حقيقة احذر النوم أمام المرآة !
يؤكد التاريخ أن كل الثقافات بدون استثناء تؤمن بفال الخير أو الشر، و غيرها من المعتقدات التي تغيرت مع مرور السنوات، بينما ما زالت الكثير من الشعوب تؤمن بها إلى غاية اليوم و حتى بعد نزول الديانات السماوية. و إذا ما نظرنا إلى هذه المعتقدات و فؤول الخير و الشر سنجد ما هو مدهش و ما ليس له أساس من الصحة و ما أصبح قديما، لكن رغم ذلك فإن بعض الثقافات ما زالت تؤمن بالفؤول و الطوالع إلى يومنا هذا، ذلك أن بعض الفؤول تدفع الإنسان إلى تصديقها فعلا.
يرفض الكثيرين التصديق بهذه الاعتقادات و يعتبرونها مجرد ترهات و سخافات، حيث أنها فعلا كما يصفونها. و لكن رغم مدى صحتها أو ضعفها إلا أن الكثيرين حتى ممن اشتهروا بالمعرفة يصدقونها مؤكدين أنها أمر محتوم. و لكن من بين هذه المعتقدات هل تعتقد أن النوم أمام المرآة فيه خطر عليك فعلا ؟
كيف كانت بداية المرآة ؟
تعتبر المرآة واحدة من الأدوات الساحرة التي يحيط بها الكثير من الغموض منذ زمن بعيد. فقد كانت المرآة تصنع من البرونز في أول ظهورها، و كانت عبارة عن صفيحة من المعدن المصقول إلى الدرجة التي تجعله يعكس الضوء و الصورة، و بقيت كذلك لسنوات حتى تحولت إلى ما نراه عليها حاليا في القرون الوسطى.
كان أول من صنع المرآة في أوروبا هم سكان مدينة فينيسيا في إيطاليا، ثم تمت صناعتها في فرنسا في عصر الانحطاط الذي عرفته فينيسيا التي كانت حينها جمهورية. أما في روسيا فظهرت المرآة أول مرة في عهد الإمبراطور بطرس الأكبر، و كان شرائها مقتصرا على النبلاء فقط و الأرستقراطيين، و لم تصبح في متناول الجميع إلا في القرن العشرين.
لماذا تخفي المرآة الكثير من الغموض ؟
و رغم أنها ذات فوائد كثيرة إلا أن المرآة تخفي الكثير من المخاطر، حيث تقول الأسطورة أن المرآة لا تعكس ما يوجد أمامها فقط و إنما تخفي في طبقاتها عالما موازيا و غامضا، و أن هذا العالم المختلف يضم الكثير من المخلوقات، إضافة إلى وجود طاقة كبيرة في المرآة نفسها. و اعتمادا على هذه الأسطورة يتم الترويج للكثير من التصورات بشأن المرآة، و من بينها أن النوم أمام المرآة يرجع على النائم بالشر و الفشل و أكثر من ذلك يهدد قواه الروحية.
في حين تقول الخرافة في أوروبا، أن المرآة يمكنها أن تجذب روح النائم في الليل إلى ذلك العالم الموازي، فحسب معتقد آخر فإن الروح البشرية تغادر الجسد أثناء النوم و تغادر إلى أماكن بعيدة كل البعد عن الجسد الذي لا يستيقظ قبل أن تعود له الروح. و حسب هذه الاعتقادات فإن المرآة تمتص الطاقة من الشخص النائم أمامها، لأن الشخص النائم يكون في حالة ضعف كبير. و يقول اعتقاد آخر أن النوم أمام المرآة يجعلها تعكس زوايا السرير، و هو الأمر الذي يؤدي لتعرض الإنسان إلى فشل في حياته اليومية و الخيانة الزوجية. و يقولون كذلك بأنه لا يجب أن ينام الزوجان أمام المرآة على سريرين مختلفين لأن ذلك يضاعف الضرر بالنسبة لهما أكثر من النوم على سرير واحد.
ما رأي الإسلام في هذه الاعتقادات ؟
لم يقف العلماء المسلمون على نص يحرم آو يكره النوم أمام المرآة أو حتى النظر فيها ليلا كما هو شائع، لكن جاء نص في كتاب ابن القيم “زاد المعاد في باب الطب” يقول فيه :” رأيت لابن ماسويه فصلا في كتاب المحاذير نقلته بلفظه: من أكل البصل أربعين يوما و كلف، فلا يلومن إلا نفسه و من نظر إلى المرآة ليلا، فأصابه لقوة، آو أصابه داء فلا يلومن إلا نفسه.”