مدينة “تروندهايم” النرويجية تحظر “البكيني” في الإعلانات
منعت مدينة نرويجية مجموعة من المنشورات الإعلانية التي تظهر فيها العارضات نصف عاريات، في مبادرة لعدم رسم صورة سلبية عن الجسد، كما دعا المسؤولون على الحملة الدول الأخرى لإتباع النموذج نفسه. و لن يستطيع المعلنون بعد اليوم من نشر صور لرجال أو نساء يرتدين البيكيني أو غيرها من ملابس السباحة بشكل علني في مدينة تروندهايم، التي تعتبر ثالث أكبر مدينة في النرويج حسب تقرير منشور لصحيفة الإندبندنت البريطانية يوم الخميس 12 مايو 2016.
لماذا هذه الحملة ؟
و كان أعضاء المجلس المحلي للمدينة قد أعطوا أصواتهم يوم الثلاثاء الماضي من اجل إزالة اللوحات الإعلانية و الملصقات التي تظهر فيها صورة للجسد مما قد تسببه من مشكلات حول الصورة النمطية لجسد الإنسان، و نصت السياسة الجديدة على منع عرض إعلانات تنقل صور غير حقيقية لمظهر عارض أو عارضة الأزياء و خلق صورة بمعايير سلبية عن الجسد في إشارة إلى النحافة المفرطة.
و في أحد تصريحات كايلتين روبر لصحيفة الإندبندنت و هو مدير الحملات في إحدى الجمعيات النسوية قالت أن هذه الخطوة رائعة و استباقية لتروندهايم ضد الأمور الملحة لأن المعلنون كانوا يعملون بدون ضوابط لفترة طويلة. و أضافت أن مكافحة مثل هذه الأمور المنتشرة التي تخص صورة الجسد، تتطلب اتجاه مجتمعي واسع. و أكدت أن ما حصل هو ليس إلا خطوة في الطريق رغم كونها خطوة مهمة. و أوضحت أن الجمعية لطالما كانت ضد الإعلانات التي تحط من صورة المرأة و تظهرها كما لو كانت صورة جنسية فقط لإثارة الرجل، و هو ما يتنافى مع ضوابط المجتمع التقدمي.
الدول الأوروبية على نفس النهج
و قالت روبر أنها تظن أن البلدان الأوروبية الأخرى مثال بريطانيا سيربون بالفكرة و يطبقون هذا القرار بخصوص الإعلانات. و في هذا الوقت مازال المجلس المحلي للمدينة يتناقش بخصوص الطريقة التي يتم بها تطبيق الحظر الجديد، حيث قال “أوتر ميكيلسون” عضو مجلس المدينة لقناة NRK المحلية أن يجب التفكير في أصناف الإعلانات التي تجب مساعدتها على الانتشار.
و في شهر أبريل الماضي وقع 50 ألف شخص في لندن على عريضة للمطالبة بمنع حملة إعلانية تحت عنوان ” Beach Body Ready ” في مترو المدينة، و التي كانت عبارة عن إعلانات لعارضات يرتدين البيكيني، و تمكن المسؤولون عن الحملة من جمع التوقيعات في ظرف أيام قليلة قبل أن يرسلوا طلبا رسميا للتحقيق في الموضوع. و في نفس الشهر أقرت السلطات البريطانية المختصة عن المعايير الإعلانية عن بدأ تحقيق مفصل عن التمييز ضد المرأة في الإعلان نفسه، لتولي السلطات بعدها أولوية ضد الإعلانات التي تنشر صورة سلبية في أذهان الأطفال و الشباب عن الجسد و خاصة جسد المرأة.
مدينة تروندهايم
هي مدينة نرويجية توجد إداريا في مقاطعة سور ترونديلاغ في منطقة ترونديلاغ في النرويج، و يبلغ عدد سكانها وفق إحصائية لشهر يناير سنة 2008 186.257 نسمة. هي ثالث أكبر مدينة في النرويج بعد مدينة أوسلو و توجد على مصب نهر نيديليف في تروندهايم فيورد، تبعد حوالي سبعين كيلومتر عن البحر، كما أن اسم فتروندهايم هو اسم المجمع السكني الذي يحد المدينة و ضواحيها.
منذ ألف سنة و على الآن مازالت هذه المدينة مشعة بالحياة و النشاط و القوة الشبابية، و هو ما يمكن لأي زائر أن يلاحظه عند زيارة هذه المدينة. و إضافة إلى تموقعها على شبه جزيرة بين نهر نيديليف و فيورد تروندهايم ، فإنها تعد مركزا تجاريا كبيرا منذ تأسيسها سنة 997 ميلادي. و تظهر حضارتها و ثقافتها الأوروبية في أبنيتها الكبيرة و الضخمة مثل كاتدرائية نيداروس.