العثور على أخطر ماكينة تشفير للنازي هتلر
كان يعتبر العثور على ماكينة تشفير هتلر مهما بالنسبة لمسؤولي فك الشفرات الذي يعملون مع قوات الحلفاء أكثر من ماكينة إنيجما الألمانية. ذلك أن الهدف منه هو منح القيادة النازية التشفير، في حالة فك رموزه يساهم في إنهاء الحرب العالمية الثانية و بالتالي تحقيق التقدم في مجال الحسابات الحديثة.
و لكن بعد مرور عقود من الزمن، أًبحت هذه الآلة لست سوى آلة تلغراف قديمة مسكوة بالتراب و ملقاة في حديقة المنزل بالنسبة لإمرة عادية في إيسكس في بريطانيا حسب تقرير صحيفة الغارديان. و لكن بمجرد أن رأى أحد المتطوعين الذين يعملون مع المتحف القومي لنظم الحسابات الإعلان على موقع إيباي هذا الأسبوع حتى تم إنقاذ مبرقة لورينز العسكرية النادرة، مما يدعم الجزء الأخير من بين الجهود الدولية لإعادة تأسيس كل معدات التشفير التابعة لهتلر.
المكونات الناقصة
و بعد أن عثر على هذه الآلة على موقع المزادات الإلكتروني، و الحصول على قرض طويل الأجل من متحف القوات المسلحة النرويجية في أوسلو لفائدة ماكينة تشفير من طراز ” Lorenz SZ42″ ، الآن يبحث المتحف القومي لنظم الحاسبات على الأجزاء الضائعة من الآلة من أجل إعادة تشغيل جهاز التشفير.
و صرح “جون ويتر” المهندس المتطوع للعمل مع المتحف القومي للقيام بهذه المهمة انه يجب استبدال بعض الأجزاء المفقودة بما فيها محرك الأقراص الذي يعتبر المكون الأساسي الذي يجب البحث عنه فيما بعد. و دعا ويتر و رفاقه الجميع في أرجاء العالم للبحث في سقيفات المنازل و الغرف العلوية عن الجهاز الذي يكون مثل كرة الرجبي الصغيرة و الذي يتوفر على أعمدة دوران واضحة في كلا الجانبين.
العثور بالصدفة
كانت الصدفة هي وحدها التي أدت إلى توصل المتحف إلى مبرقة لورينز بعد أن عرضت للبيع و قال ويتر أن المرأة التي وضعتها للبيع كانت تظنها جهاز تلغراف و لكن المختصين أدروا أنها مبرقة لورينز. حينها اتصلوا بالبائعة و توجهوا إلى أيسكس من أجل إلقاء نظرة بأنفسهم . و قال ويتر أن مالك الجهاز أخذهم إلى غرفة بالحديقة حيث كانت المبرقة لورينز في حقيبتها الأصلية، و حصلوا عليها مقابل 9.5 جنيه إسترليني أي نحو 15 دولار فقط. و رغم ذلك فإن القيمة الحقيقية لعملية الشراء لم تتضح لعد.
إكمال عدة المتحف
بعد تنظيف الماكينة في بليتشلي بارك و هو مقر المتحف وجد المتطوعون أن المبرقة عسكرية و أصلية و هي مزودة بصليب معقوف و مفتاح خاص بعلامة ” Waffen-SS ” الطنانة. و قد وضعت المبرقة لتستكمل مجموعة المتحف الخاصة بمعدات التشفير و الاعتراض و فك الشفرات إلى جانب آلة التشفير من النرويج. و هو ما يعني حقيقة رواية تمكن الحلفاء من فك الشفرات السرية لألمانيا من البداية إلى النهاية.
و بعد عرض قصة اكتشاف المبرقة على إذاعة بي بي سي يوم الأحد تمنى اثنان من الطلاب السابقين في مدرسة فينشلي في لندن أن يعثروا على محرك الأقراص مما زاد حماس المتطوعين. و قد قال أحدهما أنه مازال يتذكر رؤيته لمحرك على الخزانة في مكتب مدير المدرسة عندما كان يتعرض للضرب بالعصا، و أكد الأمر متطوع آخر بقوله أنه هناك ماكينة لورينز في مكتب المدير، و هو ما جعل المتحف القومي يسعى للتوصل إلى معلومات بهذا الخصوص.
كيف تم فك شفرتها؟
و قد تمكنوا من فك تشفير جهاز لورينز الذي يعتبر الأكثر تعقيدا من جهاز إنيجما المعروف بفضل عالم الرياضيات “بيل توت” الذي توصل إلى تصميم ماكينة لورينز دون أن يراه سابقا أبدا. و بالتالي توصلوا إلى إنشاء هيكل ضخم و هو الآن أكبر حاسب آلي قابل للبرمجة قام باختراعه تومي فلاورز مهندس مكتب البريد.