المتعة التراثية في متحف الخط التركي
تشتهر تركيا بتاريخ عريض من الحضارة أعرقها على الإطلاق الحضارة الاسلامية ممثلة في الدولة السلجوقية والدولة العثمانية، من اهم معالم التقدم والحضارة في أي دولة هي القراءة والكتابة حيث انها تجسد مدى ازدهار وتقدم الحضارة بالطبع خلفت الحضارة العثمانية وراءها ارث ثقافي هائل من الخط التركي و الزخارف و المنمنمات التركية والتحف الفنية بالخط العربي و الخط العثماني القديم من ابرز المتحف التي جمعت هذا الإرث التراثي الهائل من الخطوط التركية القديمة قبل ابدال الأبجدية التركية بالحروف اللاتينية هي متحف الخط التركي Türk Vakıf Hat Sanatları Müzesi
يعد متحف الفن التركي من المتاحف التراثية ذات الجمال الفائق لمحبي الخطوط العربية والعثمانية القديمة، يوجد المتحف في مدرسة بيازيد داخل كلية بيازيد تعتبر من اهم المواقع التاريخية و الاثرية في شبة جزيرة اسطنبول يعتبر المتحف الفريد من نوعه في اسطنبول و الشرق الأوسط تم انشاء المتحف عام 1968 داخل مدرسة السلطان سليم التي تقع في شارع الوطن ثم بعد الانتهاء من ترميم مدرسة بيازيد من قبل مديرة الأوقاف تم نقل المتحف إليها عام 1984 ومازال باقيًا فيها إلى اليوم.
يقصد المتحف يوميًا عدد من المهتمين بالتراث الإسلامي و الخطوط العربية والخطوط يحتوي المتحف على أندر المخطوطات في بلاد المغرب العربي والمخطوطات الهندية التي يرجع تاريخها لعهد الفتح الاسلامي لها و عدد من الأختام الخاصة بسلاطين الدولة العثمانية والسلجوقية و الكتابات على المرايا ومجمل من الوثائق و التراخيص القديمة والأحكام و الفرمانات العثمانية والرسائل التي يتبادلها السلاطين مع الولاة في كافة الأمصار الاسلامية و بقاع الدولة العثمانية و الزجاج الملون واللوحات الفريدة باللغة العربية والتركية القديمة و آيات قرآنية ورقائق من المصحف و المصاحف القديمة بالخط العثماني و الخط الكوفي، يوجد ايضًا قسم مخصص لأماكن المقدسة يحتوي هذا الجزء على غطاء للكعبة وشعر من ذقن الرسول صلّ الله عليه وسلم و زجاجات يحتوي على تراب من جانب قبر الرسول صلّ الله عليه وسلم ولوحات تصور المدينة المنورة قديمًا و لوحات أخرى تمثل شعائر الحج قديمًا و منى والمزدلفة ، ايضًا يوجد عدد من الوثائق التي ترجع لعدة دول ليست الدولة العثمانية فقط بل اللأموية والعباسية و شجرات للأنساب و اقلام تاريخية مصنوعة من القصب وأقلام حبر وأقلام الريش يحتوي على تتطور لأدوات الكتابة منذ العصور القديمة وأنواع من الأحبار والأوراق التي كانت سائدة قديمًا ايضًا عدد من التحف الفنية التي لا تقدر بثمن .
يوجد بالمتحف جانب لمذكرات كلًا من السلطان عبد الحميد الثاني و السلطان أحمد الثالث و السلطان محمود الثاني و كرسي السلطنة لسلطان عبد الحميد الثاني المصنوع من خشب جوز الورد كل الأشياء التي تجذب الزوار المحليون و محبي الفن الإسلامي و الزخرفة الإسلامية.
ليس هذا فحسب يوجد بالمتحف عدد من الملابس المزخرفة ذات الزخارف العثمانية والأشغال اليدوية القديمة وكتابات الخط العربي على النسيج يحتوي المتحف على عدد من القاعات كل قاعة تحتوي على فن قائم بذاته فهناك قسم للمنسوجات و قسم لسجاد و قسم لزخارف و اللوحات وقسم لأشياء المقدسة و هكذا.
لو كنت من محبي التراث الاسلامي وفن الزخرفة العثماني لا يفوتك أبدًا يمكنك ايضًا اقتناء الهدايا التذكارية التي تذكرك بالمتحف فهناك قسم لتصنيع الهدايا والخطوط العربية بجانب قسم المحافظة على التراث وصيانة اللوحات ، لا يفوتك الذهاب لهذا المتحف يفتح ابوابة لزائرين من الساعة التاسعة و حتى الساعة السادسة مساءًا يوميًا ..