تحتل الكويت في العصر الحالي مركزا دوليا مرموقا يصطف في الخطوط الأولى بين الدول المتقدمة ، حيث تقدمت الكويت تقدما كبيرا في كافة المجالات التكنولوجية والعلمية مما عمل على ارتفاع مستوى المعيشة بالبلاد ، يعد التقدم الكبير الذي حققته الكويت نتيجة طبيعية لتاريخ الكويت القديم حيث كان الإنسان الكويتي يخطو خطواته الأولى في بناء حضارة ودولة ، يتضح تاريخ الكويت في الآثار التاريخية التي وجدت ، وبالرغم من قلة هذه الآثار ومحدوديتها إلا أنها جسدت التقدم المعماري والحضاري للشعب الكويتي منذ مطلع التاريخ ، والتي أًصبحت مراكز ثقافية وتاريخية تهتم الدولة بالحفاظ عليها وجعلها مركز جذب للسياحة الداخلية للمواطنين والوافدين .

بيت البدر :

هو أحد بيوت الكويت القديمة والتي تعد رمزا معماريا مميزا يعكس صور الحياة الاجتماعية والإقتصادية والحضارية التي عاشها المجتمع الكويتي قديما ، يشكل بيت البدر نموذج حي للتخطيط المعماري والخامات المحلية البسيطة التي استعملها الإنسان الكويتي قديما وظلت صامدة بالرغم من السنين الطوال التي مرت عليها .

تم بناء بين البدر عام 1837م ثم امتلكه ورثة عبد العزيز وهبد المحسن يوسف البدر من كبار تجار الكويت ، تم ضم بيت البدر لإدارة الآثار والمتاحف عام 1968 ، ثم أصبح مقرا مؤقتا لمتحف الكويت الوطني في عام 1976م ، ويقع بيت البدر في حي القبلة ويطل على الخليج العربي ، يتكون بيت بدر من حوش الديوانية ، حوش الحريم ، حوش المطبخ ، ساحة الأعمال ، حوش الغنم ، استعملت المواد البدائية في صناعة البيت والتي كانت تتوافر في البيئة الكويتية القديمة ، وهي الطوب اللبن ، الصخر البحري ، كما طليت جدرانه من الجص ، واستعمل الجندل والباسجيل والبواري لرفع الأسقف ، اتخذ البيت في الوقت الحالي مقرا للتراث الشعبي الموسيقي ، ومن المخطط تحويله لمتحف للتراث الشعبي حيث أنه من الآثار الهامة بالكويت .

كنيسة أثرية :

تم اكتشاف بقايا معمارية لكنيسة بمنقطة القصور في قلب جزيرة فيلكا ، مما يرجح تواجد المسيحيين في المنطقة والتي يعتقد أنهم نزحوا للكويت من البحرين ومنطقة خوزستان في ايران ، وجزيرة خارك (خرج) الموجودة في الشريط الساحلي بين البصرة وعمان ، وقد نزح المسيحيون من ايران هربا من الاضطهاد من بعض ملوك الساسانيين مثل سابو الثاني ، ولكن تفسير وجود المسيحيين في الكويت يعد أمرا غامضا ، كما تم اكتشاف بقايا كنيسة أخرى صغيرة في جزيرة عكاز بالقرب من بر الكويت .

اكتشافات أثرية أخرى :

تم اكتشاف العديد من المخازن والمنازل ذات الأفنية الواسعة التي تضم غرف للمعيشة والاستراحة ، كما تم الإعلان عن وجود قلعة هلنسيتية في الجزء الغربي للكنائس ، بالإضافة لقبر إسلامي كان مزارا قديما في مطلع القرن السادس عشر ميلاديا .

القصر الأحمر :

من أهم وأشهر آثار الكويت التي تقع بمنطقة الجهراء ، عمل على بناء القصر حاكم الشيخ مبارك الصباح عام 1896م ، تم تسميته بالأحمر نسبة للون جدرانه الحمراء وهو أحد معالم الكويت التاريخية والحضارية حيث يمثل كفاح الأجداد كما أنه نموذجا معماريا وهندسيا بارزا ، للقصر ثلاث بوابات رئيسية في الشرق والشمال ، كما يوجد باب داخلي يصل بين حوش الحريم والحوش الرئيسي ، تم صنع هذه البوابات من الخشب القوي المثبتة بمسامير معدنية كبيرة .