الفاصل القصير بين حملين متتالين يضع طفلك في مخاطر التوحد !!
اضطراب طيف التوحد (ASD) هو حالة معقدة تؤثر على طفل 1 بين 68 طفلا. ولكن هل يمكن أن يُمنع أثناء الحمل؟ يقول الخبراء أنه بمجرد إجراء اختبارات الحمل المطلوبة والكشف بإيجابية عن وجود احتمالية لإصابة الطفل فيما بعد بمرض التوحد قد يبدأ الأبوين في البحث عن طرق لمحاولة وقاية طفلهما من هذا المرض من قبل الولادة.
وتكشف بعض البحاث عن إمكانية إصابة الطفل بمرض التوحد من قبل الولادة ؛ حيث كشفت دراسة حديثة أجريت في إنجلاند ونشرت بمجلة طبية علمية ؛ أن الاختلافات في أدمغة الأطفال المصابين بالتوحد تظهر في وقت مبكر من الثلث الثاني من الحمل. في حين لم يتمكن الباحثون من تحديد سبب واضح لإصابة الجنين بمرض التوحد ASD ، ومن المرجح أن يتطور هذا المرض نتيجة مزيج من العوامل ؛ ففي بعض الحالات قد يقع السبب الوراثي في المقام الأول ، والبعض الآخر قد يكون السبب فيها بيئياً وله علاقة قوية بما تتعرض له الأم من ظروف ومؤثرات أثناء فترة الحمل ، ولكن معظم الحالات ربما تنجم عن تفاعل قد حدث أثناء فترة الحمل نتيجة اضطرابات غذائية معينة أو أدوية خاطئة تناولتها الأم خلال فترة الحمل على حد سواء .
وبينما لا تستطيعين السيطرة على علم الوراثة أو تغييره ، إلا أنه يمكنك تغيير التعرض للعوامل البيئية التي أظهرت وجود صلة لإصابة الجنين بمرض التوحد ASD. ومع ذلك، فإن أياً من هذه التغييرات تمثل نمطاً لحياة الأم في الكثير من الأحيان. ولكن يمكن القول أن هذا التغيير قد يعمل على خفض خطر إصابة طفلك بمرض التوحد. ويشير الخبراء إلى أن محاولة السيطرة على المرض يجب أن تبدأ من خلال الم الحامل فالتصدي المبكر لهذا المرض والجنين لازال داخل الرحم قد يؤدي إلى العديد من النتائج الفعالة والجيدة بالنسبة للطفل بل وحمايته أيضاً من الإصابة بمرض التوحد مبكراً .
وبمزيد من البحث والتقصي كشفت أحدث الدراسات العلمية على أن التباعد بين حملين متتاليين فترة من 2 إلى 5 سنوات تساعد الأطفال على عدم الإصابة بمرض التوحد، ذلك أن فترات الحمل المتقاربة قد تزيد من خطر إصابة الأطفال بمرض التوحد. وفي تلك الدراسة القائمة على مجموعة من الأبحاث التي ضمت أكثر من 1.1 مليون طفل، وجد العلماء أيضا أن طول تباعد فترات الحمل – ما يزيد على خمس سنوات – بين الأطفال قد تكون مرتبطة بوجود أثار للاضطراب في النمو العصبي والشائع بين الأطفال بشكل متزايد.
وبناء على أفضل الأدلة الحالية المتاحة لأحدث الدراسات العلمية التي أجريت مؤخراً ، يبدو أن الفترة المثالية بين الحملين – الوقت المنقضي بين ولادة الأخ الأكبر سنا فوري والأخ الأصغر سنا – هو 2 إلى 5 سنوات، وذلك للحد من مخاطر من التوحد، وقال الدكتور أوغستين كوندي-اجوديلو القائم على الدراسة وهو باحث في منظمة الصحة العالمية بالمركز التعاوني في مجال الإنجاب البشري في جامعة فالي في كالي، بكولومبيا.
