جدل واسع حول دعوة ايقاف برنامج صحوة

أطلقت هيئة كبار العلماء السعودية تحذيرا يوم الأربعاء 22 يونيو 2016 بمتابعة الداعية الإسلامي عدنان إبراهيم وذلك من خلال برنامجه صحوة مع الإعلامي أحمد العرفج على قناة روتانا خليجية، وقد وصفت ما يتداوله البرنامج من قضايا حوارية بالضلالات حيث يحاول البرنامج أن يضلل الناس عن طريق مناقشة فتاوى وقضايا دينية من وجهة نظر الداعية الإسلامي المثير للجدل وقد أخذت الكثير من الانطباعات السيئة من جدال الداعية الفلسطيني لبعض القضايا الدينية المطروحة والتي تناولها بشكل مثير للجدل وأشهرها رميه للصحابي معاوية بن أبي سفيان واتهامه بشرب الخمر والمتاجرة به، كما شكك في صحيح البخاري وصحيح مسلم وتحدث أيضا عن أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر بصورة لا تليق .


برنامج صحوة


رد فعل الإعلامي أحمد العرفج ؟


المعروف من أول يوم لعرض برنامج صحوة أنه من البرامج المثيرة للجدل خاصة لأن الإعلامي نفسه هو من الإعلاميين المثيري للجدل في آرائهم المختلفة، وقد علم الغرفج من البداية بأن الداعية عدنان إبراهيم له الكثير من القضايا المثيرة للجدل وهناك الكثير من الجماهير لم تتابعه، وفور إعلان هيئة كبار العلماء السعودية رفض أحمد العرفج التعليق على الأمر ولكنه اكتفى بقوله ” لا أستطيع أن أتحدث، وليس عندي تفاصيل، ولم تكتمل الرؤيا لدي لأرد” ، وقد علم بالانتقادات الموجه لعدنان إبراهيم قبل البدء في إطلاق هذا البرنامج ولكنه أصر على محاورته لأنه متيقن بأنه قادر على محاورة أي شخص حتى لو كان ابليس نفسه لأن الحوار مبدأ أساسي في الدين الإسلامي، ومن ناحية أخرى فقد علق العرفج بأنه ليست له أي علاقة تماما بما يقوله ضيفه عدنان إبراهيم وأنه مسئول فقط عما يقال في حلقات البرنامج .


مآخذ على أراء عدنان إبراهيم المثيرة للجدل


من أكثر الـأراء جدلا لعدنان إبراهيم هي حديثه عن الخلاف الذي نشب بي الصحابيين علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان حيث أقر بأن معاية منافق ولم يدخل الإيمان قلبه، ولقد اتفق علماء المسلمين على ترك الحديث في هذا الخلاف لعظم منزلتهما، كما أنه اتهم معاوية أيضا بشرب الخمر والمتاجرة بها .

ومن أكثر هذه القضايا أيضا هو حديث إبراهيم عن إهانته لأم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر وقد وصفها في أحد محاضراته بالهبلة والرجلة وقد اعتبر هذا الأمر بالتصرف الغير لائق لأنه اساءة لشخصية إسلامية ولها مكانة قديرة جدا ولا يمكن المساس بها .


ردود مواقع التواصل الاجتماعي


اختلف النشطاء على موقع التواصل الاجتماعي تويتر قرار هيئة كبار العلماء السعودية وأطلقوا هاشتاق #ايقاف_برنامج_صحوة ، وقد انقسمت الأراء بين مؤيد ومعارض وقد كانت الأراء المعارضة للبرنامج والمؤيدة لايقافه اعتبروا أن البرنامج وتحديدا آراء عدنان إبراهيم ما هي إلا سعي لتضليل المجتمع ومن أهم هذه الآراء

كتب «علي»: «البرنامج عبارة عن ضرب مبادئ الدين والتشكيك فيه، وعدنان إبراهيم متناقض درجة أولى ومكشوف».

وأضافت «حروف مبعثرة»: «أطالب بإيقاف البرنامج.. مع يقيني أن دين الله محفوظ مهما حاول الزنادقة أمثال هؤلاء تشويهه بالطعن في ثوابته ورميه بالشبهات».

وتابع «فهد العوين»: «اجعلوا هيئة كبار العلماء هي مرجعكم بأمور الشرع فليس لهم مطامع مادية أو حزبية أو جماهيرية».

أما «عمر العمر»، فكتب: «من المصائب أن بعض الناس يفتنون بالفصيح البليغ المتكلم باسم الدين ولو كان ضالا منحرفا عن عقيدة أهل السنة».

وغرد «بدر الموسى»: «إعلامنا مختطف.. ويجب إيقاف برنامج الصحوة».

