رغم أن طريقة الاستحمام الخاصة بجيمس بوند ليست واضحا جدا في السلسلة الشهيرة إلا أنها مفصلة في الروايات الأصلية لفيلم جيمس بوند التي كتبها آيان فليمنغ. حيث أن بوند عندما يريد الاستحمام يبدأ بالإست حمام بالماء الساخن و عند الانتهاء منه يغتسل بالماء البارد. ربما يكون الهدف من شرح هذه الطريقة في الروايات هي إظهار الأصول الاسكتلندية لجيمس بوند حيث تسمى هذه الطريقة “الحمام الاسكتلندي”. لكن قديما لم تكن هذه الطريقة مقتصرة على الاسكتلنديين فقط بل لها جذور تاريخية قديمة و مثيرة للاهتمام. في السطور القادمة سنتطرق للفوائد التي يمكن أن تشتمل عليها هذه الطريقة و لكن قبل ذلك تجدر الإشارة إلى أنها طريقة غير مناسبة لمرضى القلب و ضغط الدم المرتفع حتى لا يعرضوا أنفسهم للخطر.

تحسين الدورة الدموية

تعمل هذه الطريقة على تنشيط الدورة الدموية الشيء الذي يفيد صحة القلب و الأوعية الدموية، و تساعد الجسم على الشفاء سريعا. الانتقال من الماء الدافئ إلى الماء البارد يدفع بالدم إلى التحرك ناحية الأعضاء من أجل المحافظة على حرارتها ثم يعود الدم إلى الجلد للمحافظة على حرارته. و يعترف مستعملو الطريقة بأنها حافظت على صحتهم من خلال الشكل و المضمون.

يضاعف معدلات التستوستيرون

في سنوات القرن التاسع ، كان يعلم الرجال و الشباب خصوصا أن الاستحمام بالماء البارد يجعلهم يتحكمون برغباتهم الجنسية، لكن في الواقع أن هذه المعلومة خاطئة لأن الماء البارد يضاعف من إنتاج التستوستيرون . و هذا المفهوم ما زال منتشرا في عصرنا هذا ، إذ يلجأ بعض الأشخاص للماء البارد من أجل توقيف رغباتهم الجنسية لكن ذلك يؤدي إلى زيادتها و زيادة طاقتهم الجنسية.

يضاعف الخصوبة

عندما ترتفع درجة الحرارة في الخصيتين فإن عدد الحيوانات المنوية تنخفض. و في إحدى الدراسات التي أجريت في الخمسينات من القرن الماضي أكد الباحثين أن الرجال الذين يستحمون بالماء الساخن لمدة نصف ساعة يوميا، أصيبوا بالعقم لمدة 6 أشهر. و في دراسة أخرى قال باحثون في جامعة كاليفورنيا أن الرجال الذين أوقفوا الاستحمام بالماء الساخن ازدادت نسبة الحيوانات المنوية لديهم بأكثر من 400 بالمائة.

يخفف من حدة الاكتئاب

عانى العديد من كبار الشخصيات و العظماء من الاكتئاب و من بينهم الفيلسوف و المؤلف الثوري الأمريكي هنري ديفيد ثورو. حيث كان يقوم بالاستحمام بالماء البارد للتخلص من الشعور بالثقل و الحزن في صدره. و من هنا استطاع العلماء أن يثبتوا قدرة الماء البارد على تحفيز البقعة الزرقاء في الدماغ التي تفرز النورادرينالين، الذي هو مصدر الإشارات العصبية كرد فعل عن المواقف اليومية، إضافة إلى التخفيف من الاكتئاب.

يقوي جهاز المناعة

أثبتت دراسة قام بها باحثون في لندن بأن الذين يعتمدون على الاستحمام بالماء البارد لديهم قدرة أكبر على مقاومة المرض، و يرجع ذلك إلى أن عدد الكريات البيضاء مرتفع لديهم أكثر ممن يستحمون بالماء الساخن. حيث أن الماء البارد يزيد من معدلات الأيض عندما يحاول الجسم أن يزيد درجة حرارته فيحفز جهاز المناعة لإنتاج خلايا بيضاء أكثر.

الاستحمام بالماء البارد عبر التاريخ

في الزمن القديم كان الاستحمام بالماء البارد مقتصرا على فئة معينة من الناس الذين يعيشون قرب الينابيع الساخنة، أما بقية الناس فيستحمون بالماء البارد. و رغم أن الإغريق عملوا على تطوير نظام تسخين الماء في الحمامات إلا أن الناس استمروا في الاستحمام بالماء البارد لما له من فوائد صحية. أما الإسبرطيون فكانوا يعتبرون الماء الساخن للأشخاص الفاقدي الرجولة على حد تعبيرهم، لذلك كان الحمام الساخن أمرا نادرا، فقد كانوا يعتمدون على الحمام البارد من أجل تنشيط الجسم و إعداده للمعارك.