أفضل قصائد وأشعار كريم العراقي

نتحدث عن أفضل ما قاله كريم العراقي أو كريم عوده الكاتب العراقي المميز الذي أبدع كثيرا في كتاباته، وآثر تاثيرا كبيرا في الكلمة العربية، ونقل لنا المطرب كاظم الساهر في أغانيه الكثير من جعبة كريم العراقي الفنية والأدبية، فمن أشهر كتاباته والتي أبهرت العالم كله قصيدة تذكر والتي حصل بها على جائزة اليونسيف لأفضل أغنية انسانية وغيرها من الجوائز قد حصل عليها هذا الكاتب العراقي المميز، ولذلك الآن نسرد لمحبي الشعر العربي أفضل ما كتبه الشاعر العراقي كريم العراقي في السطور الآتية :


1- قصيدة نحن جمهورية متى


مـتى الحقائبُ تُلقى من ايـاديـنا … وتسـتـدلُ على نـورٍ ليالـينا؟

متى الوجـوهُ تـلاقـي من يـعـانقـها … ممن تبـقّى سلـيماً من أهـالينا؟

متى المصابيحُ تـضحـك في شوارعـنا … ونشـهد العـيد عيداً في أراضينا؟

متى يـغـادر داء الرعـب صبـيـتَـنا … ومن التـناحر ربُ الـكون يُشفينا؟

متى الوصـولُ فقـد ضلّتْ مراكبنا … وقد صـدئنا ومابـانت مراسـينا؟

ذبنا اشتـياقاً لمن نهـوى ولا خبرٌ … يُحـيي القـلوبَ ولا صـبرٌ يداوينا

تـلك العـواصفُ يا قـبطانُ غـامـضةٌ … من كـلِ صـوبٍ رياحُ الشـر تأتينا

بالحزم والعـزم والايمان ندفـعـها … وبالـشـياطـين والدخـلاء ترمـينا

كم مزّقَ اليأسُ أشـرعة الرجاء بنا … تـصـارعُ الـموجَ مازالـت أمانـينا

كالـمد والجـزر تـطـوينا مشاعرنا … لـيل الكوابـيس يضحـكنا ويـبكينا

نُقـلّبُ العـمرَ من يـأسٍ الى أمـلٍ … ومـديـةُ الحـرب تـلـمعُ في مآقـينا

ويغـضُب البـحرُ مأخـوذاً بمحنـتـنا … هو الـذي كان يُروى من شواطينا

ويعـلـمُ الـبحـرُ إنّا مثـلُـهُ كرماً … أَنـقـى من الـدر أَهـدينا مـعاليـنا

بدءُ الحـضارات منـبُتها وبـذرتُها … لـثورة العـقل كم حـرثَتْ أَياديـنا

ويعـلم الـبحر لولاغـدر من غدروا … لـما خـرجـنا شـتـاتاً مـن روابـينا

الى المجـاهـيل قـادتـنا زوارقُـنا … بـكاءَ – يعقوبَ – إبـكي يا موانينا

وكـم وصـلـنا لـبـرٍّ زادنـا وجـعاً … ماذا؟.. الى أَين… شرطـتهُ تـنادينا

تلكَ الجوازاتُ.. شرٌ.. ريبةٌ.. فزعٌ … قبل الرحيل.. أَقـيموا ههنا حينا

حـزنُ المـنافي تنامى في دواخلنا … حـتى كـأنا ولـدنا في منافـينا

إنّا نـصـلي وإن الله يـسـمـعـنا … مما سـيأتي دعـونا الله يُنـجينا

قُل للمـقادير ان جارتْ وإن فـتكتْ … لـكم نهـضنا كـباراً من مآسينا

قُـل للبـيوت التي كانت مُسيّـجهً … بالـنـخـلِ والآس واللبلاب…. ضُمّينا

عواصف الحقد ان سحقتْ مزارعنا … فـنخلةُ الحـبِ أرست جذرها فينا

ليسوا من الشعب من أفنوا مدارسَهُ … وشـوهـو الحبُ والانـسـان والديـنـا

هل الخـيامُ بديـلٌ عن منـازلـنا … هل في العراءِ.. ذئاب الليل تحمينا؟

