على الرغم من أن مسلسل حارة الشيخ هو العمل الأضخم والذي يكتسح الأعمال الدرامية في رمضان هذا العام إلا أنه لم يسلم من الانتقادات التي تنهال عليه من قبل الشعب السعودي، خاصة وأن الأخبار التي تردد حول هذا المسلسل تنبأ عن أنه محرفا لهوية وتاريخ المملكة العربية السعودية مما أدخل السعوديون في موجة عارمة من الغضب قاموا على اثرها بحملات على موقع النواصل الاجتماعي تويتر ينادون فيها بعدم عرضه خلال شهر رمضان الكريم لأنه مخالف للواقع السعودي وطمس للهوية العربية التاريخية بالإضافة إلى أن ملابس النساء في المسلسل مسئ للنساء الحجازيات والسعوديات بوجه عام.

نبذة عن قصة المسلسل

تدور أحداث مسلسل حارة الشيخ في إحدى حارات مدينة جدة القديمة وتدور الحبكة الدرامية حول حكاية شعبية عن أخوين في الرباية وليسا شقيقين هما اسماعيل ورضوان، فقد اتخذ اسماعيل طريق الضلال واتبع جماعة المشاكل الذي قادته إلى العنف والخداع والمؤامرات والظلم الذي أساء لأولاد حارته أما رضوان فهو الأخ اللقيط الذي اتبع طريق التقوى والعمل الصالح والذي قد تربى عليه من الشيخ الضرير سالم.

ردود مواقع التواصل الاجتماعي

تسبب إطلاق الدعاية لمسلسل حارة الشيخ في إثارة موجه من الغضب بين النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي تويتر وعلى الفور تم إطلاق هاشتاق بعنوان #أوقفوا_حارة_الشيخ ، وقد برر النشطاء إطلاق هذه الحملة بناء على أن هذا المسلسل سوف يتسبب في تشويه الثقافة والتاريخ الحجازي، ورأى آخرون أن ذلك التعصب ناتج عن التعصب العرقي والعنصرية، وكانت الآراء حول هذا المسلسل مهاجمة تماما ومن بعض هذه التغريدات :

“أساءوا للبس الحجازي واللهجة الحجازية، بالرغم من أن البطل وشركاؤه (ليسوا حجازيين) !، اوقفوا المهزلة التي يصورونها”.

فيما قال آخرٌ: “في المسلسل تشويه حقيقي للهويه الحجازية، المجنسين طمسوا الأرث الجميل، والذكريات والطرقات وحتى الحدائق العامة”، وآخرٌ نوّه: “وين الاعلاميين والمشاهير من قبائل الحجاز ولاعاجبهم الوضع للاسف احنا اللي سمح لهالوافدين يطمسون هويتنا وتاريخنا”.

رد فعل كاتب المسلسل

اندهش كاتب العمل من هذا الهجوم الشنيع حول مسلسله على الرغم من عدم عرضه إلى الآن، فالكل منتظر شهر رمضان الكريم حتى يتم عرضه ومعرفة الحقيقة، و هذا العمل استغرق حوالي خمس سنوات ما بين البحث والكتابة والمعالجات الدرامية وما على ذلك فهو للكاتب الكبير بندر باجبع الذي حاول تقديم الصور الجميلة عن تاريخ مدينة جدة العريق، ولكن الهجوم الشاسع على هذا العمل يؤكد أن هناك خطأ ما في الأمر، فهذا العمل عبارة عن حكاية درامية خيالية تنقل أحداث وجوانب المجتمع السعودي قبل أكثر من 180 عاما ومن ثم يدور في حارة افتراضية من حارات جدة القديمة ، والفكرة تقول حول الصراع الأزلي بين الخير والشر وأطماع النفس البشرية وهو أمر متعارف عليه في جميع الأعمال الدرامية .

كما رأى الكاتب أن الجدل الثائر الآن حول المسلسل على شبكات التواصل الاجتماعي يعتبر سلاحا ذو حدين لأنه سيؤثر التأثير السلبي على المشاهد الذي يشاهد حلقات العمل لأنه بنى تقييم المسلسل على أساس خاطئ ، ومن الممكن أن يكون ايجابيا لأن الجدل أعكى المسلسبل شهرة من قبل أن يتم عرضه على شاشات التلفزيون، ولفت المؤلف أيضا أن المسلسل لن يتطرق إلى أي قبيلة من القبائل مثلما أثيرت حوله الاشاعات ولا يحكي عن أي أحداث تاريخية أو صراعات مع الأتراك

أبطال مسلسل حارة الشيخ

يعتبر المسلسل السعودي حارة الشيخ هو شبيه للمسلسل السوري باب الحارة ويشارك في بطولته عدد كبير من نجوم الدراما الخليجية وهم محمد بخش وخالد الحربي وعبدالمحسن النمر ويوسف الجراح وجميل علي ومجدي القاضي ومازن فارسي وحسن القرشي وفهد غزولي وياسين أبو الجدايل وياسر عوكل ونزار السليماني وثامر الصيني وجنات الرهبيني ومريم الغامدي وسناء بكر يونس وريم الحبيب وشرين حطاب وشيرين باوزير ومروة محمد.

نهاية

الأمر في الأول والأخير متروك للجمهور أن يحكم حكمه الأخير على المسلسل من بعد مشاهدته بالكامل، ومن جهة أخرى فإن وزارة الثقافة والمسئولين في المملكة لن يسمحوا أبدا بالقيام بأي عمل تليفويوني أو غيره يمس التراث الحجازي بصفة خاصة أو السعودي بصفة عامة، وإن كانت هناك ملابسات حول قصة هذا العمل الدرامي فكان من الممكن أن يتم رفضه من الظهور على شاشات التليفزيون، ولكن إن تم عرض هذا العمل الدرامي وثبت أن هناك أي مساس بتاريخ الحجاز العريق فلابد من اتخاذ الاجراءات القانونية ووقف عرضه ومحاسبة المسئ.