قبل شراء السيارات الذاتية القيادة ..عليك أن تفكر في هذه التحديات
منذ فترة قريبة ، بدأت السيارات الذاتية القيادة تتجسد بشكل فعلي على أرض الواقع كنسخ تجريبية ، وهناك العديد من الشركات العالمية التي تعد عملائها بامتلاك مثل هذه السيارات في القريب العاجل .
جميعنا ننبهر بالتقدم التكنولوجي الذي وصلت اليه عالم السيارات، حتى أصبحنا على بعد خطوات من امتلاك السيارات ذاتية القايدة ، ولكن كلما تقترب هذه السيارات من الظهور ، كلما يلح علينا سؤال بديهياً ، هل لديك الشجاعة عزيزي القارئ أن تعتمد على مثل هذه السيارات في رحلاتك السريعة ؟
قبل أن تجيب على هذا التساؤل … عليك أن تقرأ هذه السطور التالية
أصبحت الآن شركات السيارات تتسابق من أجل إبراز سياراتها الذاتية القيادة في وقت أسرع للحصول على رضا العملاء ، ويتوقع البعض من هذه الشركات أن السيارات الذاتية القيادة ستحل محل السيارات التقليدية التي نعتمد عليها الآن .
ومن أشهر هذه الشركات التي تتنافس في هذا المجال الآن هي شركة تسلا وشركة فولفو وشركة أوبر، كما تعمل شركة جوجل على تطوير سيارة استعداداً لإطلاقها بالأسواق خلال عام 2020.
تكثر الأحلام حول هذا الموضوع ولكن يتوقع الخبراء وجود بعض العقبات التي تعيق انتشار هذا المشروع بالقوة التي يتصورها البعض ، وربما تكون هذه التحديات أو العقبات القشة التي قسمت ظهر البعير وتسبب في فشله من البداية.
ومن أبرز هذه التحديات
عامل الطقس :
يختلف عامل الطقس من منطقة إلى أخرى ، ففي بلادنا العربية نعاني من ارتفاع درجات الحرارة وخاصة في فصل الصيف أما أوروبا فلها ظروف خاصة في الحالة الجوية وقد تجدها تغوص في الجليد معظم الفترات خلال العام .
ومن المعروف أن السيارات ذاتية القيادة تعتمد بشكل أساسي على الإلكترونيات والحساسات والكاميرات في عملها لتوفير رؤية واضحة ، ولكن للأسف هذا لم يتحقق مع عوامل الجو المختلفة سواء الحرارة العالية أو البرودة الشديدة، وبالتالي سيؤثر ذلك كثيراً على كفاءة تلك الأجهزة ، مما قد يسبب كارثة- لا قدر الله .
لذلك يجب على صانعي مثل هذه السيارات مراعاة هذا العامل الذي قد يعرض حياة من يثقون بهم إلى الخطر المحقق في حالة حدوث اي خلل .
تحديد الجهات المقصودة :
ربما تواجه الشركات المصنعة لهذه السيارات مشكلة تحديد الوجهات بشكل كبير نتيجة لتعدد الدول ومحاولة توفير أدق التفاصيل للمستخدم ، مما يحتاج مجهوداً ضخماً ، حيث أنه من المفترض أن تعتمد هذه السيارات على خرائط جي بي اس فقط ، دون اي مساعدة خارجية من السائق .
تحمل الأخطاء :
سؤال بديهي يخطر على بال الكثيرون ، من سيتحمل مسئولية الحوادث التي قد تقع بسبب السيارات ذاتية القيادة، قائد السيارة أم السيارة أم جهاز الكمبيوتر، تلك الأمور ستحتاج إلى دراسة وتشريعات جديدة تحدد المسئولية بشكل كامل .
كما أشار العديد من خبراء السيارات أن هذه السيارات تحتاج الى السير لملايين الكيلومترات ، حتى يتم التأكد من سلامتها وتصبح صالحة للاستخدام ، حيث أن أي خطأ ترتكبه مثل هذه السيارة سيسبب نتائج كارثة على ركابها، كما ينصح بتزويدها بعوامل أمان تحول بين خروجها عن السيطرة، أو تتيح للسائق إمكانية التحكم بها في حال التعرض إلى أي اخطار .
نسبة الأقبال على شراء مثل هذه السيارات :
اجريت جامعة ميتشجان الأمريكية معهد أبحاث النقل، بحثاً حول السيارات الذاتية القيادة، مدى اقبال العملاء على شراء مثل هذه السيارات ، وكانت النتائج صادمة للبعض
حيث تم إجراء البحث على 618 من قائدي السيارات وكان نسبة 45.8 % منهم أكدوا عدم رغبتهم في أن تكون هناك أى قدرات ذاتية للقيادة بسياراتهم ، في المقابل أكد حوالي 15% من هؤلاء قالوا إنهم يرغبون في سيارات ذاتية القيادة.
والأمر الذي يشير إلى أن الإقبال على شراء مثل هذه السيارات لن يكون بالصورة التي تتوقعها الشركات المصنعة.
الهاكرز او القراصنة :
ومن أبرز المخاوف التي يؤكد عليها عملاء السيارات هو أن هذه السيارات ستعمل بالكمبيوتر بالكامل، وستصل إلى كافة اتجاهاتها عن طريق الإنترنت، مما قد يشير الى أن مثل هذه السيارات قد تكون عرضة للإختراق من قبل أى عناصر القراصنة ، والتي قد تقوم بالتحكم في السيارة وربما يسبب ذلك نتائج كارثية أو تعطيلها على أقل تقدير.
كما أنها تتيح الفرصة لمراقبة السيارة ما يدور بداخلها بالإضافة إلى إمكانية تسجيل المكالمات التي تتم من خلالها والولوج إلى هاتفه.
كل تلك الأمور قد تكون تدور في أذهان من يريدون شراء مثل هذه السيارات والتي يجب على الشركة المصنعة ملاحظها، ويجب اتخاذ كافة الخطوات التي توفر الأمان للمستخدمين وحمايتهم.