هل زواج الأقارب يسبب امراض القلب للمواليد ؟

إن القلب هو العضو الأهم في جسم الإنسان ، فالقلب هو عضو بالغ الأهمية والفائدة لأعضاء الجسم الأخرى ، فالقلب هو عضلة لا إرادية تنبض لتقوم بضخ الدم وتزيعه لأجزاء الجسم كلها ، والقلب هو عضو فائق النشاط والدقة ، فلا يشوب عمله أي خلل أو عجز في يوم من الأيام ، إلا عند إصابته بأحد الأمراض ، ولا يمكن لأجهزة الجسم أن تعمل بشكل دقيق دون عمل القلب ، فالقلب يؤثر في عمل أعضاء الجسم ، ويتأثر أيضآ بعمل الأعضاء الأخرى ، فكلاهما يعملان بشكل مترابط من أجل صحة جيدة للإنسان .

والقلب هو عضو شديد الحساسية ، فهو يتأثر بأعضاء الجسم الأخرى عند إصابتها بأي مرض من الأمراض ، كما تؤثر أمراض القلب على أعضاء الجسم الأخرى ، فلا يتوقف تأثر أمراض القلب على القلب فقط ، بل تعد أمراض القلب ذات تأثير كبير على أعضاء الجسمة الأخرى .

وقد شهدت الفترة الأخيرة حالة كبيرة من الزيادة الملحوظة في الإصابة بأمراض القلب ، فقد وصلت نسبة الزيادة في الإصابة بالأمراض القلب إلى 60 % ، كما تسببت هذه الأمراض في زيادة نسبة الوفيات بشكل كبير على مستوى دول العلم المختلفة ، فقد كشفت الإحصائيات الحديثة وصول نسب الوفيات نتيجة أمراض القلب إلى ثلاثة ملايين شخص حول للعالم ، وقد أكدت الدراسات التي أجريت مؤخرآ أن هذه النسب تشير إلى خطر مستقبلي كبير تسببه أمراض القلب للكثيرين ، حيث أصبحت العديد من الفئات العمرية أكثر تعرضآ للإصابة بأمراض القلب من قبل .

وأمراض القلب الخلقية أو الولادية هي أحد أخطر أنواع أمراض القلب ، حيث تصيب أمراض القلب الولادية الاطفال صغار السن والاجنة في فترة الحمل ، وأمراض القلب الولادية هي الأمراض القلبية التي تحدث نتيجة خلل أو مرض يحدث لقلب الجنين عند تكوينه أثناء فترة الحمل ، وأمراضى القلب الولادية هي السبب الرئيسي وراء أمراض القلب عند الأطفال ، والعوامل التي تتسبب في الإصابة بأمراض القلب الولادية هي أسباب عديدة ، معظمها أسباب تتعلق بالأم الحامل واتباعها لبعض العادات الصحية الخاطئة التي تضر بالجنين في فترة الحمل ، كما أن العوامل الوراثية لها دور كبير في الإصابة بأمراض القلب أيضآ حيث من الممكن أن تنتقل الجينات الوراثية للجنين فيصاب بأحد أمراض القلب تبعآ لإصابة أحد أفراد العائلة بالمرض نفسه ، وبشكل عام فإن أطباء القلب دائمآ ما يقولون أن الأمراض القلبية عند الأطفال هي أخطر الامراض التي من الممكن أن تصيب الأطفال .

وقد أجريت مؤخرآ دراسة أقامتها إحدى جامعات أمراض القلب بالولايات المتحدة الأمريكية ، تؤكد هذه الدراسة أن زواج الأقارب من شأنه أن يتسبب في إصابة الأطفال بأمراض القلب الولادية ، وتبعت هذه الدراسة دراسات أخرى أهمها دراسة أجراها معهد باستير ليون بفرنسا ، أكت هذه الدراسة أن زواج الأقارب هو السبب الأخطر وراء الإصابة بأمراض القلب الخلقية عند الأطفال ، حيث تتسبب الجينات الوراثية الموجودة بشكل مشترك عند الزوجين الأقارب في إصابة الجنين في فترة الحمل بخلل في تكوين القلب ن قد يحدث هذا الخلل فيصيب شرايين القلب ، أو يحدث عيبآ أو عدة عيوبآ في صمامات القلب ، أو قد ينتج عن هذا الخلل ثقبآ خطيرآ بالقلب أيضآ ، لذلك فدائمآ ما يحذر أطباء القلب من زواج الأقارب والذي من الممكن أن ينتج عنه مشكلات صحية خطيرة ، يصعب علاج الطفل منها فيم بعد .

وبالنسبة لعلاج أمراض القلب الناتجة عن زواج الأقارب فإن أطباء القلب يؤكدون أن علاج أمراض القلب بشكل عام أصبح أكثر تطورآ وتقدمآ مما كان عليه في السابق ، لكن مازالت أمراض القلب الخلقية تشكل خطرآ على صحة الأطفال ، نظرآ لصغر سن الطفل وصعوبة تعرضه لجراحات القلب الخطيرة .

أما عن علاج أمراض القلب الخلقية وإكتشافها مبكرآ عند المتزوجين حديثآ يقول أطباء القلب أنه لا يوجد ما يمنع تعرض الأطفال الناتجين عن زوج الاقارب من الإصابة بأمراض القلب الخلقية ، لكن من الممكن الكشف المبكر عن إحتمال إنجاب الأقارب المتزوجين لأطفال مصابون بأمراض القلب الخلقية ، من خلال بعض الفحوصات التي تعتمد على فحص الجينات قبل الزواج والتأكد من سلامتها وخلوها من العيوب .