أمٌّ بريطانية مسلمة تواجه القانون بسبب اصطحاب ابنتيها للعمرة خلال الدراسة

تعتزم أم مسلمة بريطانية الجنسية الدخول في مواجهة مع القضاء بسبب تهديده لها بتغريمها لأنها أخذت ابنتيها معها لأداء العمرة خلال فترة الدراسة و هو الأمر المرفوض قانونيا في بريطانيا، إذ حذرت وزارة التعليم البريطانية من أن هذه الحالات التي تكون خلال فترة الدراسة تعرض الآباء لخطر المساءلة القانونية مما يؤدي لتوقيع جزاءات أو سجل إجرامي.


ما ملابسات الواقعة؟


و يذكر أن الأم تدعى “شاهناز بي” و هي من سكان مدينة شيفيلد البريطانية، و قد كانت في إجازة استمرت أسبوعين خلال شهر أبريل المنصرم عندما اصطحبت معها ابنتها مريم البالغة 9 سنوات و فاطمة البالغة 7 سنوات إلى مكة و المدينة للقيام بعمرة، رغم أن مدير المدرسة “فيرس هيل” كان قد واجه الأم بأن تغيب التلميذتان سيكون غير مصرح به مما سيؤدي بها إلى دفع غرامة قدرها 120 جنيه إسترليني. و شاهيناز بي هي أم لأربعة أطفال و هي في هذه الأيام تعتزم خوض تحدي قانوني مقابل أي عقوبة يتم فرضها عليها، لأنها تقول بأن الرحلة كانت تعليمية كما أنها عملت جاهدة من أجل الحصول على وقت تمضيه العائلة مع بعضها وفق ما ذكرت صحيفة ساندي تايمز البريطانية و نشرته صحيفة الديلي ميل البريطانية.


هل يترك الأطفال المدرسة؟


لم تكتفي الأم بهذا التحدي بل إنها هددت بنقل أطفالها من المدرسة و تسجيلهم في مدرسة إسلامية خاصة، بالرغم من أن أغلبية الطلاب في هذه المدرسة هم من المسلمون و صرحت الأم للصحيفة أنها قد أخبرت مدير المدرسة بأن الأمر ليس عطلة و أنهم ليسوا ذاهبين للجلوس على الشاطئ. معللة بأن الأسرة كانت بحاجة إلى قضاء وقت سويا و أن ابنتها مريم كانت تتعلم عن الإسلام في مدرستها و أنها كانت في الرحلة المناسبة لهذا الوقت. مضيفة أن أداء الحج يعد فريضة على المسلمين على الأقل مرة واحدة في حياتهم و أنها كمسلمة فاهتمامها منصب على تعليم أطفالها لتاريخ الإسلام و هو ما دفعها لاصطحاب بناتها لأداء العمرة كنسخة مصغرة عن الحج.


ديزني لاند


الجدير بالذكر أن حملة “Parents Want a Say” تدعم جيدا الأم شاهيناز بي، و هي نفس الحملة التي دعمت جون بلات البالغ 44 عاما الذي نجحت دعواه من أجل إسقاط حكم غرامة وقعت عليه بنفس القيمة لأنه أخد ابنته إلى ديزني لاند خلال الدراسة. و قد شاعت هذه القضية إلى درجة أن وزير التعليم البريطاني “نيك جيب” تدخل عندما قال أن الحكم بإسقاط الغرامة هو تهديد كبير لجهود الحكومة من أجل إبقاء الأطفال في فصولهم الدراسية، مشددا بأنه سيتم تطبيق الإجراءات اللازمة للتأكد من وجود الأطفال في فصولهم عندما يقتضي الأمر ذلك.


البرلمان يتدخل


من جهة أخرى صرح عضو البرلمان “ستيف دابل” بأن الإجازات التي تكون خلال فترة الدراسة لا تؤثر على تعلم الطلاب كما اتهم هذه السياسة بالتسبب في تدمير عدة نواحي في صناعة السياحة التي أصبحت تقتصر على فترات معينة فقط، مما كلف قطاع السياحة حوالي 50 مليون جنيه إسترليني، مؤكدا أن عددا كبير من الآباء الذين يعملون في هذه الصناعة يواجهون تهديد فقدان مناصبهم أو انخفاض ساعات العمل و انخفاض دخلهم.

و الجدير بالذكر أن وزارة التعليم البريطانية كانت قد قلصت فترات الغياب المسموح بها خلال الدراسة كما فرضت على مديري المدارس أن يمنعوا الإجازات للطلاب، و عززت ذلك بكون الحكم القضائي لم يؤثر على توجههم الأخير، تاركة مسألة العقوبات على التغيب عن المدرسة من اختصاص المدارس و السلطات المحلية.