قصة و طريقة النصاب “محمد هذال المطيري” مع ضحاياه في الكويت
“يؤتى الحذر من مأمنه” هو المثل الذي ينطبق على العديد من المواطنين الذين كثيرا ما عملوا على تحذير الأشخاص من الوقوع في فخ النصابين. هذا ما وقع مع احد المواطنين الذي استطاع أن يوقعه في عملية للنصب في أقل من ربع ساعة. إنه السعودي محمد هذال الذي تمكن من أخد 640 ألف دينار من مواطن كويتي على دفعات قل أن يختفي عن الأنظار.
ما العمل الذي يغري به الضحايا ؟
توجه المواطن الكويتي الذي يعمل كمحاضر في جامعة الكويت بدرجة أستاذ على إحدى الصحف ليحكي أحد فصول النصب و الاحتيال التي عرفها على يد هذال، حيث قال أنه تعرف عليه سنة 2013 عن طريق أحد أصدقائه الذين كان قد اعطاه المال سابقا، بعد إقناعه هو الآخر بالعمل في التجارة الخاصة بالأخشاب و الأسمنت و الحديد، بالتعاون من شركات عالمية كبرى في الكويت و خارجها. لم يكن سهلا إقناع الأستاذ الجامعي بالعملية لكن هذال كان ذكيا بما يكفي ليعطي للضحية الضمانات الكافية للحفاظ على الأموال ثم مضاعفتها له بعائد ضخم.
تفاصيل الصفقة
طلب الضحية أن يلتقي هذال قبل أن يقرر إن كان سيقتنع بكلامه، و فعلا تم تحديد موعد في مكتبه المتواجد في منطقة الفحيلحيل و بمجرد دخول الضحية وصديقه على استأذن هذال للذهاب لأداء صلاة العصر بعد الترحيب بزواره، و عندما انتهى من صلاته لم يستغرق في الحديث مع الضحية سوى ربع ساعة ليقنعه بنشاطاته التجارية و أهدافها و عوائدها، رغم أن الضحية اعتاد الحذر من النصابين.
و أضاف أنه عندما خرج من عند محمد هذال كان جد مقتنع بأنه أعطى المبلغ المالي كتجربة تجارية حيث أعطاه 100 ألف دينار دفعة واحدة، ثم أعطاه هذال 20 ألف دينار على شكل عائد حتى يغريه و يطمئن و حتى لا يشك في أمره، و هو ما جعل الضحية يطمع في المزيد فقدم له مبالغ إضافية حتى وصلت 640 ألف دينار. و عندما سأله عن إمكانية أن يسحب مبلغه من الشراكة قال له هذال أنه يمكن أن يقوم بذلك في الوقت الذي يريده بشرط أن يقوم بدفع طلب بالاسترداد قبل شهر مما جعل الضحية يطمئن.
الشك يساور الضحية
عندما رأى الضحية أن محمد هذال يجمع مبالغا ضخمة من الكثير من المواطنين و الوافدين، طلب منه أن يسترد أمواله، فطمأنه النصاب بأنه سيحصل على ماله في ظرف شهر، لكن رغم مرور شهرين لم يوفي هذال بوعده، فبدأ الضحية بتهديده على أن يرفع قضية نصب ضده، حينها قام هذال بإعطائه شيكين و عددا من الكمبيالات بالمبلغ الذي عنده في حين أرسل له أحد معارفه طلبا بأن لا يتقدم بشكوى ضد هذال واعدا إياه باسترداد ماله في ظرف أسبوع و حدد له اليوم.
في اليوم الذي يسبق اليوم المحدد لاستلام ماله، علم الضحية أن هذال غادر إلى السعودية هاربا من الكويت من خلال النويصيب، برفقة مواطن سافر معه للدمام و سافرا معا إلى القاهرة و قضيا هناك أسبوعا ثم عاد المرافق إلى الكويت ليترك هذال في القاهرة.
قضايا بالمئات
و عندما اتصل الضحايا بالمواطن الذي رافقه للقاهرة ادعى أن هذال تعرض لعملية نصب كبيرة و خسر من خلالها كل الأموال التي توجد لديه و انه سافر للقاهرة حتى يسترجع أموال الناس و نشر ذلك في صحيفة عبر بيان حتى يسكت الألسنة و يؤخرهم عن رفع الدعاوى ضده في العديد من العمليات. الجدير بالذكر أن محمد هذال بدأ أعماله في النصب و الاحتيال منذ سنة 2007 و أن المبالغ التي جمعها من ضحاياه تقدر بعشرات الملايين. و تم في حقه تسجيل 338 قضية من بينها 263 قضية شيك بدون رصيد و 75 قضية خيانة أمانة و مازالت هناك توجهات لمواطنين والوافدين بتسجيل قضايا جديدة خصوصا بعد تسليم مصر له للكويت منذ يوم.