حقيقة مقتل الطالب الإيطالي “جوليو ريجيني” في مصر
قامت أجهزة الأمن المصرية بالتحقيق في حادثة مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني، و تم تشكيل فريق إيطالي مصري يتكون من 7 إيطاليين و ضباط مصريين من مؤسسات الأمن العام و الأمن الوطني و الإدارة العامة للبحث الجنائي في وزارة الداخلية. و قالت مصادر أن السلطات الأمنية التي تعمل على كشف غموض مقتل الشاب الإيطالي تتعاون مع الفريقين المصري و الإيطالي في تبادل المعلومات حسب آخر المستجدات.
ماذا قال صديقه جينارو بعد الحادثة ؟
و قالت السلطات أنه ما زالت التحقيقات لم تنتهي حتى تتمكن من نشر سبب الواقعة أو من وراء القتل، ذلك لأن القتيل كانت له علاقات كثيرة و متشابكة و كانت حياته مليئة بالغموض. و صرح أستاذ علوم الاقتصاد في الجامعة البريطانية في القاهرة المدعو جينارو و هو صديق الضحية أنه اتفق مع الضحية على اللقاء في منطقة باب اللوق يوم 25 يناير حتى يذهبا إلى حفل عيد ميلاد أحد الأصدقاء، و عندما اقترب الموعد تلقى اتصالا منه على انه سيصل للمكان خلال 25 دقيقة. و عندما تأخر المجني عليه ذهب جينارو إلى حفل عيد ميلاد صديقهم و انتظر هناك الضحية إلى غاية الساعة الحادية عشر ليلا إلا أنه لم يأتي.
ما مدى تأثير الحادث على العلاقات بين البلدين ؟
و استدعت النيابة العامة حارس العقار الذي كانت تقطن به الضحية و قال الحارس أن جوليو لم يكن من عادته استقبال أحد في منزله و لم يكن يتحدث كثيرا كما أن علاقته جيدة مع الجميع. و قد تسبب هذا الحادث بمشاكل كبيرة بين البلدين و أثر على العلاقات بين القاهرة و روما ، مما دفع عبد الفتاح السيسي إلى الاتصال هاتفيا برئيس وزراء إيطاليا “ماتيو رينتسي” ليؤكد له أن السلطات المصرية مستمرة في التحقيق لمعرفة قاتل الشاب و كشف غموض الحادث.
و من جهته أشاد ماتيو بروح التعاون الإيجابية التي يظهرها الطرف المصري في التعامل مع القضية. و لكن الغريب في الأمر أن الحادث أعلن عشية انعقاد مجلس الأعمال الاقتصادي المصري الإيطالي و لقاء وزيرة التنمية الاقتصادية بالسيسي، و التي استدعيت إلى روما قبل انتهاء مهمتها في القاهرة، إضافة إلى استدعاء السفير المصري في روما لمعرفة ملابسات الجريمة.
العثور على الضحية مقتولا
اختفي جوليو ريجيني يوم 25 يناير الماضي، و وجدت الأجهزة الأمنية جثته في الجيزة مرمية على أول طريق مصر الإسكندرية الصحراوي، فنقل جوليو إلى المشرحة لتحديد أسباب الوفاة و من بعدها تعرف السفير الإيطالي عليه في حين نقل إلى إيطاليا يوم 6 فبراير من السنة الجارية. وحسب معاينة النيابة العامة لجثة الضحية اتضح أن جوليو تعرض للضرب و التعذيب مما طرح أمام الجهات المعنية ثلاثة سيناريوهات محتملة. و مضى على الحادث أكثر من 10 أيام و لكن ما زال الغموض هو سيد الموقف رغم مشاركة حوالي 50 قيادة أمنية و ضباطا في التحقيقات لفك شيفرة الحادث.
ما هي السيناريوهات المحتملة ؟
كل السيناريوهات مطروحة لكن الأجهزة الأمنية ترجح سيناريوهين أكثر من غيرهما، الأول يرتبط بأياد خفية تريد نزع العلاقات بين مصر و إيطاليا لكون الحادث تزامن مع زيارة وزيرة إيطالية لمصر و هو السيناريو الذي تدرسه أجهزة الأمن أكثر من غيره، إلا أن هذا لم يغض نظر السلطات عن إمكانية كونه جريمة جنائية.
و تعتمد حاليا التحقيقات على أصدقاء الضحية الذين يعتبرون كلمة السر في الجريمة، لمعرفة عدة علامات استفهام، و الحصول على المعلومات الخاصة بالضحية خصوصا في آخر أيامه، و علاقاته بأصدقائه و زياراته لهم. و تلقى أصدقاؤه تعليمات بعدم التصريح لوسائل الإعلام بأي معلومات إلى حين انتهاء التحقيقات تفاديا لاستفادة الجناة من المعلومات و تعديل مواقفهم و تنقلهم حفاظا على سير التحقيقات.