حقيقة استيراد العالم العربي فواكه محقونة بفيروس ” السيدا “
تبتكر بعض مواقع التواصل الاجتماعي العديد من الأساطير، و تقوم باستغلال سذاجة بعض مستعملي الصفحات الاجتماعية و تدني مستواهم المعرفي و الاجتماعي من أجل تحقيق ما تبحث عنه من أرباح. و من أبرز الكذبات التي اختلقتها إحدى الصفحات في الأشهر الماضية هي أن بعض أنواع الفاكهة المستوردة من الدول الأجنبية محقونة بفيروس السيدا. للحظة الأولى ستجد أن الخبر صادم فعلا. و لكن في حالة ما كان العرب معتادين على اللهو و التسلية في حساباتهم الرقمية بدل أن يستفيدوا منها، فسيقومون بإعادة نشر الخبر و تصديقه و إخبار أهاليهم بالمعلومة الصادمة، دون التفكير في حقيقتها أو تقصي الحقيقة بل إنهم بذلك يساهمون في الجريمة الإلكترونية.
ما الهدف من نشر الخبر ؟
يقول البعض أن الهدف من تناقل المعلومة هو الوصول للحقيقة، إذا كان هذا هو الهدف فالأجدر الاتصال بطبيب مختص و سؤاله مباشرة عن خطورة الأمر. إن الأمر مشابه لمن يستغلون صور أشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة من أجل إشهار صفحاتهم حيث يطلبون من معجبي الصفحة أن يضعوا لايك و يكتبوا تعليق يدعون فيه لصاحب الصورة، و المخجل أكثر هو أن أعداد هائلة و بالملايين من الناس يضغطون على زر لايك و تجد آلاف التعليقات تنهمر على الصورة طبعا ليس تعاطفا وإنما خوفا من أن تنقلب عليهم تعويذة الصورة.
فيروس الإيدز لا يعيش خارج جسم الإنسان
نشر الخبر الصاعقة و بجانبه صورة فاكهة الموز و هي تحتوي على لون أحمر و بجانبها تعليق إذا صادفتم فاكهة تحتوي على اللون الأحمر فلا يجب أن تأكلوها لأنها تحمل فيروس السيدا لأن هناك شركات تعمد إلى تلقيح الفاكهة بالدماء ثم يقومون بإدخالها إلى حاويات التبريد حتى تصبح عبارة عن نقطة حمراء صغيرة لا يهتم بها الناس عند رؤيتها. و طلب صاحب الإعلان بتعميمه من اجل تحذير الناس. و للتأكد من حقيقة الأمر قامت مجلة إلكترونية بالاتصال بالدكتور فريد معلوف الذي أكد لها أن مرض السيدا لا يتنقل عن طريق الطعام، و انه لا يستطيع العيش سوى في جسم الإنسان، كما أنه يموت بسرعة عند خروج الدم من الجسم بدقائق قليلة و بالتالي فإن هذا الخبر لا أساس له من الصحة. و أشار الدكتور في الطب الداخلي أن العدوى في السيدا تكون بواسطة العلاقات الجنسية ، إضافة إلى أن انتقاله بالدم أصبح أمرا نادرا لأن المستشفيات أصبحت تقوم باحتياطاتها في هذا الصدد.
ماذا لو حقنت بسائل منوي ؟
و في نفس الشأن صرح الاختصاصي في الطب الداخلي الدكتور جهاد شقير أن هذا الخبر لا يمكن تصديقه و هو مغلوط و عار عن الصحة، مؤكدا أنه حتى في حالة حقن الفاكهة بهذا الفيروس فهو سيموت في ظرف ساعة على الأكثر من لحظة خروجه من الجسم. و أضاف أن السيدا هو أسرع الفيروسات التي تموت خارج جسم الإنسان. حيث قال انه في حالة ما كان الخبر صحيحا فإن هذا الفيروس لن يؤدي إلى إصابة احد من المستهلكين و لكن الثمرة ستتلف و يصيبها العفن. أما في حالة تم حقن الفاكهة بالسائل المنوي لأحد المصابين بالسيدا، فإن ذلك ربما يؤدي إلى زيادة حجمها و لن يسبب إصابة المستهلك بالإيدز حسب تعبير الطبيب. و يضيف الدكتور أن الفيروس في كلتا الحالتين سواءا في الدم أو السائل المنوي يموت بعد دقائق معدودة.
الأخطر من الحقن…
و قال الدكتور شقير أن ما يجب الانتباه إليه فعلا هو المضاعفات الصحية التي تنتج عن تناول ثمار مروية بماء الصرف الصحي التي يستعملها بعض المزارعون بدل شراء السماد و التي تؤدي إلى إنضاج الفاكهة بسرعة و هو الأمر الذي يسبب عوارض صحية أبرزها الإصابة “بحمى
التيفوئيد
” و التي هي عكس السيدا يمكنها أن تعيش في الخضار و الفواكه و هذه الإصابة القوية قد تأتي من الفرولة و الطماطم و الخيار بشكل خاص. و لهذا نصح الدكتور المستهلك بضرورة اتخاذ الكثير من الاحتياطات من أجل تفادي هذا المرض، كغسل الفاكهة بشكل جيد و تقشيرها رغم الألياف التي تحتويها لأن الواقع البيئي في العالم العربي أصبح حرجا. و أكد الدكتور على ضرورة استشارة طبيب مختص من أجل التأكد من صحة الأخبار المنتشرة.
شاهد :
ما حقيقة الصوت الذي سمع في عدة دول و أرعب الناس و “همهمة السماء”؟
علماء غربيون يفسرون حقيقة وادي الجن في المدينة المنورة
الكشف عن حقيقة وفاة العميل الروسي المسلم ” الكسندر ليتفيننكو” مسموما يورط روسيا
بالصور حقيقة عراقية في ألمانيا تدعي أنها ابنة “صدام حسين”