أن أسباب الارتباط بين الفترات قصيرة بين الحملين وإصابة الطفل بالتوحد وإعاقات النمو العصبية الأخرى غير معروفة حتى الآن وأضاف كوندي-اغوديلو إلى أن العلماء يعتقدون بأن اضطرابات التغذية وعوامل أخرى قد تلعب دورا محورياً في ذلك. ومع ذلك، لا تثبت الدراسة أن الفترات إما طويلة أو قصيرة بين الحملين يسبب في الواقع مرض التوحد، لمجرد أنه يبدو أن هناك إجماع على ذلك. وقد نشرت الدراسة على الانترنت في 7 إبريل الماضي بمجلة طب الأطفال.
ويظهر اضطراب مرض التوحد في الأطفال عادة قبل أن يصل الطفل إلى عمر 3 سنوات وغالبا ما يتضمن هذا المرض وجود صعوبات في التنشئة الاجتماعية والتواصل، وكذلك السلوكيات المتكررة. وفي عام 2013، تم دمج جميع أنواع التوحد إلى التشخيص تحت مظلة واحدة، بما في ذلك متلازمة اسبرجر. ومعظم إعاقات النمو العصبية، بما في ذلك مرض التوحد، يُعتقد أن سببها مزيج معقد من العوامل. وقال الباحثون أن تلك العوامل تشمل الأسباب الوراثية، والبيئة، وصحة الوالدين سلوكيات الأم خلال فترة الحمل، وحدوث المضاعفات أثناء الولادة. وأشارت النتائج أيضاً إلى أن أقصر تباعد بين الحملين (أي أقل من سنتين) كان مرتبطا بزيادة خطر تأخر النمو والشلل الدماغي، والتي يمكن أن تؤثر على حركة الجسم، وتنسيق العضلات والتوازن.
كذلك نضوب مستويات حمض الفوليك لدى الأم الحامل بين الحملين المتقاربين قد تلعب دورا مهماً في احتمال زيادة خطر الإصابة بمرض التوحد؛ ذلك أن حمض الفوليك فيتامين ب ضروري للدماغ السليم وتنمية النخاع الشوكي في الأجنة، وعادة ما يتم نصيحة النساء بتناول مكملات حمض الفوليك خلال فترة الحمل.
أما بالنسبة لفترات الحمل الأطول أيضا يحتمل أن تكون مرتبطة بمرض التوحد، وقال كوندي-اجوديلو أنه تم الافتراض بأن العوامل ذات الصلة مثل العقم والحمل غير المرغوب فيه ومستويات حدوث الالتهاب بالجهاز التناسلي لدى الأمهات قد تؤثر على خطر إصابة الطفل بمرض التوحد.
ويمكن تفادي إصابة الطفل بهذا المرض من قبل أن يولد باتخاذ بعض الاحتياطات التالية أثناء فترة الحمل ، تابعي القراءة
الحد من التعرض لتلوث الهواء :
يجب على الأم الحامل تقليل التعرض للهواء الملوث ، ذلك أن إحدى الدراسات الحديثة قد أشار الباحثين في مدرسة هارفارد للصحة العامة أن الخطر قد تضاعف لدى الأطفال الذين ولدوا لأمهات تعرضن لمستويات عالية من التلوث، وخاصة في الثلث الأخير من الحمل.
تجنبي المواد الكيميائية السامة :
يبدو أن هناك خطر متزايد للإصابة بمرض التوحد ASD المرتبط بتعرض الأمهات لبعض المواد الكيميائية أثناء الحمل، وعلى سبيل المثال، وجدت دراسة حديثة أن التعرض للعوامل البيئية المرتبطة بالتوحد، وتحديدا الملوثات المتعلقة بالمرور، وبعض المعادن، والعديد من المبيدات الحشرية والفثالات. قد أظهرت أدواراً قوية في إصابة الأجنة بمرض التوحد، لذا يجب عليك تجنب التعرض للمواد الكيميائية والحد أيضاً من تناول الأطعمة المعلبة وحتى مستحضرات التجميل، وتجنب زجاجات المياه المصنوعة من البلاستيك أو الألومنيوم، والابتعاد عن منتجات العناية الشخصية مثل العطور ، كما يجب عليك التحدث مع طبيبك الخاص حول كافة الأمور ومدى ملاءمتها بالنسبة لك.