم. و تستغرق الرحلة إليها حوالي 3 ساعات، لكن بمجرد أ نتصل الصخور الشامخة الرهيبة حتى تنسى جمال الطرق المؤدية إليها، إنها صخور عظيمة منتشرة على مد البصر و أشكال غريبة و متنوعة تجعلك تطلق خيالك و تتخيل الكثير من الأساطير.


bulgarie


مدينة العجائب


تقع مدينة العجائب بين صوفيا و فارنا و هو الطريق الذي مر به المسلمون من اجل استكمال فتح بلغاريا و شمال أوروبا. و تقول مديرة الموقع “غلينا متركافوف” أن لهذه المدينة قصة عجيبة ، كما أن هناك الكثير من الروايات حولها، من بينها أن نيزكا ضرب المنطقة مما أدى لتشكل الصخور و بعضها أساطير محلية و دينية، و أسطورة أخرى تقول أن ارتباطا بين رجل و امرأة فشل زواجهما هو السبب، و هناك العديد من الروايات لكن أكثر توثيقا هي تلك التي ذكرها المسلمون عن الصخور حيث قالوا أنها مدينة الجن و الأشكال نظرا لأشكال صخورها كما تبدو.

يعتقد أن المسلمون سكنوا في هذه المدينة و انشئوا فيها معسكراتهم العسكرية، بسبب شدة انحدارها و ارتفاعها. و كما يعرف الجميع المسلمون لا يقومون بتشكيل الصخور مثل عدة الأوثان، بل تركوها كما هي جغرافيا كدليل على صياغة الطبيعة لأكثر من 200 مليون سنة. أما بخصوص اللون الأحمر في الصخور، فإن يكون غالبا إذا وجد أكسيد الحديد، كما أن هناك صخور على أشكال قرود واقفة بأحجام مختلفة يصل ارتفاعها إلى أكثر من 100 متر.


Bélogradtchik


الماضي الإسلامي للمدينة


هذه المنطقة هي عبارة عن مجمعات متفرقة، فأول مجموعة توجد ضمن المجمع الصخري تقع قرب مدينة بيلوغرادتشيك و هناك الكثير من الأسماء التي تطلق على هذه الصخور مثل “الفارس” و “السيدة العذراء” و ” الدرويش” و ” آدم و حواء” و “حبات الفطر” و ” الأسد” و ” الدب ” و ” القصر” و “الصبي” و  “راعي الغنم”.

و بخصوص الأحداث الهامة، فهناك قصة تتحدث عن فكرة الأغراض الدفاعية التي اتخذها العثمانيون في الأخدود الصخري و التي تمر على هاويات عميقة و هو ما يطلق عليه اسم “ألتوأمين” و الذي تم فيه العثور على تحصينات عسكرية للأتراك. و التي كان يستعملها البيزنطيون و الرومان كطرق دفاعية طبيعية.  فقد بنى العثمانيون حوالي 100 درجة للصعود و الهبوط و ما تزال بعضها قائمة إلى اليوم، إضافة إلى ما تبقى من مبان و أسوار و فخاريات.


Village troglodytique


حضارات أخرى مرت من هنا


و في الجهة الأخرى هناك مجموعات أخرى متشكلة بصخور عجيبة الأشكال، منها ما يشبه شكل “أبي الهول” و أخرى ” رؤوس القردة” أو المومياوات أ والمآذن أو التنينات بأجنحة، و الكثير غيرها. و في الأمام توجد على ارتفاع 100 متر مجموعة أخرى تشمل صخور ما يحيط ” بالقلعة اللاتينية” و مغارة “ليبيناشكا” التي دخل إليها العثمانيون خلال الفتح الإسلامي. و يمكن الوصول إلى حصن بيلوغرادتشيك الذي استعمله العثمانيون في فتوحاتهم و من بعدهم استخدمه الروس و البلغار. في هذه المنطقة توجد أكبر حصون أوروبا و هو معلم طبيعي آخر على شكل مغارة “ماغورا” التي تعتبر من أكبر و أجمل المغارات في بلغاريا، و بدون شك أن هذه المجموعة الصخرية هي السبب في ترشيح مدينة “بيلوغرادتشيك” لمسابقة عجائب الدنيا السبع الجديدة.


Grotte Magourata


Белоградчик