فلا المـقابر نابـتْ عن حدائـقنا … ولا الـقـذائـفُ أَنـسـتـنا أغـانـيـنا


2- قصيدة يا وطني هيا نلعب


يا وطني هيا بنا نلعب وعلى موسيقى موتنا نطرب

لعبتنا الحرب بأنواعها هيا بنا اجسادنا الملعب

متشائم والله يا وطني حرب البيوت الآن نحترب

زيت دمانا سال ام نفطنا من قبلُ من يوم غدٍ ينضب؟

إن قتل الذئب الذي نعرف مليون ذئب انزل المركب

* * *

تعولمت كل مفاهيمنا فعجائب الدنيا بنا تعجب

غربتنا بين اهالينا هل كلنا يا وطني مذنب؟

مغترب وطن بأكمله ووجهه ممزق مرعب

أرأيت شعبا عيده نكد واذا يغني فهو ينحب؟

والرعب في دمه يطارده ووقاره مصطنع كاذب

* * *

يا وطني المسكين يا وطني دمرك المغصوب والغاصب

اشراف اميركا لهم مأرب وسادة الارض لهم مأرب

فلينعم البستان بالخير نشابه الناطور والثعلب

صرنا نفجر بعضنا بعضا هل يهرب المحتل ام يهرب؟

ويهيننا المحتل في دارنا فندمر الدار فلا تعجبوا

* * *

يا غابة النيران والفوضى اين العراق الملهم الطيب؟

لا عالم يدري ولا شاعر عن اي فجر غامض يكتب

اكره نفسي صرت يا وطني أأنا لهذا الجهل أنتسب؟

هل لعنة (الحجاج) في دمنا وادجلتاه.. دمنا المشرب

أنحن شعب العلم والفكر وشعارنا السكين والمخلب؟

هل أطفأت عقولنا الحرب وعلى موسيقى موتنا نطرب؟


3- قصيدة ترانيم في حب السويد


آهِ لو كنتِ معي

هذه الأنفاسُ تحتاج شذاكِ.. كي تذوب بأضلعيْ

صرت لا احتمل الايام وحدي

صرتُ أشتاق إليكِ كلما لامستُ خّديْ

شاركيني دهشة الاطفال في كل جديدْ

شاركيني وحشة الغابات والبحر و أمطار الجليدْ

شاركيني في أمان الروح في وطنٍ سعيدْ

شاركيني في انبهارات فؤادٍ لم يذق في العمر عيدْ

وتعالي نكتب الشعر فان الجوَّ سحرٌ في السويدْ

.. ليت هذا الجو يوماً جوّكِ.. غادةُ النهرين مرٌّ ماؤكِ

يا عروساً خطفوا محبوبها.. حرموكِ.. أطفأوا قنديلك

يا غزالاً تاه في وادي الذئابِ.. ناقصٌ مرحي وشدوي دونكِ

.. ههنا الغزلانُ إخوان ابن آدم

وابنُ آدم حرّم القتل فلا قنصَ و لا غدرَ بنادقْ

ههنا لا ينضب الحبُ و لا يهرم قلبٌ فأبو العشرين و التسعين عاشقْ

ههنا لا يذبل الوردُ لان الناسَ تولد في الحدائقْ

.. أنا مازلت أنا يا شهرزاد.. أغزل الآمال من ثوب الحدادْ

هائماً بين الصحاري و الجبالِ.. حاملاً جيناتِ جدي السندبادْ

باحثاً عن وصفةٍ تشفيك يوماً من وباء الحرب من عصف الجرادْ

جرحكِ يصهلُ بينَ رئتيَّ وجوادي شتَّ من بين الجيادْ

أحمل الشمس معي حيث مشيت

فيذوب الثلج من وهج حنيني

أينه اليوم الذي يجمعنا؟ إن وجدتهِ.. بحضنك تجديني

خاطبتني.. من بلاد الخوف من وطن المقابرْ:

-أيها المصنوعُ من طيني و ناري أيها الجرحُ المهاجرْ

يا حزينَ القلب مهما غبت عني.. أَنا في وعيك تاريخ وحاضرْ

أنا أرض نهرها دمعٌ وصبر

ليَ جذرٌ لن يُوارى بلهيب وحديدْ..

أيها الابنُ المعذَبُ..

