“نحبك هادي” أول فيلم عربي يشارك في مهرجان برلين منذ 20 عاما ويثير الجدل
أصبح الفيلم التونسي “نحبك هادي” أول فيلم عربي يتم عرضه في منافسة رسمية دولية منذ حوالي عشرين عاما في مهرجان برلين السينمائي. وقال المخرج التونسي محمد بن عطية أنه فخور بمنافسة فيلمه على جائزة الدب الذهبي و التي تعتبر أكبر جائزة يتم تقديمها في المهرجان الدولي.
و تحكي قصة الفيلم أحداث قصة شاب يعمل كبائع للسيارات في الفترة المتزامنة مع الإطاحة بالرئيس السابق زين العابدين بن علي، سنة 2011. و في ظل هذه الظروف يتم إرسال الشاب “هادي” إلى منطقة في منتجع ساحلي قبل أيام قليلة من زواجه، بعد أن اختارت له أمه العروس و تمت الخطوبة و هو ما سبب له مشاكل عاطفية وكساد مادي في نفس الوقت.
ما هي الجائزة الشرفية التي حصل عليها الفيلم ؟
و صرح المخرج التونسي محمد بن عطية بأن فيلمه بمثابة “انتفاضة عاطفية” مشابهة للانتفاضة التي وقعت في الثورة التونسية، لكن في المقابل أكد على أن هذا الفيلم الذي يعتبر أول فيلم عربي ينافس في مهرجان برلين منذ عدة سنوات ليس له طابع سياسي ولا يحمل أي رسالة سياسية. كما حاز الفيلم على تكريم شرفي بسبب اختياره من ضمن الأعمال المتنافسة الثمانية عشر ، ليكون بدلك الفيلم الذي يفتتح المنافسة الرسمية للحصول على الجائزة في العرض أمام لجنة التحكيم التي تقوم بترأسها الممثلة الأمريكية “ميريل ستريب الحاصلة على 3 جوائز أوسكار.
ما الجديد في المشاركة العربية؟
و لا يعتبر المخرج السينمائي هذا الفيلم الطويل و هو أول أفلامه بعد بلوغه سن الأربعين نقصا في طموحه السينمائي لكنه لم يكن يتخيل مشاركته في مهرجان برلين و شعر بالمفاجأة بسبب هذا الإعلان. يذكر أن آخر فيلم عربي شارك في المنافسة الرسمية لمهرجان برلين السينمائي كان في سنة 1996 و هو فيلم “حلق الوادي” للمخرج التونسي “فريد بوغدير”.
و بهذا الفيلم “نحبك هادي” يدخل المخرج محمد عطية نادي كبار المخرجين بعد إخراجه خمسة أفلام قصيرة. و يتيح هذا الفيلم له المشاركة إلى جانب مجموعة من أعلام السينما العالمية ونجومها و من بينهم الممثل “كولين فيرث” و ” جود لو ” و “نيكول كيدمان” و “إيما تومسون” و المخرج البوسني الحاصل على جائزة الأوسكار “دانيس تانوفيتش” و المخرج الفرنسي “اندريه تيشينيه.
ما هي أبعاد الفيلم ؟
يقول المخرج أنه قبل دخوله لعالم السينما كان يعيش حياة تقليدية حيث كان يعمل تاجرا متنقلا لبيع السيارات، و هو نفس الدور الذي يمثله بطل الفيلم “مجد مستورة” الذي يحمل اسم “هادي” في الفيلم. و يضيف المخرج أن بطل الفيلم ليس شابا عاطلا عن العمل أو يعاني من مشاكل مادية بل هم شخص لم يجد ذاته في مجتمعه إلى غاية تعرفه على “ريم” الفتاة التي ساعدته على معرفته حقيقته.
و يؤكد المخرج انه عاش أول شرارة للثورة بشكل شخصي في 14 يناير 2011 عندما كان أمام وزارة الداخلية من ضمن المتظاهرين الذي طالبوا بإطاحة زين العابدين بن علي لإنهاء حقبة اعتقد المخرج أنها كانت بمثابة رقابة سياسية لكنه أكتشف أنها تخدير جماعي على حد تعبيره. و صرح هادي بأن قصة الفيلم نشأت من هذه الانتفاضة العاطفية، التي صورها في قصة حب مبتعدا بذلك عن الأعراف السائدة.
و من جهة أخرى أكد بن عطية بأن الشخصية الرئيسية في الفيلم ليس لها علاقة بالثورة و لا تحمل أي رسالة سياسية بل تتشابه في كون الشخصية توافق على انفلات الأمور الشخصية من بين يديها خلال حكم بن علي، كما يضم الفيلم العديد من المشاعر التي يمكن للمشاهد اكتشافها خلال المتابعة.