ما هي خدعة البلاسيبو التي يستخدمها الأطباء معك ؟

ربما لم تسمع هذا المصطلح من قبل، لكن غالبا ستكون قد مررت بهذه الحالة دون أن تعلم. البلاسيبو هي خدعة قد يقوم بها الأطباء لعلاج المريض، فما هو هذا البلاسيبو ؟ و لماذا يلجأ إليه الأطباء؟

البلاسيبو أو العلاج بالوهم أو ما يطلق عليه البعض “الغفل” أو الإيحاء”، هو كل ما يمكن أن يبدو كالعلاج الطبي الحقيقي، لكنه ليس حقيقيا. هذا الدواء ربما يكون قرصا أو حقنة أو أي نوع من العلاج الوهمي، و لكن ما يجمع بينهم هو أن كل أنواع البلاسيبو لا تحتوي على أي مادة فعالية لها تأُثير على صحة الإنسان.


كيف يُستخدم البلاسيبو؟


يستعمل الخبراء البلاسيبو في دراساتهم ليساعدهم على معرفة تأثير دواء محدد أو علاج معين في ظرف معين. فمثلا عند إجراء تجربة معينة يتم إعطاء بعض الأشخاص في الدراسة دواء جديد لخفض الكوليسترول و يتم إعطاء آخرين البلاسيبو أو الدواء الوهمي، بحيث لا أحد من هؤلاء الأشخاص الذين تجرى عليهم التجربة يعلمون ما إن كان الدواء الذي يأخذونه حقيقي او بلاسيبو. و في هذه الحالة يعمل الباحثون على مقارنة تأثيرات هذا الدواء الفعلي و البلاسيبو على عينات الدراسة، و هو ما يجعلهم يتوصلون إلى فعالية ذلك الدواء و معرفة أعراضه الجانبية.


ما هو تأثير البلاسيبو؟


في بعض الحالات، قد تنتجع عن البلاسيبو استجابة من الممكن أن تكون سلبية أو إيجابية. مثلا قد تتحسن الأعراض التي يشعر بها الشخص، أو قد تظهر لديه أعراض جانبية من الدواء و هي تسمى “تأثير البلاسيبو”. و في بعض الحالات يتم فيها العلاج بالبلاسيبو حتى مع علم المريض بأن العلاج المقدم له دواء وهمي. و قد أكدت الدراسات أن هذا العلاج الوهمي يساعد في علاج الكثير من الأمراض مثل الاكتئاب و الألم و اضطرابات النوم و متلازمة القولون العصبي و أعراض سن اليأس. و في دراسة شملت مرضى الربو، تم استعمال أجهزة الاستنشاق الوهمية في فحوصات التنفس و التي ليس لها نتيجة فعلية، لكن المرضى عندما سئلوا قالوا أنهم شعروا بأن أجهزة البلاسيبو فعالة مثل الدواء.


كيف يعمل تأثير البلاسيبو؟


و درست الأبحاث مدى تأثير الدواء الوهمي على العلاقة بين العقل و الجسم. و تقول النظريات غالبا أن تأثير البلاسيبو هي نتيجة لتوقعات الشخص. فإن كان يؤمن بأن أقراص هذا الدواء له تأثير في علاجه، فسيكون له هذا التأثير، و من المتوقع أن كيمياء جسمه تقوم بنفس التأثيرات لما يقوم به الدواء الحقيقي.

مثلا في إحدى الدراسات أعطي المرضى دواء وهميا على انه منشط حقيقي. و عندما أخذوا القرص تبين أن معدل سرعة النبضات لديهم إزداد و ارتفع ضغط الدم، و حصلت إستجابة سريعة في ردود الفعل. و عندما تم غعطائهم نفس الأقراص و أخبروهم أنها ستساعدهم على النوم كانت النتائج عكسية. لذلك استنتجوا أن هناك علاقة بين مدى قوة ما يتوقع الإنسان من نتائج و بين إمكانية وقوع هذه النتائج ام لا. حيث انه كلما كانت التوقع و الشعور أقوى للفرد كانت الآثار التي يتوقعها أكثرر إيجابية.


نتيجة حسب التوقع


و نفس الأمر ينطبق على الآثار السلبية التي يتوقعها الشخص، فإن توقع حدوث صداع أو غثيان فإن هناك احتمالات كبيرا أن يحدث هذا الأمر. لذلك فتأثير الدواء الوهمي متعلقة بالتوقعات و ليس لأنه وهمي أو تخيلي. و قد أكدت بعض الدراسات على وجود تغيرات نفسية حقيقية تحدث عند استعمال البلاسيبو. فقد أكدت بعض الدراسات زيادة في إنتاج الجسم للإندروفين الذي يعتبر مسكنا لألم الطبيعي في الجسم. المشكل الذي يرتبط بالبلاسيبو هو صعوبة التمييز بين تأثير البلاسيبو و الدواء الحقيقي في الدراسات.