لماذا قطع الرسام الهولندي المعروف فان غوخ أذنه ؟
فينيست فيليم فان غوخ هو رسام هولندي من مواليد 30 مارس سنة 1853 في هولندا و توفي في 29 يوليو سنة 1890. و كان يصنف هذا الرسام على أنه احد فناني الانطباعية، بينما تجمع رسومه بين أكثر القطع شهرة و شعبية و أغلاها سعرا في العالم. و كان يعاني الرسام من نوبات متكررة من المرض العقلي التي تحدث عنها الناس طويلا، و من بين هذه الحوادث قطع جزءا من أذنه اليمنى.
كان فان غوخ من أشهر فناني التصوير التشكيلي و كان يقوم بالرسم التشكيلي ليعبر بع عن ذاته و عواطفه. و في آخر 5 سنوات من حياته قام برسم أكثر من 800 لوحة زيتية. و قد ذاع صيته في القرن التاسع عشر، بسبب مهارته الفنية و الإبداعية، لكن حادثة قطع اذنه زادت من شهرته.
معاناته مع المرض النفسي
عاش فان غوخ إضرابات عقلية و نفسية و في يوم من أيام سنة 1888 أصيب باكتئاب حاد، فقام بقطع جزء سفلي من أذنه اليسرى بواسطة شفرة حلاقة. و البعض يقول قطع أذنه اليمنى، ثم رسم بعد الحادث لوحة بورتريه و قد جسد فيها صورته بأذن مضمدة. أما اليوم فيبلغ سعر لوحة فان غوخ الملايين، لكنه طيلة حياته عانى كثيرا فلم يبع سوى لوحة واحدة فقط.
كان فان شخصية عصبية، حيث لم يتمكن على الحصول على عمل لمدة طويلة، فعمل دون جدوى في معرض فني ثم عمل كواعظ عمال المناجم الفقراء في بلجيكا. و في سنة 1880 قرر أن يصبح رساما، و كانت أول لوحة رسمها هي لوحة “آكلو البطاطا” سنة 1885 و التي مثل فيها صعوبة الأيام التي كان يعيشها الفلاحين كما لاحظ من خلال عمله كواعظ بين عمال المناجم.
لوحة آكلو البطاطا
و في سنة 1886 انتقل فان غوخ إلى باريس التي يقطن فيها شقيقه الأصغر “ثيو” و الذي كان يعمل في التجارة باللوحات، حيث دعمه ماديا و عرض أعماله على عدد من الفنانين مثل بول غوغان و كاميل بيسارو و جورج سورا. و قد استلهم فان رسوماته من تأثره لهؤلاء الفنانين و أصبح يكون أسلوبه الخاص في الرسم و استعمال الألوان الجديدة. و في سنة 1888 اكترى فان غوخ بيتا في أرل جنوبي فرنسا، حيث كان ينوي جعله ملتقى للفنانين، و في تلك المدة قام برسم مشاهد حية من الريف. و التحق به للعيش في أرل الرسام غوغان و عملا معا لمدة شهرين.
و في 23 ديسمبر نشب بينهما خلاف، و انتابت فان غوغ نوبة من العصبية و الجنون فحمل السكن في وجه صديقه قبل أن يحول السكين لنفسه و يقطع بها أذنه. ثم أعطاها و بدأ يجول بها الشوارع و هي مقطوعة، و يقال أنه قدمها بائعة هوى في مبغى. وضع غوخ في مستشفى في أرل ثم أدخل بعدها إلى مصحة عقلية في سان ريمي. و كانت حالته تتقلب بين الجنون و الإبداع الشديد، حيث قام برسم أغلب أعماله الشهيرة فيها من بينها لوحة ” ليلة النجوم”.
لوحة ليلة النجوم
تقول رواية أخرى أن الرسام و المبارز بول غوغل لم يكن يحتمل تقلبات فان غوخ الذي أصيب بعدم اتزان عقلي. و في 23 ديسمبر، قام فان غوخ برمي كأس من الخمر على غوغان، الأمر الذي دفع الأخير ليستل سيفه و يقطع شحمة أذن غوخ. و لأن فان لم يكن يريد أن تقوم الشرطة باعتقال صديقه قال انه هو من قطع أذنه بنفسه، و لكن لا تأكيد لأي رواية.