” صادق خان ” هل يصبح أوّل رئيس وزراء مسلم لبريطانيا ؟

يقولون أنه السياسي الذي لا يخسر مطلقا. فهل يمكن لصادق خان المرشح لحزب العمال الحالي أن يحصل على منصب عمدة لندن و يكون بذلك أول رئيس وزراء في بريطانيا التي توصف بالإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس ؟ صادق خان هو الرجل الذي يعرف الخسارة و هذا هو استنتاج صحيفة الإندبندنت البريطانية الذي توصلت إليه بعد مراجعة تاريخ هذا الرجل السياسي.


إنه لا يخسر مطلقاً.


تقول الصحيفة انها تعده أن لا يكون المقال عنه إملائيا، لأن الهدف منه ليس الخداع في تلك الأمور. و رغم ذلك كانت قد كتبت الصحيفة في السنة الماضية نبذة عن شخصية صادق خان لمجلة Polotico Europe و قالت فيه أنه رجل غني بالموهبة السياسية و أنه تاريخه مذهل مما جعله من أقوى شخصيات حزب العمل و الأكثر فعالية بين أفراد جيله.

و هذا ما يبدو حاليا، فبغض النظر عن كونه أول مسلم يحضر اجتماعات مجلس الوزراء أو كونه سابقا محام يرغب في أن يصبح مدعيا عاما في لندن، استطاع صادق أن يحقق العديد من الانتصارات أهمها تلك التي حققها خلال الانتخابات الأربعة الماضية، و تمكن من تحقيق نجاح هائل في ثلاثة منها على الأقل رغم كل الصعاب التي واجهته. و في سنة 2010 كان من المنتظر أن يحظى “ديفيد ميلباند” بزعامة حزب العمل لكن منافسه و شقيقه في نفس الوقت قام بتعيين صادق خان كمدير لحملته الانتخابية و فاز في النهاية الأخ ميلباند الصغير.


sadiq khan


هزيمة صادمة


و في الانتخابات التي تمت في سنة 2015، واجه حزب العمل و إد ميلباند هزيمة كبيرة ، كانت صادمة على الأٌقل بالنسبة للأشخاص الذين يصدقون نتائج استطلاعات الرأي المنشورة.  هذه الهزيمة آدت إلى تراجع شعبية الحزب على مستوى الوطن، لكن ذلك لم يمنعه من السيطرة بالفعل في لندن حيث زادت من 45 إلى 73 دائرة انتخابية. من تظن كان يتكفل بالمسؤولية عن حملة حزب العمل في لندن ؟ إنه صادق خان مرة أخرى.

و كان الجميع يتوقع ترشيح “تيسا جويل” عن حزب العمل لتشغل منصب عمدة لندن. لأنها كانت بمثابة اختيار المؤسسة الحاكمة و لها العديد من العلاقات و الخبرات و المواهب في المجال السياسي، لكن استطاع صادق خان أن يفوز عليها. في كل الأحوال فقد كان خان مدعوما من حزب المحافظين و أكد للجميع انه جدير بالفوز لذلك وصفه احد مساعديه بأنه الرجل الذي لا يخسر أبدا.


صادق خان


كل الاحتمالات واردة


صحيح أن صادق خان لم يفز بعد و لا يجب أن ينسى أحد أن الانتخابات تقدم بعض المعلومات المسبقة التي لا يمكن الاعتماد عليها فهي غير موثوقة. و رغم ذلك فإن الجميع يعلم أنه لو فاز فسيكون انتصارا مذهلا و مثيرا للإعجاب في حزبه الذي اعتاد على الهزيمة في آخر سنوات.

صديق لم يفز بعد. وينبغي ألا ننسى جميعاً في هذه اللعبة أن الانتخابات توفّر لنا لقطات لا يمكن الاعتماد عليها، وليس توقعات موثوقة. ومع ذلك، فإذا فاز، فلابد أن تسلّم بأنه قد حقق انتصاراً هائلاً ومثيراً للإعجاب في حزب اعتاد الهزيمة في الفترة الأخيرة. و لأن كثير ما يقال أن عمدة لندن هو رئيس الوزراء القادم لذلك فإنه إذا ما فاز بعمادة لندن فغالبا سيكون رئيس وزراء بريطانيا. و هو ما ينطبق على بوريس جونسون عمدة لندن الحالي المنتمي لحزب المحافظين.



ماقصة ماسة كوهينور التي تطالب الهند استردادها من بريطانيا ؟

و لكن هل يمكن لصادق خان أن يحقق ذلك؟ يوجد احتمال ضئيل حسب السياسيين لتصور سيناريو يصبح فيه حزب العمل الممزق من الحرب الأهلية إلى مرشح مؤكد للفوز بعد ما واجهه من هزيمة في الانتخابات العامة لسنة 2020 حسب توقعات رواية كومريد كوربن.


British politician Muslim