ربما في غدي القادم فجرٌ تتمناهُ السويدْ


4- قصيدة تذكر


تذكر كلما صليت ليلا

ملاييناً تلوك الصخر خبزا

على جسر الجراح مشت وتمشي

وتلبس جلدها وتموت عزا

تذكر قبل أن تغفوا على أي وسادة

أينام الليل من ذبحوا بلاده

أنا إن مت عزيزا إنما موتي ولادة



قلبي على جرح الملائكة النوارس

إني أراهم عائدين من المدارس

باست جبينهم المآذن والكنائس

كتبوا لكم هذا النداء:

وطني جريحٌ خلف قضبان الحصار

في كل يوم يسقط العشرات من أطفالنا

إلى متى.. إلى متى هذا الدمار؟!!

جفت ضمائركم..جفت ضمائركم

ما هزكم هذا النداء

رقت له حتى ملائكة السماء

جفت ضمائركم..وماجفت دموع الأبرياء…


5- قصيدة شعراء من ورق


متنكرون بقامة الشعراء

متحصنون بألسن الخطباء

متشاعرون ولا حياة لشعرهم

لو جردوا من قشرة الأضواء

حملوا مزامير النفاق ونافقوا

وتسللوا لمجالس الوجهاء

وتوهموا ان المواهب تشترى

بالطبل والمزمار والاطراء

نالوا المراكز والمواقع سهلة

يعلو البعوض على ركود الماء

وتدرعوا بمواقع مرموقة

فالويل كل الويل للشعراء

فالنقد ايضاً صار طوع بنانهم

ومراكز التقريب والاقصاء

هم يرفعون وينصبون كأنهم

أخوات كان بعالم الأسماء

طبعا دخول العندليب محرم

في حفلة الغربان والببغاء

والناس تعلم ما يدبر في الخفا

والفرق بين الصوت والأصداء

إن الضفادع لن تغادر وحلها

والصقر فوق القمة الشماء


6- قصيدة حبي الجديد


أصدقـائـي ارحـمـونـي واسـمـعـواودعــوا المـلامـةَ إنـهــا لا تـنـفـعُ

مـا حيلـتـي والقـلـبُ أعـلـن رأيــهُإلا هـواهــا لا يــــرى أو يَـسـمــعُ

كالصقـرِ منـي طـارَ نحـو سمائِهـامن بعـدِ أن ضاقـتْ عليـهِ الأضلـعُ

طـفــلٌ عـنـيــدٌ ثــائــرٌ مـتـنـاقـضٌصعـبٌ جــريءٌ عـاشـقٌ متـسـرعُ

يا قلبُ اهدأ كم صُدمـتَ وكـم وكـمهـل أطفـأتْ نيـران جرحـك أدمــعُ

كم عدت مخـدوع الضميـر ممزقـاوطبـول أهـلِ العـذلِ حولـك تُقـرعُ

أقسـمـتَ لــيْ أن لا تسـلِّـم حـلـوةًمفـتـاحَ قلـبـكَ أو تـحــنُّ وتـرجــعُ

أوعـدتـنـي أن المـظـاهـر خـدعــةٌعـنـد الـتـجـارب حبـلُـهـا يتـقـطـعُ

بـالأمـس أغلـقـتَ الـنـوافـذ كـلـهـالا حُــبَّ بـعـدَ الـيـومِ عـهـدٌ قـاطـعُ

ومــددتَ كـفـكَ للـسـمـاءِ مُـعـاهـداًعُشتـارُ لـو جــاءتْ بـهـا لا أقـنـعُ

مالـي أراكَ وقــد رجـعـتَ مراهـقـاًإعـقــلْ قـلـيـلاً أيُّــهــا الـمـتـسـرعُ

هل طابَ جرحُكَ هل خُدعتَ مجدداًهـل أنـتَ حـقـلٌ للتـجـاربِ طـيّـعُ؟

عجبي عليكَ فقـدتَ ذاكـرةَ الهـوىذاقَ الـمـآسـي قـلـبُـكَ الـمـتـصـدعُ

هـل فيـكَ ركـنٌ سالـمٌ مـن طعنـةٍ؟بـيـن الـجــراحِ جعلـتـنـا نتـسـكـعُ

أواهُ يــا قلـبـي كـأنـك لـيـسَ لـــيْالصـبـرُ أزرعــهُ وسيـفُـكَ يـقـطـعُ

