اخر لحظات د. عبدالمحسن السهيل المطيري على متن الطائرة المصرية

اجتمعت أمس جموع غفيرة من المواطنين و المقيمين إلى مسجد غزيل البخيت في منطقة عبدالله المبارك التي شهدت ازدحاما بالمصلين الذين أقاموا صلاة الغائب على الفقيد في الطائرة المصرية المنكوبة الدكتور عبدالمحسن السهيل المطيري. و كان من أول المعزين سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد و رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم و سمو رئيس مجلس الوزراء السابق الشيخ ناصر المحمد و وزير الإعلام و الشباب الشيخ سلمان الحمود و عدد من أعضاء مجلس الأمة.


نخبة من رموز الدولة حضرت العزاء


و عند تقديم رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم لواجب العزاء لأسرة الفقيد قال أنهم يقدمون العزاء بقلوب مؤمنة بقضاء الله و قدره و قدم خالص العزاء و صادق المواساة لأهل المرحوم بإذن الله المطيري وتمنين من الله العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته و أن يتقبله من الشهداء. و من جهة أخرى تقدم النائب السابق حسين المطيري بالعزاء للكويتيين عامة و لعائلة السهيل خاصة و عبر عن الألم الشديد لفقدان الدكتور عبدالمحسن معتبرا إياه مثالا يحتذى به في الأخلاق الحميدة لكون الفقيد قد ترك أسرته لتمثيل الكويت في أحد المؤتمرات المنعقدة في القاهرة.


عبدالمحسن السهيل المطيري


دور السفارة الكويتية و المكتب الصحي الفرنسي


في تمام الساعة السادسة بدأ أبناء الفقيد يتسائلون عن سبب عدم اتصال والدهم الفقيد رغم انه اعتاد الاتصال فور وصوله، فاتصلوا بصديق والدهم المصري الذي كان ينتظرهم في المطار لينقله إلى المؤتمر و عند رده على الهاتف لم يتمكن من الكلام بسبب بكائه عندما علم بالفاجعة التي أخبرهم بها و تابعوا أحداثها داعين إلى الله. و في تلك الأثناء اتصل بهم السفير الكويتي في فرنسا “سامي السليمان” و حضر إلى مقر السكن و معه القنصل “مشعل الحبيل” و ساندوهم و قدموا المواساة الصادقة خلال اتصالهم بالسلطات الفرنسية لمعرفة مصير الفقيد.


فقيد الطائرة المصرية المنكوبة


الفقيد يؤجل سفره و آخر ما قالته زوجته له


قال سالم عبدالمحسن السهيل المطيري و هو ابن الفقيد رحمه الله أنه كان في الكويت قبل ثلاثة أيام من الفاجعة و اتصل به والده و طلب منه أن يأتي إلى فرنسا، كان الطلب غريبا في البداية لكن دون تردد سافر سالم إلى فرنسا ليقضي ثلاثة أيام مع والده دون أن يشعر أنها كانت آخر أيامه. كان سيسافر الفقيد يوم قبل يوم الفاجعة لكنه أجل سفره من اجل متابعة علاج أولاده في المستشفى و في يوم سفره أوصله ابنه سالم على المطار لأنه كان سيذهب لمصر لحضور مؤتمر يمثل فيه دولة الكويت ثم يذهب إلى الكويت لمدة خمسة أيام و يعود لفرنسا. يقول ابن الفقيد انه في طريقه للمطار كان كعادته بشوشا و يسأل ابنه إن كان في حاجة لشيء و انه يمكن أن يطلب ما يحتاج بدون تردد. ثم أوصاه بوالدته و إخوانه و أخواته خاصة محمد و بدر و هم من ذوي الاحتياجات الخاصة مؤكدا له انه سيعود بعد خمسة أيام و لكن الابن لم يشعر بأنها وصية والده الأخيرة لأنه اعتاد أن يوصيه على والدته و إخوانه و أقاربه في كل أسفاره.


إحساس بقرب الأجل


انتظر سالم الابن حتى يصل والده إلى منطقة الجوازات و لكنه فوجئ به يعود إليه بعد ان ذهب مسافة بعيدة و عندما وصل إليه قال له إذهب الآن و خذ إخوتك للتنزه و حينها اتصل بإخوانه ليتجهزوا لكنهم كانوا قد خرجوا رفقة أخوهم حمد و أخبر والده بذلك لكن الأب أصر على الحديث معهم بنفسه. أما آخر رسالة تلقاها الفقيد من زوجته و هي مربية فاضلة مشهود لها بالتفاني في العمل و بالإخلاص في عملها في وزارة التربية كانت تتضمن “استودعتك الله الذي لا تضيع ودائعه ذهابا و إيابا”.