قصة عشق طمية لقطن و قصيدة الامير خالد الفيصل التي القاها اثناء زيارته مقلع طمية
مقلع طمية أو فوهة الوعبة
، واحدة من أهم المعالم الأثرية والتاريخية في المملكة العربية السعودية ، وهي عبارة عن حفرة عميقة في الأرض ، تشكلت بفعل العوامل الطبيعية ، فتحاكت بها الأجيال وسُطُّرت على إثرها قصص العشق الأسطورية وتغنى بها الشعراء وتحاكى عنها الرواة والأدباء ، وكان آخرهم الأمير خالد الفيصل الذي ألف قصيدة شعرية خلال زيارته إلى مقلع طمية تغزل بها وبجمال طبيعتها الساحرة ومناظرها الخلابة .. في مقالنا سنتعرف على تفاصيل كاملة حول هذا المعلم الرائع وقصة العشق الأسطورية التي تناقلتها الأجيال .
موقع مقلع طمية :
تقع مقلع طمية أو فوهة الوعبة في شمال الطائف على طريق الحجاز – الرياض السريع ، بالقرب من قرية أم الدوم ، حيث تبعد عنها حوالي 175 كم ، كما يمكن الذهاب إليها عن طريق مهد الذهب جنوب شرق المدينة المنورة .
تكوين مقلع طمية :
مقلع طمية ، عبارة عن حفرة يصل عمقها حوالي 380 م وقطرها حوالي 3 كم ، وقد تكوّن وسط الفوهة طبقة ملحية لونها أبيض تشكلت بفعل نزول الأمطار التي تتجمع في قاعها مما أدى إلى تكون شلال صغير أسفل الفوهة وبحيرة صغيرة ضحلة لكنها لا تتسرب إلى باطن الأرض .
رأى بعض الباحثين بأن الفوهة تكونت بفعل سقوط نيزك ، إلا أنه لا يوجد إثبات على ذلك خاصة أن علماء الجيولوجيا يؤكدون بأنه لا بد من توافر شروط معينة لإثبات سقوط النيزك وهذه الشروط لم يتم اكتشافها بعد في هذه الفوهة ، ولذلك فقد تم استبعاد هذه الفرضية ، وجرت أبحاث أخرى تقول بأن في موقع الفوهة حدث انفجار بركاني كبير أدى إلى تكونها .
الطبيعة الساحرة لمقلع طمية :
تتمتع مقلع طمية بطبيعة ساحرة ومناظر طبيعية تحطي بها من جميع الجوانب ، فعلى بعد مسافة 15 م من سطح الأرض ستجد أشجار النخيل والنباتات تنمو على عيون المياه الصغيرة المتكونة بسبب الأمطار ، وستجد أسفل الفوهة بعض النباتات الصحراوية بالإضافة إلى شجر الدوم .
أسطورة عشق طمية لقطن :
هناك أسطورة عن مقلع طمية تناقلتها الأجيال وتحدث عنها الشعراء والرواة ، حيث ذكرها المؤرخ ياقوت الحموي في كتابه معجم البلدان ، كما ذكرها أيضا المؤرخ الشيخ محمد بن ناصر العبودي في كتاب معجم بلاد القصيم . وهي قصة عشق وقعت ما بين جبل طمية وجبل قطن الذي يقع في المنطقة الوسطى بنجد ما بين مدينتي بريدة والمدينة المنورة ، حيث تقول الأسطورة بأنه في ليلة من الليالي وعلى ضوء البرق شاهدت طمية جبل قطن ، فوقعت بحبها وعشقتها وقررت الذهاب إليها ، وعند قفزها وجدت جبل آخر يسمى عكاش ويقال بأنه ابن عم طمية وكان يغار عليها ، ومن شدة غيرته رمى طمية برماحه حتى لا تصل إلى قطن مما أدى إلى إصابتها وسقوطها على الأرض قبل أن تتمكن من وصولها إلى محبوبتها قطن ، مما تكون حفرة كبيرة وعميقة نادرة الوجود وهي التي تعرف الآن بالوعبة أو مقلع طمية .
قصيدة الأمير خالد الفيصل :
في جولة تفقدية قام بها الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة إلى مناطق شمال الطائف ، وعند مروره من مقلع طمية ، ألهمه سحر طبيعتها وجمال مناظرها الخلابة التي تحيط بها أشجار النخيل وتلك الطبقة الملحية التي تكسو الفوهة لتزيدها جمالا ، فاستذكر سموه أسطورة العشق الشهيرة ما بين طمية وقطن في قصيدة شعرية رائعة بعنوان ” طمية ” يقول فيها :
انتزع قلبي مثل نزعة طمية *** يوم هز العشق راسية الجبال
ساقها سوق المبشر للمطية *** لين عاشت مع قطن حلم الليالي
وصارت اسطورة هوى بين البرية *** وصار مجراها مثار للخيال
شفت الصحرا طريق مستوية *** من حجرها ومن شجرها فيه تالي
الهوى خلى الجبل يتبع خويه *** يزحف الأيام في روس العوالي
كيف انا والقلب والاشواق حيه *** وهزني هزة طمية شوق غالي
كما أصدر الأمير خالد الفيصل توجيهاته إلى الجهات المعنية في إمارة منطقة مكة المكرمة بإقامة مشروع لتطوير منطقة مقلع طمية ، وذلك لأهميتها الكبيرة كمعلم سياحي هام ، يفد إليه آلاف الزائرين من مختلف مناطق المملكة وخارجها .