فأجابنـي القلـبُ الـذي لا عقـلَ لـهأحسنت يـا عقلـيْ ونُصحـكَ رائـعُ

لكنمـا لا نصـحَ ينفـعُ فـي الـهـوىحبي الجديدُ هـو الـذي لـيَ يشفـعُ

جـاءت إلـيَّ مــن السـمـاءِ مليـكـةٌهيَ باختصـار هـيَ الأُنوثـةُ أجمـعُ

وتقولُ ليْ يـا عقـلُ تُشبـهُ غيرهـابــل بينـهـا والـكـلُ فــرقٌ شـاسـعُ

هـي آخـرُ العنقـودِ أحلـى مــا بــهِأُنـظـر إليـهـا فـــوقَ مـــا نـتـوقـعُ

بـحـنــانِ عيـنـيـهـا دواءُ كـآبـتــيوبحـضـنِ كفيّـهـا صغـيـراً أرجــعُ

فلنـخـتـرعْ يـومــاً جـديــداً ثـامـنـاًكالـبـرقِ بالقـبـلاتِ مـــرّ الـسـابـعُ

الحـبُّ مثـلُ الـمـاءِ عـنـهُ لا غـنـىوالـحـبُّ كالـوطـنِ إلـيـهِ المـرجـعُ

والنـاسُ كـالأرضِ تـرابٌ أخــرسٌوالـحـبُّ يحيـيـهـا إذا هـــو يـنـبـعُ

يـا أصدقائـي ارحمونـي واسمعـواودعــوا المـلامـةَ إنـهــا لا تـنـفـعُ


7- قصيدة يا ربنا


يا من يرحمُ من لا يرحمهُ الانسانْ

يا من لا يحتقرُ الطالبَ للغفرانْ

يا من ضربت الأمثالْ

يا من اطلت الامهالْ

في شهرك المبارك الكريمْ

يسِّر لنا واغفر لنا يا عظيمْ

وحد قلوبنا

بجلالك اللهمّ يا رب اكفنا

عند الشدائد غير وجهك منْ لنا؟

إشف مريضنا

ارحم ضعيفنا

ارزق فقيرنا

يا ربنا.. اهد رجالنا.. اهد نساءنا

احفظ بلادنا.. الطف بنا.. اصلح نفوسنا

يا خالق الجبال والأشجار والبحارْ.. لا تخذل الذي بعفوك استجار.. يا الله

الإنسان والأديان

من أي قوم كنت يا أخي الانسانْ

أسألك.. أين هو الأمان؟

خالقنا الله الجليل الواحد الرحمنْ

ماذا أراد بهذه الاديان؟

ماذا أراد الله من مخلوقه الانسانْ؟

الحب والايمانْ

العدل والتوحيد والاحسان

الصدق والايثارْ

العمل المثمر والبناء والاعمارْ

فمن أحب الله يا اخوانْ

أحب أن يعّمر الاوطانْ

تختلف اللغات والاشكال والألوان.. لكنما الانسان للانسانْ

أخي الإنسان

لا يا أخي الانسان لا تنسى

فضل الذي أحيا بك النفْسا

وهو الذي أعطاك ما أعطى

ماءً.. هواءً قمراً.. شمسا

أعطاك من جنسكَ محبوباً

في الأرض، فاجعلْ حُزنها عرسا

فالحربُ والظلمُ عَلى الأرضِ

قد اورثانا الحقد والبؤسا

حارب البغض بالحب

فالحب نورُ يطرد النحسا

مهما بلغت بمركبِ الدنيا

لضفاف ربك آخر المرسى

فيا أخي من نحن كي نطغى

بالأمس كنا طينة خرسا

من نحن.. لكي نطغى

ما نحن الا طينة خرسا


8- قصيدة نداء من امرأة مظلومة


يا صاحبَ الخطأ الكبيرْ

رفقاً بقلبٍ من حريرْ

يا أعرفَ الناسِِ بها.. وبما يدور بقلبها

مَرضَتْ تُريدك قربها.. بك لا بغيركَ تستجيرْ

أتنام ليلكَ هانئاً.. ودموعُ عينيها سعيرْ؟

ضاقت بها أيامها.. وترادفتْ سودُ الظروفْ

وتكسّرت آهاتها في صدرها مثلَ السيوف

لو في غيابك يسألون.. تطريك بالصوتِ الحنون

