الشيخ العماني ” سعيد بن خلف الخروصي” ،و أعماله

نشأ على أرض سلطنة عمان نخبة رائعة من علماء الدين الذين حاولوا نشر الوعي و الفكر الإسلامي في مختلف أنحائها و من بين هؤلاء الشيخ العلامة ” سعيد بن خلف الخروصي ” مساعد مفتي سلطنة عمان و سوف تطلعك السطور التالية لهذه المقالة على السيرة الذاتية و الرحلة العلمية و العملية الخاصة بهذا الشيخ الجليل عبر سطورها التالية .



اسمه بالكامل، و نسبه

..

هو الشيخ الجليل سعيد بن خلف بن محمد بن نصير بن خلفان بن محمد بن خلف بن محمد بن مبارك الخروصي .

سعيد بن خلف الخروصي

مولد الشيخ ” سعيد بن خلف الخروصي ” .. ولد الشيخ الجليل سعيد بن خلف الخروصي على أرض ولاية نخل العمانية بتاريخ 8 صفر عام 1344 هجرياً ،و الموافق 1925 ميلادياً .



نشأة الشيخ ” سعيد بن خلف الخروصي ” ..


نشأ الشيخ سعيد بن خلف الخروصي في أحضان والديه و عاش حياة طيبة في ظل جده الشيخ محمد بن نصير الذي كان دائماً يجمع في مجلسه العلماء و الأدباء و من بينهم الشيخ محمد بن أحمد السلامي ،و الشيخ محمد بن سعيد الكندي ،و الشيخ خلفان بن جميل السيابي و كانوا جميعهم على قدر عالي من العلم و المعروفة و الثقافة الأسلامية الواسعة اكتسب الشيخ سعيد بن خلف الخروصي من هؤلاء الشيوخ حب العلم و السعي ورائه و الأهتمام به فختم القرأن الكريم و هو في سن العاشرة على يد خلفان بن سليمان اليعربي ،و حمود بن زاهر الكندي الذي تعلم منه أيضاً النحو و عرفه على ملحة الإعراب للحريري و بعد أن شرب الشيخ سعيد بن خلف الخروصي كل ما يخص النحو درس مع ذلك ألفية بن مالك الذي تناول ابن عقيل شرحها .

زيارة للشيخ سعيد بن خلف الخروصي



رحلة الشيخ ” سعيد بن خلف الخروصي ” إلى نزوي ..


منذ قديم الأزل و حتى الآن ولاية نزوي معروفه بأنها تملك علماء ذات ثقافة و عقلية اسلامية لامثيل لها لذلك أحب الشيخ سعيد بن خلف الخروصي السفر إليها و تحقق له ما أراد وسافر لها لأول مرة بصحبه أحد أصدقائه الشيخ سعيد بن محمد الكندي عام 1361 هجرياً و حرص على حضور مجالس الشيخ محمد بن عبد الله الخليلي وتعلم الكثير من الشيخ سالم بن سيف البوسعيدي و سافر إليها مرة ثانية بصحبة أخيه سليمان بن خلف و ذلك ليكمل ما مشواره و ليتشبع بأكبر قدر من خبرة علماء و أدباء نزوي فألتقى هذه المرة بالشيخ الجليل سعود بن سليمان الكندي و العلامة الشيخ سليمان بن سالم الكندي .

الشيخ سعيد بن خلف الخروصي



قصة الشيخ ” سعيد بن خلف الخروصي ” مع أشهر علماء السلطنة ..


عاد الشيخ سعيد بن خلف الخروصي إلى ولاية نخل بعد أن تشبع بعلم علماء ولاية نزوي فحرص على أن يكمل مسيرته العلمية مع كل من الشيخ سعيد بن أحمد الكندي ،و الشيخ إبراهيم بن سيف الكندي كما اتصل بالشيخ سالم بن حمود السيابي منذ توليه منصب القضاء بولاية نخل واستغل مدة حكمه لصالحه فقرأ عليه كتابه المعروف بأسم إرشاد الأنام في الأديان و الأحكام ثم أرجوزة أنوار العقول و تناول شرح تلك الأرجوزة للشيخ الجليلي نور الدين السالمي و استمر تحصيله فأخذ منه أيضاً على الفرائض كما لازم الشيخ الجليل خلفان بن جميل السيابي و أخذ منه حكمته و مهارته و استعان به في مراجعة عدة أمور و عدد من الدعاوى و أصبح الشيخ سعيد بن خلف الخروصي من أقرب التلاميذ المجتهدين و المحببين إلى الشيخ خلفان بن جميل السيابي ففي الوقت الذي كان يؤلف فيه السيابي كتابه القطرة الغثية والوسيلة الإلهية الذي قام فيه بنتظيم أسماء الله الحسنى و أضاف إليه عدد من التضرعات و ابتهالاته كلما جاء سؤالاً نظامياً كان يسنده إلى تلميذه النجيب سعيد بن خلف الخروصي الذي كان يثق في قدراته العلمية و مهارته .



سمات الشيخ ” سعيد بن خلف الخروصي ” ..


من أبرز سماته الذكاء ، القدرة على التحصيل ، المثابرة حتى الوصول إلى ما يريد ، الطموح.، و التقوى ،و الهمة العالية ،و السماحة ،و حب الخير ،و الحرص على خدمة من يحتاجه .

لقاء مع الشيخ سعيد بن خلف الخروصي



أهم مؤلفاته

..

لم ينشغل الشيخ سعيد بن خلف الخروصي عن التاليف بالرغم من مشاغله الكثيرة فألف عدة مؤلفات من بينها إتحاف الأنام بشرح جوهر النظام و تناول خلال أجزائه شرح لبعض أبواب جوهر النظام و لكن بصورة مختصرة للشيخ نور الدين السالمي كما قام بتأليف كتاب دليل السالك و خلال هذا الكتاب قام بشرح قصيدته التي كان قد كتبها للحج و المعروفة إحكام المسالك في أحكام المناسك .



الحياة العملية و مناصب الشيخ ” سعيد بن خلف الخروصي ” ..


تولى عدة مناصب من بينها قاضي ولاية سمائل و ذلك في عام 1381 هجرياً ،و وظل قاضياً عليها سبعة عشر عاماً ونقل عهد السلطان قابوس إلى ولاية الرستاق و قضى هناك بمنصبه ثلاث سنوات ثم انتقل لولاية البريمي و منها إلى مسقط و تعين هناك قاضياً في محكمة الأستئناف و في عام 1987 ميلادياً تم تعينه مساعد مفتي السلطنة و بناء على ما جاء به من علم وحكمة صدر مرسوم لترقيته إلى وكيلاً بنفس المنصب وذلك يجعله يجيب على الأسئلة التي يطرحها المستفتين و كل ذلك المشوار قد أتعبه فأراد أن يستريح فأرسل رسالة إلى السلطان قابوس يطلب منه فيها أن يسمح له بالتقاعد واستجاب جلالته لطب الشيخ الجليل و تقاعد بدرجة وزير .