لماذا نتناول الفشار أثناء متابعة الأفلام ؟

إنها ليست بالعادة الجديدة بل هي قديمة و غريبة في نفس الوقت، و أصبحت جزءا من تقليدنا الطبيعي لحضور الأفلام في السينما أو حتى البيت، فغالبا ما نختار تناول الفشار أثناء مشاهدة هذه الأفلام. فبمجرد شراء التذكرة لحضور فيلم نذهب بدون شعور إلى بائع الفشار لشراء ما يكفي لمدة الفيلم. فلماذا أصبح هذا تقليد منتشر في العالم؟


الفشار


تاريخ شهرة بيع فشار السينما


حصل الفشار على شعبيته المعروفة من الباعة المتجولين الذين كانوا يبيعونه في المهرجانات في منتصف سنة 1800. فبسبب سهولة تحضيره كان تناول الفشار أمرا شعبيا خاصة في الكرنفالات و الإحتفالات في الثمانينات. صنعت أول آلة بخارية لصناعة الفشار سنة 1885 و لكن رغم ذلك لم تكن دور السينما تعرف بيع الفشار. في الثمانينات، كانت دور السينما تسمى المسارح و هدفها هو عرض المسرحيات و الوعي و الطرق التعليمية و الثقافة لذلك كانت تبعد عنها المواد الغذائية خاصة في ساحاتها لأن تناول الفشار يسبب الإزعاج و تشتيت الانتباه و ترك بقايا الطعام من طرف المتابعين أثناء العرض.

أما في بداية سنة 1927 فقد أصبحت السينما بعيدة عن القراءة و الكتابة و طرح الأفكار التثقيفية و أصبحت طريقة لجذب الناس من أجل التسلية و المرح. فقد كانت الولايات المتحدة الأمريكية في ذلك الوقت تعاني من الكساد الكبير مما زاد نسبة البطالة، فأصبح الشباب يبحثون عن التسلية الرخيصة لإضاعة الوقت لا أكثر. فاتجهوا إلى السينما و دور عرض الأفلام.


البوشار


كيف دخل الفشار للسينما ؟


بالرغم من أن المسارح لم تكن مجهزة لاستقبال آلات الفشار، إلا أن البائعين المستقلين كانوا أول من باع حبات الذرة الذهبية للمستهلك، و كان حينها سعرها رخيصا لا يتجاوز 10 سنتات الشيء الذي جعلها في متناول الجميع. مع مرور الوقت بدأ بائعي الفشار ينتشرون أمام كل دور العرض و خارج المسارح و في باحات السينما لبيع الفشار للداخلين إلى السينما. و عندما لاحظت شركات و إدارات دور السينما إقبال الناس على شراء الفشار كأمر روتيني لمتابعة الأفلام، منعت الباعة المتجولين من بيعها بأنفسهم و اشترت ماكنات لتحضير الفشار لبيعها للزبائن بسعر أقل كلفة حتى تجذب الناس إلى شراء تذاكر الأفلام و بالتالي تستطيع تحقيق الربح في فترة الكساد الاقتصادي.

أثناء الحرب العالمية الثانية، استطاع بيع الفشار أن يحقق ضربة كبيرة في الولايات المتحدة الأمريكية. ففي ذلك الوقت كان السكر يرسل للجيش مما صعب فكرة تحضير الحلوى و السكاكر. فلجأ الناس لصناعة الفشار لأنه المادة المتوفرة لبيعه أمام السينما. و من هنا انتشر ارتباط الفشار بالسينما و متابعة الأفلام، إلى درجة أن بعض الناس لا يمكنهم مشاهدة فيلم إلا بتناول الفشار.


ما هو الفشار ؟


يسمى بالإنجليزية ” Popcorn ” أما في العربية فتختلف أسمائه من الشامية إلى البوشار و النفيش و الفراخ و الشوش و الجلية. لكنها كلها أسماء لشيء واحد أي الذرة المفرقعة بالحرارة. و يرجع هذا الانفجار إلى نسبة قليلة من الماء موجودة في حبة الذرة، فتتوسع نواة البذرة و يصبح حجمها كبيرا و تأخذ شكلا عشوائيا.

ابتكر الناس على مر السنوات طرقا لتفرقع الذرة بعد أن تمت صناعة آلات الفشار التجارية من طرف “تشارلز كريترز” في نهاية القرن التاسع عشر. و رغم انتشارها إلا أن هناك من ينتقدها و يعتبرها غذاء غير صحي. في أغلب الأحيان يتم تحضير الفشار بإضافة الملح و الزبدة أو الزيت و في بعض الأحيان يتم صهر الكراميل لمزجه مع الفشار. و اعتاد الناس في الأسواق العربية على صناعة الفشار في المنزل بعد اقتناء معلب لحبوب الذرة و إضافة الزيت بدل الزبدة.