قصة الاسطورة اليونانية .. اسطورة باندورا

الفضول هو رغبة شديد في معرفة التفاصيل و كشف الغموض الذي يكتنف أشياء مهما كانت. و هو السبب خلف العديد من الأنشطة البشرية كقراءة الأخبار و فضائح المشاهير و حتى تطوير الذرة الحديثة و اكتشاف الفضاء. و يعتبر الفضول في العادة ميزة بشرية و نعمة إذا اتصف بها الفرد فإنه يحصل على العديد من الفوائد فهي تساعد على التعلم و تدفع للاكتشاف لإثراء الحياة و المعرفة. و لكن السؤال يبقى: هل يمكن اعتبار الفضول نقمة ؟ ماذا عن أسطورة باندورا الإغريقية ؟


ماذا تقول أسطورة باندورا ؟


تقول الأسطورة أن الإله زيوس خلق المرأة الأولى و هي أول امرأة يونانية وجدت على الأرض حسب العقيدة اليونانية، و أسماها باندورا ” Πανδώρα ” ، و قد خلقت من الماء و التراب و أعطيت الكثير من المميزات كالجمال و القدرة على الإقناع و عزف الموسيقى. ثم أعطاها صندوقا أو جرة مغلقة تضم كل الشرور و قال لها أن لا تفتحها أبدا، حتى لا تسبب في انتشار الشرور في الأرض. لكن الفضول دفع باندورا إلى فتح الصندوق لمعرفة محتوياته، فخرجت كل الشرور منه، فحاولت إغلاقه من جديد لكن الأوان كان قد فات، مما سبب انتشار الشر في الأرض.


ما هو صندوق باندورا ؟


صندوق باندورا في الميثولوجيا الإغريقية هو صندوق كانت تملكه باندورا و كان مليئا بكل الشرور كالجشع و الغرور و الإفتراء و الكذب و الحسد و الوهن و الرجاء.

بعد سرقة بروميثيوس النار أمر زيوس ابنه هيفيستوس بخلق المرأة باندورا كجزء من العقوبة للبشرية. و تم إعطاء باندورا الكثير من الهدايا من طرف أفروديت و هيرميز و الكارايتات و هورى. لكن بروميثيوس حذر أخوه من أخذ أي هدية من زيوس حتى لا تكون طريقة انتقامية. لكن إبيميثوز لم يصغ لأخيه و تزوج من باندورا التي كانت تملك صندوق الشرور الذي أهداها إياه زيوس، و عندما خرجت كل الشرور حاولت إغلاقه لكن لم تبقى إلا قيمة واحدة لم تخرج وهي الأمل.


ما أصل كلمة صندوق ؟


في اللغة اليونانية الأصلية تستعمل كلمة “بايثوز” التي تعني جرة كبيرة. و استعمال كلمة “صندوق” كان في القرن السادس عشر الميلادي للدلالة على الجرة الكبيرة. فعندما ترجم إيرازموس” قصة هيسود عن باندورا إلى اللاتينية، التي وصفها بجرة هيسود الخاصة بتخزين الزيت و الحبوب إلى الكلمة اللاتينية Pyxis و هيت عني “صندوق” و منذ ذلك الوقت عرفت بعبارة “صندوق باندورا”.


ما هي وجهة نظر العلماء بشأن الفضول ؟


في دراسة تم إجراؤها في جامعة شيكاغو الأمريكية و تم نشرها في مجلة جمعية علم النفس، اكد الباحثون أن الفضول يعتبر نقمة مشيرين أن هذه الخصلة قد تكون سببا في المشكلات و تجعل الإنسان يتصرف بطريقة غير صحيحة. حيث قام الباحثون بإجراء 4 تجارب متنوعة استنتجوا منها أن الفضول يمكن أن يدفع الإنسان إلى تعرض نفسه للخطر الغير مرغوب، مثل الصدمة الكهربائية بدون فائدة متوقعة من هذه الخطوة.

و توضح الدراسة أن الإنسان يملك خاصية فطرية تجعلهم يرغبون في اكتشاف الغموض. و هذه الخاصية مستقلة تماما عن التفكير في نتائج الأمور. مما يعني أن الشخص الفضولي يمكنه أن يدخل في مغامرة من أجل معرفة شيء يبدو له غامضا بدون هدف سوى المعرفة و الإطلاع عليه. و الأخطر من هذا أن الإنسان عندما يصادف أمرا غامضا و يحس بالفضول اتجاهه، فإنه يعمل على حل هذا اللغز رغم معرفته بالعواقب الوخيمة من وراء تصرفاته. و قد سلطت الدراسة الضوء على الأضرار المتوقعة للفضول خاصة في هذا العصر المعروف بانتشار المعرفة، و لكن هذا لا يعني ان يتوقف الإنسان عن الفضول و لكن ان يبدأ بالتعرف على نفسه و يفهمها قبل كل شيء.