بحث “غييرمو رودولفو” الذي سرق من والديه قبل 37 عاما
ولد غييرمو قبل 37 عاما في قبو تحت الأرض في مركز للاعتقال والتعذيب أيام حكم الاستبداد في الأرجنتين، وهو الآن ما زال يبحث لمعرفة المصير الذي واجهه والداه المعارضان السياسيان آنذاك. في الوقت الذي تحيي فيه الأرجنتين الذكرى الأربعين لانقلاب الرابع والعشرين من آذار 1976، مازال غييرمو رودولفو بيريس إلى غاية الآن يبحث عن والديه فيما أصبح هو والدا لثلاث أبناء آخرين.
شاهد مقال :
ما هي دوائر الجن “Fairy circles” و قصة ظهورها ؟
كيف ضاع من والديه؟
كان غييرمو أحد الأطفال 119 الذين سرقوا من أبائهم و وضعوا في كنف عائلات قريبة من مسؤولي النظام العسكري الذي كان يحكم الأرجنتين بالحديد و الناري و الاستبداد. و في سن الحادية و العشرين عرف غييرمو لأول مرة أنه ليس ابن العائلة التي يقطن معها، و إنما ابن زوجين من المعارضين آنذاك للنظام العسكري، تدعى الأم باتريسيا روسينبليت و يدعى الأب خوسيه روخو، و هو حفيد روسا رويسنبليت التي تشغل منصب نائبة رئيسة جمعية جدات ساحة أيار التي تجمع أهالي الأطفال المفقودين في فترة حكم العسكر.
إلى ماذا يريد الوصول؟
صرح غييرمو لوكالة فرانس بريس أن هذه السنة و بعد مرور أربعين عاما على الانقلاب العسكري، يحتفل بيريس بعيد ميلاده الثامن و الثلاثين و في هذا الوقت جدته تبلغ السادسة و التسعين و أنه يحتاج لمعرفة حقيقة عائلته و من هم المسؤولون عن سرقته ليس للانتقام وإنما لمجرد المعرفة.
في الحقيقة والدا غييرمو من ضمن آلاف المفقودين في عصر الاستبداد العسكري الأقسى في تاريخ أمريكا اللاتينية، و التي تولى حكم البلاد بين سنة 1976 و سنة 1983. و ترعرع غييرمو لدى أسرة ضابط في استخبارات سلاح الجو و يسمى “فرانسيسكو غوميز” و أعطاه اسمه.
كيف بدأ غييرمو البحث؟
تحدد منظمات حقوق الإنسان في الأرجنتين عدد السجناء الذي كانوا في هذا المعتقل بخمسة آلاف تقريبا أخفى النظام أثرهم و من بينهم من قتلوا خلال الاعتقال و تحت التعذيب، و منهم من تم رميهم أحياء من الطائرات في منطقة تفصل بين الأرجنتين و الأوروغواي. في يوم 27 من نيسان سنة 2000 انقلبت حياة غييرمو عندما دخلت في مكان عمله فتاة ألقت التحية ثم قالت أن اسمها مارينا و أنها ابنة زوجين مفقودين و أنها تبحث عن شقيقها الذي من الممكن أن يكون غييرمو و قدمت له صورة لوالدها كانت تشبه غييرمو لكنها بالأبيض و الأسود.
في ذلك اليوم اتصل غييرمو بجمعية جدات ساحة أيار و أجرى فحوص الحمض النووي فتأكد من صحة قصة أخته مارينا. كانت البداية بمثابة الصدمة لغييرمو حيث وصفها “بأيام سوداء” قبل أن يتقبل القصة و لكنه بقي باسم “غييرمو” الذي أطلقه عليه والداه بالتبني، و أضاف اسم رودولفوا الذي سمته إياه أمه الحقيقية عند ولادته.
قصة ولادته
يزور غييرمو رودولفو القبو الذي ولد فيه في السجن الذي أصبح الآن متحفا للذاكرة و يقول أنه أن أول مرة استجاب فيها لاسم رودولفو كانت تحت تلك الأرض و بالضبط تحت النافذة الخامسة. كان أبوا غييرمو ناشطين في حركة “مونتونيروس” التي كان مناهضة للحكم العسكري، و تم القبض عليهما في السادس من تشرين الأول سنة 1978 رفقة ابنتهما البالغة في ذلك الوقت 15 شهرا بينما كانت والدته حاملا في شهرها الثامن.
حاليا يقضي “فرانسيسكو غوميز” ضابط الاستخبارات الذي ربى غييرمو عقوبة سجنية لمدة 6 سنوات بتهمة سرقة طفل أما أمه بالتبني فهي في الإقامة الجبرية. يقول غييرمو أنه سامح أمه بالتبني لكنه لن يعفو عن زوجها لأنه كان عنيفا في تربيته و يخيفه و الآن هو يفكر أكثر في معرفة مصير أبويه ما إن كانا قد توفيا أو هربا.