ماهو التقويم الأحادي لرؤية الهلال الذي اعترضت عليه السعودية ؟

عرف مؤتمر توحيد الشهور القمرية و التقويم الهجري الدولي الذي نظم في إسطنبول خلافات حادة بخصوص توحيد التقويم الهجري من أجل توحيد رؤية هلال رمضان و الصيام للمسلمين في كل أنحاء العالم.


على ماذا اعترض القرضاوي ؟


و تمحورت جل الخلافات في المؤتمر الذي أشرفت عليه الشؤون الدينية الرسمية التركية و مركز الفلك الدولي حول مشروعين اثنين الأول مشروع التقويم الأحادي الذي تتبناه رئاسة الشؤون التركية و الثاني هو المشروع الثنائي الذي يدعمه مركز الفلك الدولي بأ بوظبي. و كان أبرز المعترضين هو الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ، حيث أبدى في نهاية جلسات يوم الأحد 29 مايو بطريقة واضحة عن اعتراضه على ما تم تقديمه في المؤتمر. حيث وصف القرضاوي تحديد تقويم واحد في العالم الإسلامي و الغرب بمثابة “عبث” على حد تعبيره.


congres Musulmans


ما معنى التقويم الأحادي ؟


يعتمد التقويم الأحادي على رؤية هلال الولايات المتحدة الأمريكية بصفته الأكثر وضوحا للأجهزة الفلكية، و لأن ليلها يدخل بليلة أول رمضان قبل ليل العالم الإسلامي، و هو الأمر الذي رفضه علماء المملكة العربية السعودية لأنه يرون أن أمريكا يجب أن تصوم لصيام المملكة مثل دول أمريكا الشمالية و ليس العكس. و أدت الاختلافات بين أغلب الدول المشاركة في المؤتمر أي 60 دولة، إلى إعلان الدكتور “علي القره داغي” نائب رئيس الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين إلى رفع جلسات اليوم بدون التصويت على اختيار أي تقويم كما كان متوقعا.

و هذا التقويم يعتمد على الرؤية الفلكية للهلال و يأخذ بعين الاعتبار الرؤية بالعين المجردة، حيث يصوم عليه العالم الإسلامي كله في يوم واحد و اعتمده المهندس جمال الدين عبد الرزاق الفلكي المغربي. المشكلة التي وجذها العلماء أنه كلما تقدموا إلى الغرب كانت الرؤية أوضح للقمر و ذلك حسب تصريح المهندس “محمد شوكت عودة” مدير مركز الفلك الدولي مما يعني أن دول الشرق بما فيها السعودية يجب أن تصوم لرؤية أمريكا.


ramadan


اختلاف في الصوم


و عقب الشيخ يوسف القرضاوي في مقابلة مع “هافينغتون بوست” بعد نهاية المؤتمر عن كيفية الاتفاق على تقويم عالمي واحد في حين أن المسلمين مختلفين حتى في الرؤية القمري و زاويتها معتبرا الأمر مجرد عبث. مؤكدا أن اختلاف المسلمين زمانيا و مكانيا لا يسمح بتجميعهم على ميقات واحد و الأولى أن يصوموا لرؤية الهلال و يفطروا عليه كما أمر الرسول عليه الصلاة و السلام. أما بخصوص مسلمي أوروبا الذين يواجهون المشاكل مع حكومات الدول التي يقطنون بها فقال القرضاوي أن عليهم الاتفاق على طريقة يجتمعون بها للصيام و الإفطار دون إتباع العالم الإسلامي. لكن المؤتمر لم يناقش رؤية القرضاوي أساسا.


تفاصيل المؤتمر


و قد حضر في المؤتمر الذي بدأ يوم السبت 28 مايو و انتهى صباح الاثنين 30 مايو صباحا كل من علماء الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين و علماء اتحاد مسلمي أوروبا و الدكتور محمد كورماز و رئيس الشؤون الدينية التركية. و كانت قد سبقت المؤتمر دعوة لمجموعة من الباحثين في مختلف أنحاء العالم من اجل تقديم أطروحاتهم حول موضوع توحيد التقويم القمري، و ذلك منذ 3 سنوات ماضية من طرف اللجنة العلمية للمؤتمر. و قد خرجوا في النهاية باعتماد 3 أبحاث أحادية و 2 ثنائية و تم الجمع بينهم ليخرج المؤتمر بطرحين واحد أحاد و الثاني ثنائي للتقويم الهجري العالمي.


التقويم الثنائي


هذا المشروع قدمه الدكتور نضال قسوم مدير مركز الفلك الدولي في أبو ظبي رفقة أعضاء المشروع الإسلامي لرصد الهلال و وافق عليه علماء الدين السعوديون لأنه حسب الواقع الحالي فإن مسلمي أمريكا و البرازيل يصومون تبعا لصيام السعودية و ليس كما يقول التقويم الأحادي. أما العلماء الأتراك فدعوا في ختام الجلسة إلى تقريب التقويمين المقترحين و دمجهما و تجنب سلبياتهما.