آداب و طرق التعامل مع اليتيم

علمنا سيد الخلق اجمعين نبينا محمد صلى الله عليه و سلم الكثير من فنون التعامل مع مختلف الفئات من البشر و كان احد تلك الفئات هو اليتيم فقد كان يمسح على راس اليتيم فيقول ” من مسح على رأس يتيم لم يمسحه إلا لله كان له في كل شعرة مرت عليها يده حسنات ومن أحسن إلى يتيمة أو يتيم عنده كنت أنا وهو في الجنة كهاتين” و فرق بين اصبعيه السبابة و الوسطى , في كل الافعال و التعاملات كان الرسول عليه الصلاة و السلام يعلمنا التعامل مع اليتيم , و يظهر جليًا مكانته العالية و شأنه العظيم في القرآن و السنة و النبوية , لذا فهناك مجموعة من الآداب و طرق التعامل مع هذا اليتيم يجب ان نتعرف عليها .



آداب و طرق التعامل مع اليتيم .





• زرع الحب و الثقة في النفس : –


فعندما تزرع في نفس اليتيم الحب و الثقة تعطيه الانطلاق و التجديد , فاذا قمت بمنح اليتيم الفرصة لكي يحاول ايجاد بعض الحلول لمسألة معينة و اعطائه المجال للتكرار حتى يصل الى الحل يجعل هذا منه شخص منطلق مقبل على الحياة .



• التربية الجادة و الهادفة : –


يجب ان يتم اعطاء اليتيم جرعات ايمانية من خلال تعليمه القرآن و بعض القصص الواردة فيه مما يساعد في تعليمه القيم و غرسها به و غرس العقيدة السليمة , بالطبع من ابرز القصص ما يخص الرسول صلى الله عليه و سلم الذي يمثل القدوة الصالحة للعمل , يعتبر سرد القصص واحدة من افضل الوسائلل التي تعلم و تزرع الافكار و القيم , فالطفل يميل الى سماع القصص .



• ادخال البهجة و السرور على اليتيم : –


واحدة من اعظم الطاعات و طرق التقرب الى الله ادخال البهجة على النفوس فقد قال الرسول صلى الله عليه و سلم ” لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق” و بالطبع فان ادخالها على نفس الصغار بشكل عام و على اليتيم بشكل خاص من افضل الطاعات .



• لين الكلام و حسنه : –


فقد قال الرسول صلى الله عليه و سلم “الكلمة الطيبة صدقة” .



• الثناء : –


الثناء خاصة بعد انجاز عمل ما يعتبر حافزًا قويًا لرفع الروح المعنوية لدى اليتيم و دفعه على الاستمرار حتى يصل الى افضل و اعلى الدرجات باذن الله .



• التواضع و لين الجانب :-


من الصفات التي يجب ان يتصف بها الانسان لين الجانب و التواضع فقد قال تعالى ” ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك” و هو تعليم رباني للرسول صلى الله عليه وسلم و قد علمنا ذلك الرسول الكريم اذا يقول ” من كان هيناً ليناً سهلاً حرّمه الله على النار” .



• عدم التقريع او التأنيب المباشر : –


لا يخلو انسان من اخطاء او مواضع زلل , لذا لا يجب ان تقوم بتأنبيه بشكل مباشر بل قم بالتوجيه و الارشاد بشكل غير مباشر فهو اكبر تاثيرًا على السلوك .

ان سنة النبي صلى الله عليه و سلم غنية بالارشادات و التوجيهات التي تعلمنا كيف يمكن معالجة الاخطاء , حيث كان يخطئ بعض صحب الرسول صلى الله عليه و سلم , فكان يقوم بتوجيههم او معاقبتهم لكن بشكل غير مباشر , فقد روى ابو هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم ” رأى نخامة في قبلة المسجد فأقبل على الناس فقال ما بال أحدكم يقوم مستقبل ربه فيتنخع أمامه؟ أيحب أحدكم أن يستقبل فيتنخع في وجهه؟ فإذا تنخع أحدكم فليتنخع عن يساره تحت قدمه فإن لم يجد فليقل هكذا” .

تلك كانت تربية الرسول صلى الله عليه و سلم لاصحابه , لذا يجب ان نتخذ هذا المنهاج في التربية للتعامل به مع كافة الامورو بخاصة مع اليتيم , حتى يخرج فردًا صالحًا فهذا الفرد الصحالح يمثل النواة لاسرة صالحة تلك الاسرة التي تمثل وحدة بناء المجتمعات القوية و المتقدمة و الصالحة و قد قال عز و جل ” لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة» وقال عليه الصلاة والسلام : «فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ” .