قصة “طه حسين كينتش” تركي عاش في السعودية و عاد لتركيا مستشارا لداوود أوغلو
إنها قصة فريدة لرجل تركي الجنسية عاش طفولته و أكمل دراسته في السعودية، ثم عاد ليكون مستشارا لرئيس وزراء تركيا. ولد “طه حسين كينتش” الذي يبلغ حاليا 37 سنة و الذي يعرف على مواقع التواصل الإجتماعي بطه التركي، في إسطنبول بتركيا، وبعد أن ولد بسنتين غادر مع والده إلى المملكة العربية السعودية. درس طه التركي المرحلة الإبتدائية و المتوسطة في المدينة المنورة. و بعد قضاء 15 عاما من حياته هناك عاد إلى إسطنبول ليكمل دراسته الثانوية من ثم التحق بجامعة أزمير، في تخصص كلية العلوم الإجتماعية.
كيف ساهمت طفولته في المملكة على نجاحه؟
كان لعيشه في المملكة العربية السعودية الأثر الكبير، فإتقانه للغة العربية ساعده على الحصول على قبول في مكتب رئيس الوزراء التركي “أحمد داوود أوغلو، وعمل لديه كمستشارا منذ ذلك الوقت وإلى غاية الآن أي حوالي 9 سنوات. يتذكر طه التركي طفولته في السعودية و يقول بأنه عاش هناك ذكريات جميلة، حيث يتذكر تردده على مدرسة لتحفيظ القرآن الكريم بواسطة دراجته النارية التي قدمها له والده، و في هذا الصدد تذكر طه لقطة طريفة حصلت معه بسبب الدراجة يوم تم إقرار منعها في السعودية.
ذكريات كينتش في حارته السعودية
قال كينتش انه في يوم صدور منع الدراجات النارية، كان خارجا من مدرسة تحفيظ القرآن، فتقدم إليه شرطي و أخذ دراجته، فعاد للبيت مشيا على قدميه و هو في شدة الحزن. كان يعيش مستشار رئيس الوزراء الحالي التركي في حارة “السحمان” في المدينة المنورة. و يقول طه بأنه تعلم من خلال عيشه في السعودية عادات الشهامة و الوفاء و المروة في هذه الحارة، و يؤكد طه أن اجواء استقبال شهر رمضان المبارك في المدينة المنورة مازالت في ذاكرته، فالعادات الرمضانية تبدأ مبكرا هناك ، و لا ينسى سفرة الإفطار في الحرم النبوي.
و اكثر شيء يتذكره هي الكبسة السعودية التي كان يرسلها لهم الجيران، كما يقوم السكان هناك بمساعدة الحجاج و المعتمرين و يكرمون الضيوف. و يقول طه كينتش انه رغم أنه رحل عن السعودية منذ زمن إلا أنه مازال يشتهي الأكلات السعودية، خصوصا التي تتميز بها المدينة المنورة أي الدقة في اللبن و التميس و الفول و اليغمش و المنتو. لكن بحكم عدم وجود تقنيات للتواصل في ذلك الوقت فلم يبقى كينتش متواصلا مع أصدقائه في حارة ” السحمان”، لكنه مع الوسائل الجديدة المتاحة استطاع أن يتواصل مع عدد منهم.
شهرته في مواقع التواصل الإجتماعي
عرف حسين كينتش في مواقع التواصل الإجتماعي باسم “طه التركي” خصوصا لدى السعوديين، بعدد من المواقف، التي كان بطلها لحل مشاكل السياح السعوديين في إسطنبول و جعل حسابه في تويتر منصة لهم. ذلك لأنه يفرح كثيرا عندما يرى السعوديين يزورون تركيا، كما أنه غالبا ما يذهب إلى المناطق السياحية في تركيا كساحة السلطان أحمد أو ميدان التقسيم فقط للبحث عن السعوديين و التحدث معهم و التعرف عليهم. يعتبر طه السعودية أرضا يحبها و يحب شعبها و مستعد دائما لحل مشاكلهم في تركيا.
و يرجع الفضل كذلك لوالده “رحمه الله” حيث يقول أنه لم يسمع يوما من والده كلمة سيئة عن المدينة المنورة أو السعودية أو سكانها و لأنه قدوة تعلم منه حب السعودية التي تحبه بدورها. و أضاف طه كينتش بأنه في المملكة العربية السعودية يعيش أناس قلوبهم من ذهب يقول سبحان الله رغم كل السلبيات في العالم إلا أن سكان السعودية يعيشون في فانوس و يحافظون على خصالهم الطيبة.