الموت تربص بابنتيه خلال تدافع “ملعب هيلسبيره”
المحاكمة التي انطلقت مجددا في قضية ملعب هيلزبره فتحت الجروح من جديد خاصة لأهالي ضحايا الفاجعة. فبنبرة حزينة و دموع لم تتوقف فوق خديه ، يحكي تريفور هيكس، تفاصيل ما وقع في الليلة المأساوية التي عاشها في ذلك الوقت، و هو يشاهد جثة ابنتيه مطروحتين على ارض ملعب هيلسبيرة في انجلترا سنة 1989 عندما وقع تدافع كبير بعد نهاية مباراة كرة القدم. و قد اعتبرت المحكمة في حكمها الصادر أن ما وقع كان “قتلا غير متعمد”.
ما هي تفاصيل الكارثة ؟
في التفاصيل التي مر على حصولها 27 عاما، كشف الأب المفجوع الحقيقة التي وقعت، فحينما هرع إلى أرض الملعب لإنقاذ ابنتيه من الفوضى العارمة التي عمت المكان، من خلال مناداتهما باسميهما من خلال مكبرات الصوت أصابته الصدمة عندما رأى جثتين لابنتيه على العشب. يقول الأب المتألم في سرد معاناته التي لا توصف أنه خلال السنوات الماضية كلها كان يراوده الذنب لأن حاول إنقاذ ابنته الصغرى فيكتوريا التي كانت آنذاك بعمر 15 عاما بينما ترك ابنته الكبرى سارة البالغة 19 عاما، مرمية في أرض الملعب دون أن يهتم لأمرها.
يقول تريفور لصحيفة الديلي ميل أنه كان تحت تأثير الصدمة و فقد صوابه، مما سبب له مأساة لا يمكن تصورها، و لم يؤثر ذلك على السنوات الماضية فقط بل إن الشؤم الذي سببته له مازال يرافقه إلى غاية الآن. شعر الوالد في تلك اللحظة أنه يموت و لم يكن أمامه خيار آخر لينقذ الفتاتين لكن رغم ذلك فإن الشعور بالذنب الذي شعر به كاد يميته.
ماذا عن القضاء؟
لم يتهاون تريفور طيلة 27 عاما عن المطالبة بالقضاء و معاقبة المسؤولين عن الحادثة لعل روح ابنتيه ترقد بسلام. لكن العدالة لم تتحقق إلى غاية الآن لأن المحكمة اعتبرت هذه الجريمة ليست سوى قتلا غير متعمد. و أمام هذا القرار القضائي لم يجد تريفور حيلة ولا قوة حيال هذا الحكم الذي يعتبره مجحفا في حق ابنتيه.
من المذنب هنا؟
حسب هيئة المحلفين فإن مشجعي فريق ليفربول الذين وصل عددهم 96 مشجعا لقوا حتفهم سنة 1989 في أبشع حادث رياضي على الإطلاق في تاريخ بريطانيا في ملعب هيلزبره لكرة القدم، فإنهم قتلوا بدون وجه حق و أن الشرطة هي الملامة على تلك الإخفاقات. حيث شهد الملعب وفاة الضحايا و أغلبهم من صغار السن بسبب تدافع المشجعين بسبب خطأ تنظيمي في الملعب في شيفيلد بشمال انجلترا. و ذلك أثناء المباراة التي جمعت بين نوتينجهام فورست و نادي ليفربول في الدور قبل النهائي في بطولة كأس انجلترا بعد ظهر يوم مشمس في شهر أبريل قبل 27 عاما.
و قد أثارت صور المشجعين الذين سحقت أجسامهم في الأسوار الحديدة الرعب في القلوب و ظهرت الجثث مرمية في وسط الملعب في حين استعمل المشجعين الآخرين لوحات خشبية الخاصة بالإعلانات لنقل الضحايا و المصابين. و قد غيرت هذه الكارثة الرياضية وجه كرة القدم الإنجليزية. حيث عمل المسؤولون على إزالة المصاطب الإسمنتية و الأسوار الحديدة من الملاعب و تم استبدالها بمقاعد حديثة و مؤمنة. و في بداية الأمر حاولت الشرطة أن تبعد عنها اللوم و توجهه إلى مشجعين عدوانيين مخمورين من ليفربول و اللذين لم يحصلوا على تذاكر لحضور المباراة فتسببوا في الكارثة بعد اقتحام الملعب بالعنف.
ما هو ملعب هيلزبره ؟
هو موطن كرة القدم لنادي شيفيلد و ينزادي في انجلترا. و قد بدأت تمارس كرة القدم عليه و تلعب المباريات فيه منذ افتتاحه في 2 أيلول سنة 1899. و اليوم يسع الملعب حوالي 39.814 حسب المقاعد المتواجدة فيه كما أن أغلب المقاعد فيه مغطاة بشكل جيد، مما يجعله أكبر ملعب في المدينة .