العلاقة بين أمراض القلب وفقر الدم
القلب هو العضو الأهم والأكثر خطورة في جسم الإنسان ، فقد منح الله الإنسان القلب ليكون هو سر حياته ، فالقلب هو من يعمل على ضخ الدم المحمل بالأكسجين وتوزيعه على أعضاء الجسم كلها ، لذلك فلا يمكن أن تعمل أجهزة الجسم دون عمل القلب ، فكل ما يحدث داخل الجسم من عمليات حيوية هامة أساسها القلب ، ويتأثر القلب بأعضاء الجسم المختلفة ويؤثر فيها ، فالقلب بالرغم من أنه العضلة الأقوى بجسم الإنسان إلا أنه يتأثر بشكل كبير بأمراض الإنسان االأخرى ، حيث تؤثر هذه الأمراض على صحة القلب وعلى عمله بشكل طبيعي ، وهناك نسبة كبيرة من أمراض القلب تحدث بالأساس نتيجة تأثر القلب بالمرض .
وأمراض القلب هي أحد أكثر الامراض خطرآ وتهديدآ لصحة الكثيرين ، وقد أصبحت الأمراض القلبية أكثر إنتشارآ مما كانت عليه من قبل ، فقد كانت أمراض القلب غير منتشرة كإنتشارها في وقتنا هذا ، فالآن أصبحت أمراض القلب تتصدر المركز الأول في العديد من الدول كأكثر الأمراض خطرآ على صحة الكثيرين ، فقد زادت أمراض القلب في الفترة الأخيرة بنسبة وصلت إلى 60 % ، وهو ما يوضح مدى الخطر الذي أصبحت تشكله ، وأيضآ زادت نسبة الوفيات نتيجة أمراض القلب لتصل إلى ثلاثة ملايين شخص على مستوى العالم ، وخاصة في دول العالم المتقدم كالولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول العربية أيضآ .
وأمراض القلب ترتبط بغيرها من أمراض الجسم الاخرى ووتأثر بها وتؤثر فيها ، فالقلب لا يعمل وحيدآ إنما هو عضو ضمن جسد كبير ، لذلك فإن أي مرض يصيب الإنسان يؤثر بالقلب بشكل كبير ، وأحد اكثر الأمراض التي ترتبط بالقلب وتؤثر فيه هو مرض فقر الدم ، ومرض فقر الدم أو المسمى بالأنيميا هو مرض يرتبط بحالة من الضعف العام ونقص الهيموجلوبين بالدم ، فتؤثر نسبة الهيموجلوبين بالدم المنخفضة على الجسم كله ، فيصاب بالتعب والإعياء ، والهيموجلوبين هو بروتين موجود بالجسم يساهم في توصيل الأكسجين الموجود بالدم إلى خلايا وأنسجة الجسم ، لذلك فعندما ينخفض الهيموجلوبين يختل عمل أعضاء الجسم بشكل كبير .
وفقر الدم له عدة درجات وأنواع ، فهناك
فقر الدم
البسيط وفقر الدم المتوسط وفقر الدم الخطير والحاد ، وتحدد درجة خطر فقر الدم بناء على مدبى إنخفاض الهيموجلوبين بالدم ، ويلاحظ أن النسبة المعقولة للهيموجلوبين بالدم هي من 13 إلى 17 بالنسبة للرجال ، و من 12 إلى 15 بالنسبة للسيدات ، حيث يختلف فقر الدم بين الرجال والسيدات ، ونظرآ لخطورة فقر الدم ، ونظرآ للتأثير الكبير الذي يحدثه فقر الدم على الجسم كله .
. وأبرز أعضاء الجسم التي تتأثر نتيجة فقر الدم هو القلب ، فأمراض القلب ترتبط بفقر الدم بشكل وثيق ، حيث أكدت العديد من الدراسات العلمية الحديثة أن نسبة كبيرة من المصابون بفقر الدم يشعرون بأعراض الإصابة بأمراض القلب ، ففقر الدم بشكل عام يتسبب في العديد من الأعراض منها ، تسارع شديد في ضربات القلب مع الإحساس بها ، ألم في الصدر ، بالإضافة إلى إعياء شديد وهبوط عام وفي حالات يحدث الإغماء المفاجيء ، وإذا نظرنا إلى أعراض فقر الدم نجدها تتشابه إلى حد بعيد مع أعراض الإصابة بأمراض القلب ، حيث يؤثر فقر الدم على عمل القلب ، ويعود السبب في ذلك إلى تأثير الانيميا على عمل القلب ، فعند إنخفاض نسبة الهيموجلوبين بالدم ، يصبح العبء الملقى على القلب كبير ، فالقلب يصبح مطلوب منه أن يضخ الدم بشكل أكبر وأسرع ، ليمد الجسم بالأكسجين الذي يفتقده ، و قد اكد أطباء القلب أن فقر الدم الحاد يتسبب وبشكل كبير في إصابة الشخص بقصور بالقلب بالإضافة إلى إحتمال الإصابة بالنوبة القلبية ، و تؤثر أمراض القلب أيضآ على نقص نسبة الهيموجلوبين في الدم أيضآ ، لذلك ينصح الاطباء المصابون بفقر الدم الإسراع في علاجه و ألا يعتبرون فقر الدم مشكلة صحية بسيطة ، حتى لا تتطور هذه المشكلة فتؤدي لإضرار القلب و إصابته بمرض من الأمراض الخطيرة .