مخاطر استخدام الهاتف المحمول أثناء فترة الحمل

هناك الكثير من الآراء المتضاربة حول الإشعاع وتأثيره على صحتنا، وإلى أي مدى يجب علينا أن نقلق أو لا نقلق حيال استخدام الهاتف المحمول أو الأجهزة الإلكترونية ذات الإشعاع بوجه عام ، وقد تلقى هذا الموضوع قدرا متزايدا من الاهتمام في الآونة الأخيرة من العلماء والسياسيين ووسائل الإعلام.  ومع ذلك ، فكل ما يمكننا قوله هو أنه ليست هناك نتائج مؤكده حول المخاطر الصحية الناتجة عن استخدام الهواتف المحمولة .

وقد نادت العديد من المنظمات الصحية في كل أنحاء البلاد مطالبة وضع العلامات على الهواتف المحمولة حول مستويات الإشعاع والمخاطر الصحية المحتملة. وعلى الصعيد العالمي، اتخذت البلدان مثل استراليا وفنلندا وفرنسا، وغيرها خطوات لحظر أو الحد من استخدامها من قبل الأطفال الصغار. وظهرت العديد من الدراسات والتقييمات من قبل منظمة الصحة العالمية والمفوضية الأوروبية حول مخاطر استخدام الهواتف المحمولة على المدى الطويل.  وينبع القلق من مدى سرعة تحركنا نحو التكنولوجيا اللاسلكية  فقبل عشر سنوات لم تكن الهواتف المحمولة، وأجهزة الكمبيوتر المحمولة والشبكات اللاسلكية شائعة. اليوم فهي في كل مكان.


المخاطر الصحية المحتملة


أظهرت بعض الدراسات عدم وجود تأثير بيولوجي من الإشعاع على مستوى منخفض ،  ولكن حذرت العديد من الدراسات من مخاطر استخدام الهاتف المحمول أثناء فترة الحمل على وجه التحديد ، حيث أشارت الدراسات إلى مخاطر عدة تكمن في استخدام المحمول خلال تلك الفترة الحرجة من بينها مشاكل الخصوبة و

الاجهاض

و سرطان الدم للأم ، والاضطرابات الوراثية و التنموية والإصابة بالسرطان  للطفل .

وبالمقارنة بين الأشعة السينية المستخدمة في عيادة طبيب الأسنان، والإشعاع على مستوى منخفض الصادر من الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر والميكروويف، والأجهزة الإلكترونية الأخرى التي لديها طاقة أقل بكثير. لا تنطبق الآثار السلبية المعروفة من الأشعة السينية (التي هي قوية بما يكفي لفصل الإلكترونات من الذرات) إلى الإشعاع على مستوى منخفض من الأجهزة اليومية. أي أن آثار من الإشعاع اليومي هي أكثر دقة من ذلك بكثير ويمكن أن تؤثر على الطريقة التي  يتم بها نسخ الحمض الننوى للأجنة  ونمو الخلايا خلال فترة الحمل وكذلك طريقة عملها من أجل الجنين .

وقد لوحظ في العديد من دراسات ، وجود ارتباط بين الإشعاع على مستوى منخفض من أجهزة الكمبيوتر وخطوط الكهرباء و حدوث الإجهاض وسرطان الدم للأجنة ، ولكن هذا لا يعني بالضرورة العلاقة السببية بين السبب والنتيجة فقد أكدت منظمة الصحة العالمية أن التعرض لهذه المخاطر البيئية “التي يمكن أن تسبب السرطان” أي التعرض للمجالات المغناطيسية تمثل أدلة محدودة حول مخاطر الإجهاض مرتبطة بالتعرض المجال المغناطيسي.”

وأجرى العلماء دراسة موسعة على الأمهات حول استخدامهم للهواتف المحمولة أثناء الحمل ، وأثر ذلك على الأطفال بعد الولادة حتى سن السابعة ، ووجد الباحثون أن الأمهات اللواتي لم تستخدم الهواتف كانت 80% في المائة أكثر عرضة لإنجاب أطفال يعانون من مشاكل سلوكية تزيد مع احتمال تعرض الطفل للمزيد من الإشعاع عند استخدام الهاتف المحمول أيضاً ، وأن 54% منهم تعرضوا للإصابة بسرطان الدم جرّاء استخدام الأم للهاتف المحمول في خلال فترة الحمل . ويقول الباحثون أن النتائج كانت “غير متوقعة”، وأنهم لا علم لديهم بالآليات البيولوجية التي يمكن أن تتسبب في حدوث ذلك الأثر على الأطفال ، وأشار الباحثون أيضاً إلى وجود أسباب محتملة أخرى لحدوث تلك الأمراض  – مثل التدخين خلال فترة الحمل، والتاريخ العائلي للأمراض النفسية أو الحالة الاجتماعية والاقتصادية – فالهاتف المحمول ليس السبب الوحيد .

وهناك العديد من التغييرات الصغيرة في العادات اليومية التي يمكن أن تقلل بشكل كبير من التعرض للإشعاع أثناء الحمل نتيجة استخدام الهاتف المحمول ، كما يلى :

– استخدام سماعات الرأس أو مكبرات الصوت عند إجراء اتصالاتك عبر المحمول .

– إستخدمي الهاتف الأرضي عندما يكون لديك هذا الأمر خياراً متحاً .

– لا تضعي جهاز الكومبيوتر المحمول في حضنكِ أثناء الاستخدام فمن الأفضل العمل عليه باستخدام طاولة أو حاجز بينك وبينه .

– وضع مدة زمنية محددة لاستخدام الأجهزة الإلكترونية مثل الهاتف المحمول والكومبيوتر المحمول (اللاب توب) ، وكذلك الأجهزة التي تستخدم تدفق الهواء العالي مثل مجففات الشعر والمكانس الكهربائية والخلاطات ، إلخ .

– إيقاف جميع الإلكترونيات غير المستخدمة في المنزل .