تؤكد دراسة مؤخرا أن غذاء الأطفال من الأرز و كل الوجبات السريعة التي تحضر من الأرز تضم مادة الزرنيخ و أن الأطفال الذين يتناولون هذه الوجبات السريعة ترتفع لديهم نسبة الزرنيخ في البول.

لماذا هذا التحذير؟

و تقول مارغاريت كاراغاس مشرفة معدي الدراسة في كلية جيسيل للطب في جامعة دارتموث في هانوفر في لولاية نيوهامبشير أنه رغم أن غذاء الأرز هو أول غذاء معتاد بالنسبة للطفل و لكن لا توجد إحصائيات عن مدى انتشار هذا الغذاء بين أطفال الولايات المتحدة الأمريكية و في أي سن يتم تقديمه للأطفال. مؤكدة أن حبوب الأرز من الممكن أن تصلها مادة الزرنيخ من البيئة الموجودة فيها مشيرة إلى أن الأرز الأمريكي يحتوي على أعلى تركيزات الزرنيخ في العالم.

ماذا يسبب الزرنيخ ؟

و أضافت لرويترز “هيلث” من خلال البريد الإلكتروني أن الزرنيخ يعتبر مادة مسرطنة يمكن أن تسبب في خطر الإصابة بأمراض الشرايين أو القلب أو المناعة أو أمراض أخرى. و أكدت انه يجب خفض النسبة التي يتناولها الكفل خاصة بوضع حد أقصى للزرنيخ غير العضوي في الأرز و المنتجات التي يستعمل فيها الأرز. مشيرة إلى أن إدارة الأغذية و العقاقير الأمريكية قد وضعت فكرة وضح حد للزرنيخ غير العضوي الموجود في غذاء الأطفال من الأرز و الذي يصل إلى 100 جزء في المليار و هو ما سيدفع لخفض الحد الحالي في الإتحاد الأوروبي كذلك.

ما هو الزرنيخ ؟

هو عنصر كيميائي يرمز له بــ As و عدد الذري 33 في الجدول الدوري للعناصر الفيزيائية. يعد الزرنيخ من أكثر المواد سمية، و لطالما كان يستعمل للتخلص من الأعداء بشكل سهل و سريع، و لكنه سهل الكشف مهما تم تنظيف الأدوات المستعملة في عملية نقل أو تناول الزرنيخ.

أما التسمم بالزرنيخ فهي حالة طبية تنتج عن ارتفاع نسبة معدل الزرنيخ في الجسم. و تعتبر المياه الجوفيه التي تحتوي على أعلى نسب الزرنيخ هي السبب الأول للتسمم بالزرنيخ. و في إحدى الدراسات التي أجريت سنة 2007 استخلص إلى أن أكثر من 137 مليون شخص من أكثر من 70 بلدا تسمموا بالزرنيخ الذي جاء من المياه الجوفية.

مميزات سم الزرنيخ

عرف الزرنيخ على مدى قرون عديدة بأنه أوسع السموم استخداما في قتل الأشخاص و قد انتشرت سمعته لأنه يتميز بمجموعات صفات أولها أن مكوناته تقريبا لا طعم لها و لا رائحة و لا لون مميز حيث يمكن استعمالها في مختلف الأطعمة و المشروبات دون أن يكتشفها الشخص الآخر. أم الصفة الثانية أن أعراضه لا تظهر مباشرة بل تأخذ وقتا طويلا مما يتيح للجاني إمكانية الابتعاد عن المجني عليه. أما الثالثة فهي أن الأعراض التسممية التي يسببها تمتزج بكثير من أعراض الأمراض الباطنية المعوية مما لا يثير شك الطبيب الذي يفصح الضحية. و لكن الزرنيخ سرعان ما فقد شهرته بسبب سهولة الكشف عن وجوده في الجسم حتى بعد تحلل جثة الضحية تحللا كاملا، إذ يتم إيجاده في العظام و التربة أسفل الجثة.

ما هي أهم أعرض التسمم بالزرنيخ ؟

عند تناول الزرنيخ فإن الفم يشعل بإحساس قابض في الطعم، و بعد ابتلاعه تكون فترة كمون لا يظهر فيها شيء من الأعراض و تستغرق هذه الفترة من 15 دقيقة إلى بضع ساعات حسب ما أكله الشخص و ما يوجد في معدته من طعام، فعند تناول طعام دهني يتم تأخير امتصاص الزرنيخ لمدة طويلة بينما يكون الامتصاص سريعا إذا وضع الزرنيخ على شكل محلول في مشروب ساخن. و إجمالا تتمثل أعراض التسمم بالزرنيخ في الصداع و الارتباك و الإسهال الشديد و الجفاف الشديد و النعاس فيما يشبه أعراض الكوليرا.