وانتقد «سلطان العرابي»، السماح بإذاعة البرنامج، وقال: «التلاعب بالمصطلحات واختطاف المفاهيم عبر برنامج صحوة هو لتخدير المجتمع والزج به في داء الغفلة حتى يرتع في حياة البهائم»، وأضاف: «الليبرالي يُدرك أنَ مشروعه لإفساد أخلاق الناس يمرُّ عبر تشويه القدوات وحرب الأفكار لتقويض سدود الممانعة وحصون الفضيلة».

واستنكر «ناصر» قائلا: «للأسف.. الإعلام المحسوب علينا لا يخدم إلا العدو بطرق ملتوية ويلمع لبؤرة الشر».

ودعا «التميمي»، إلى محاسبة القائمين على البرنامج، فكتب: «لا نريد إيقافه فقط.. بل محاسبة كل من له صلة بهذا البرنامج»، واتفق معه «ناصر القحطاني»، حين قال: «هذا مطلب شعبي وقبله ديني».

فيما دعا «أبو تالا»، إلى إيصال المطلب للمسؤولين، وقال: «يا من يغار على دينه أوصلوا هذا الهاشتاق إلى ملك الحزم والعزم».

أما الفئة المؤيدة لبرنامج صحوة فقد رأوا أن الخلاف لا مفر منه ويدعو المجتمع إلى التفكر والتدبر في الأمر ومن ضمن هذه التغريدات فكتب «خالد»: «الدواعش يطالبون بإيقاف برنامج صحوة.. أعمتهم الوسطية وتبيان آراء الفقهاء المختلفة.. والتي لم يخرجوها من الكتب.. ليكونوا عبيد للرأي الواحد».

وأضاف «محمد القطيطي»: «أنصحكم بمتابعة حلقات المفكر عدنان إبراهيم وبعدها سوف تغيرون آرائكم فيه.. فكل ما يقال عنه هو افتراء ومحاولة الحط من فكره».

وتابعت «أمل»: «المنع والإيقاف كان زمان.. الناس الآن هي اللي تتحكم في اختياراتها.. صحوتكم نامت.. وأفاقت غيرها».

واستطرد «عبد الرحمن الكنهل»: «اختلفوا معه، ناقشوه، انتقدوا آراءه، اسخروا من خزعبلات كراماته ومعجزاته.. لكن لا تسعون لحجب صوت المخالف لكم».

أما «صالح الغامدي»، فقال: «يا أمة ضحكت من جهلها الأمم.. قاتلكم الله.. لا تريدون أن تفكروا ولا تسمحوا لغيركم بالتفكير».

وكتب «أبو أحمد القرني»: «نصيحة لمن يطالب بإيقاف برنامج صحوة، اسكت أحسن ولا تطالب، فموقفك مخجل ويجلب العار عليك وعلى مشايخك، مثل هذا الكلام لا يُقال اليوم، فضيحة».

بينما قالت «سعاد الشمري»: «رغم أني لا أتابع ولا أثق برجل دين.. بس معقول برنامج هز مكانتكم في المجتمع لدرجة الخوف منه.. يعني عارفين مالكم قيمة ولا تأثير».


من هو عدنان إبراهيم ؟


هو مفكر إسلامي من مواليد مدينة غزة في فلسطين عام 1966م ، نشأ في مخيم النصيرات للاجئين الفلسطينين بقطاع غزة وتعلم في مدارس المعسكر التابعة لوكالة غوث اللاجئين الفلسطينين، وهو من الخطباء المسلمين البارزين في النمسا ، فهو خطيب مسجد الشورى بالعاصمة النمساوية فيينا وهو رئيس جمعية لقاء الحضارات، كما يلقي أيضا الدروس الدينية والعلمية في المسجد ومعروف عنه أنه من رواد الخطاب الديني المستنير ولديه الكثير من الخبرات الخاصة بالفلسفة والتربية والأدب ويجيد اللغة الانجليزية والألمانية والصربوكرواتية، وقد أثار حوله الجدل بسبب تبنيه لبعض النظريات والأفكار والأطروحات ، وقد اشتهر بالتنقيب حول كتب السيرة خاصة البحث عن الأخطاء التي ارتكبها الصحابة ، وقد أصدر الكثير من الكتب وأشهرهم كتاب مطرقة البرهان وزجاج الإلحاد ويستعد لاصدار كتاب آخر بعنوان حرية الاعتقاد في الإسلام ومعترضاتها .


نهاية


لسنا بحاجة إلى من يضللنا بهذه الضلالات فالدين الاسلامي هو دين الحق وهو دين التسامح والذي دعا إلى التدبر في كل الأمور، فالداعية الإسلامي عدنان إبراهيم هو داعية مثير للجدل وليس هذا البرنامج هو البرنامج الوحيد الذي يثير الجدل من وراءه ، لذلك قد أطلقت هيئة العلماء السعودية التنبيه والتحذير من الأراء المغالطة التي يقوم بها هذا الداعية ، فنطالب المسئولين في قناة روتانا خليجية بإيقاف هذا البرنامج بدلا من عرضه المستمر والذي من خلاله يثير الجديد من القضايا المثيرة للجدل .