ماهو الـ سابراك ؟ ” اللوبي السعوي في امريكا “

للوبيات أدوار هامة جدا ومحورية في تحديد مسار القرار الأمريكي وأهم هذه اللوبيات هما اللوبيان الإيراني واليهودي، وللأسف لا وجود لأي لوبي عربي في أمريكا على الرغم من وجود دور سعودي قوي جدا في واشنطن، مما جعل هناك غيابا كاملا للمظلة التي توحد القرار وتصبح ذات تأثير فعال على الإدارة الأمريكية والدليل على ذلك هو موافقة واشنطن على الملف النووي الإيراني، وهو الأمر الذي جعل الساسة السعوديون يتحركون لتكوين قوة ضغط شعبي وسياسي يمكن من خلاله الوصول إلى المجتمع الأمريكي لتوضيح الصورة الخاطئة عن الداخل السعودي وحتى تتجنب واشنطن من اتخاذ أي قرار يسبب ضرر للرياض وكل من حولها وهو الأمر الذي جعل المحلل السياسي السعودي سليمان الأنصاري يفكر في إطلاق السابراك .

وعلى الرغم من التحالف الاستراتيجي القديم بين كلا من السعودية وأمريكا إلا أن النظرة مازالت سلبية من الأمريكيين تجاه المملكة خاصة في وسائل الإعلام التي تصور المواطن السعودي المهدر حقه والدولة التي لن تلتزم بحقوق مواطنيها مع وضع قيود أمام المرأة والتحكم بأسعار النفط في العالم، وجاءت لجنة سابراك لتوضح ذلك .


ما هو سابراك ؟


سابراك ومعناه لجنة شئون العلاقات العامة السعودية الأمريكية، وفي الانجليزية saprac وهو اختصارا ل Saudi American public relation affairs committee ، وهو اللوبي السعودي الأمريكي أكبر مشروع عربي فهو مشروع مواطن وليس مشروع دولة لذلك فهو من المشاريع الضخمة التي انطلقت في العاصمة الأمريكية بحضور أقوى الشخصيات الأمريكية التي تؤمن بأهمية العلاقة بين الرياض وواشنطن .


اللوبي

ما هو إلا مجموعات منظمة تهدف إلى التأثير في القرارات الحكومية والتشريعية والقانونية والانتخابات، من دون التخطيط لأي نقوذ رسمي، ويمكن لهذه اللوبيات أن تعمل من داخل بلدها أو لمصلحة بلدة ذات أهمية عالمية، واللوبيات تصبح قريبة من الحكومة والبرلمان وأيضا من الشعب لأنها هي نقطة الوصل بين الشعب ومؤسسات المجتمع المدني من جهة، ومن جهة أخرى بين الحكومة والبرلمان، لذلك فهي تضغط على الحكومة لتحقيق مطالب الشعب، ولها دورا مهما جدا في تهدئة الشعب في حين ثار على الحكومة، لذلك فلا غنى أبدا عن اللوبيات للحفاظ على استقرار البلاد .


أهداف تأسيس سابراك أو اللوبي السعودي في أمريكا


أراد المحلل السياسي ومؤسس سابراك أن يقوم بعمل فيلم وثائقي يتكلم فيه عن طبيعة المؤسسات الثقافية المهتمة بالشأن السعودي في أمريكا، لذلك جاءت الفكرة بإنشاء مركز يهدف إلى توضيح الشأن السعودي بصورة أكثر ولكنه لم يجد من يساعده في ذلك الأمر أو التشجيع على الفكرة .

وكانت نقطة الانطلاق للأنصاري لتغيير وجهة نظره والاعتماد على انشاء مركز سعودي ليس من هدفه الضغط ولكن من هدفه تعريف وتثقيف المواطن والناخب الأمريكي بالسعوديين، مبينا مدى العلاقات الجيدة والمتينة بين الحكومة الأمريكية والمملكة العربية السعودية، ولكن المشكلة ليست في الحكومة ولكنها في المواطن والناخب نفسه، لأنه في أمس الحاجة إلى المعلومات الصحيحة وليست المغالطة قبل الادلاء بصوته خلال الانتخابات العامة والرئاسية، وأن سابراك سوف يقدم هذه المعلومات الصحيحة من قبل أن يحاول الآخرون مد المعلومات المغالطة، ومن المتوقع أن تركز سابراك على الشأن الاقتصادي في العلاقة بين السعودية وأمريكا .

لذلك جاء إطلاق لجنة سابراك والتي تهدف إلى تشكيل مجموعة ضغط داخل أمريكا للدفاع عن السعودية وسياساتها وثقافتها من خلال توعية المواطن الأمريكي وتثقيفه بكل القضايا الخاصة بالعلاقات السعودية الأمريكية والسئون العربية .


كيفية تمويل اللجنة ؟


أشار الأنصاري أن سابراك لديها 15 باحثا وأن اللجنة سوف مستقلة عن السفارة السعودية أو أي مؤسسة أو مركز يهتم بالقضايا السعودية في أمريكا وتحديدا في العاصمة الأمريكية، وقد نوه إلى أن تمويل اللجنة الأساسي سيكون عن طريق الأعمال البحثية والتبرعات والمؤتمرات التي تقوم بها اللجنة بإذن الله تعالي .


تحديات انشاء لجنة سابراك


هناك فجوة لا يمكن انكارها بين العلاقات الأمريكية السعودية، فكما ذكرنا فإن العلاقة بين الحكومتين ممتازة، والولايات والمدن الأمريكية بها عدد كبير من الطلاب والمبتعثين السعوديين الذين قد ساهموا في نشر الحضور السعودي، ولذلك جاء الاختلاف بين كلا من الشعبين السعودي والأمريكي سواء كان هذا الاختلاف في العادات أو التقاليد أو الديانة أو الثقتفة، وهو أكبر تحدي من الممكن أن تواجهه سابراك خاصة مع اعتقاد المواطن الأمريكي باختلاف العلاقات بين أمريكا والسعودية على قدر هذا الاختلاف الثقافي والديني .

وهناك تحدي آخر وهو الحضور اليومي للسعوديين في الحياة الأمريكية والتي تعتمد على الجاليات من المهاجرين ولكن أغلب السعوديين ليسوا مهاجرين بل إنهم مبتعثون وطالبو العلم ومخلصين لوطنهم السعودية ويعودون إليها بعد انتهاء وقت العمل أو الدراسة .