ما زال في عينيّ طفلاً.. والأمُّ تغفرُ للصغيرْ

وطنٌ لها آهاتها.. ووحيدةٌ بين الذئابْ

وقويةٌ لكنما.. كم مهجةً سحقَ العذابْ

أعطتْ مثالاً للإباءْ.. غلبت عليها الكبرياءْ

مظلومةٌ مهمومةٌ والظلمُ ظلمكَ يا أميرْ

وهي التي خطفتكَ من حدبِ الهموم

حملتك من بئرِ الأسى نحو النجوم

إبك اعتذاراً يا ملولْ.. كي تسعد الوجه الخجولْ

واسرع كطيرٍ خائفٍ.. هذا النداءُ هو الأخيرْ


9- قصيدة غدا العيد


غداً العيد يا عراق الكآبة

أمنيته ألا نرى غداً جثة أو جنازة

أمنية أن تزغرد أم العريس من دون خوف

أمنية أن يحتضن الأطفال ألعابهم بلا دموع

أمنية أن ألا تكون حبال الأراجيح مشانق لهم

غداً العيد ..

والمواطن الصالح يرقص خيبة في شوارعك الكئيبة

يدخل أسواقك المهددة ملغوماً بالرعب

يجوب الأرصفة خائفاً كغزال تطارده الذئاب

المواطن الصالح يدعو الله أن يعم الأمان

تعب المواطن الصالح من الدعاء والصبر والتفاؤل

غداً العيد..

يخرج الناس إلى أحبائهم بأقدام مترنحة

فالشوارع تغوص ألى القاع كالإسفنج

ترتجف الأرض تحت أقدامهم

فالزلازل فى العراق اصطناعية

يصنعها القراصنة والحشاشون..

غداً العيد ..

وأنا لا أستطيع زيارة صديقي

ولا يستطيع صديقي زيارتي

فبيننا ألف جريدة وألف حزب وألف محتل

وألف سيارة مفخخة..

غداً العيد..

وأنا مرعوب ومحنّط ومحبط

رغم أنى لا أنتمي لأى حزب أو تيّار أو قائمة

إنني مهدد بالاقتلاع من جذوري

لأننى مواطن في بلاد الرافدين

غداً العيد.. يا مقسّم الأرزاق يا إلهي

خذ النفط والأنهار والحضارة منا

وأعطنا خيمة ننام تحت ظلها آمنين

غداً العيد.. ولا صباح فى بلادنا

ولا ديك يبشر بقدوم ذلك الصباح

لا فرح ولا غناء

سوى صافرات سيارات الإسعاف

أيها العيد.. لدينا مآذن وكنائس وبيوت ومدارس

لدينا بشر من ذريّة آدم

بشر كانوا يعشقون الحياة

لم يفرحوا منذ قرون

غداً العيد والبقاء فى الحياة من تبقّى

من أطفالك يا عراق


10- قصيدة رعاك الله يا وطن


رعاكَ اللهُ يا وطني رعاكا إلى أينَ التفتُ معي أراكا

صديقي.. بل حبيبي وابن أمي وعطرُ وسادتي الأولى شذاكا

يريدون انطفاءكَ يا منيرُ فتزدهرُ النجومُ على حماكا

دعونا اللهَ فارتفعتْ سياحاً صلاة الأمهاتِ على ثراكا

* * *

حزينٌ مذ ولدت وما تزالُ ومرسوم بأعيننا أساكا

أنا أبكي على الانسانِ فيك متى يرسو الأمانُ على رباكا؟

ويسألني الزمانُ عن احتراقي وهل يومًا سأجزعُ من هواكا؟

أجابته الجراح على حياءٍ أميرَ الصبرِ يا وطني أراكا

* * *

فقيٌر في بلادي غير أني غنيُ النفس مملكتي علاكا

مريضٌ غير أني لست اشفى على يد أي جراحٍ سواكا

أأحيا كي أراك كما أحب؟ أُقبِّلُ يا عراقَ الحزنِ فاكا

كنوز الأرض تعجز ان تساوي رغيفَ العزِّ تحملهُ يداكا