ما هي قصة القنبلة الهيدروجينية التي تتصارع عليها قوى العالم ؟

تشتهر كذلك القنبلة الهيدروجينية باسم القنبلة الإندماجية أو القنبلة الحرارية، و يتم صنعها اعتمادا على تفاعلات كيميائية جد معقدة حيث تعتمد أساسا على تحفيز الإندماج النووي بين نظائر كيميائية لمادة الهيدروجين. فيعمل الاندماج النووي على انتاج طاقة و حرارة تتجاوز بعدة مراحل الطاقة التي تنتج عن الإنشطار النووي، و هي نتيجة صنع القنابل النووية العادية، و هو ما يجعلها تجربة خطيرة على الدول التي تقوم بالتجربة نفسها. و تعتبر هذه القنبلة من أشد أسلحة الدمار الشامل فتكا، حيث أن قوتها التفجيرية أقوى بأضعاف المرات من القنبلة النووية.


كيفية صناعة القنبلة الهيدروجينية؟


إنها القنبلة الهيدروجينية ، التي ظل تصنيعها من الأسرار العسكرية لسنوات طويلة، و احتكرت طريقة التصنيع الدول العظمى قبل أن تقتحم كوريا الشمالية تلك الحدود و تعلن عن نجاح أول قنبلة هيدروجينية في حوزتها، و هو ما أدى إلى حالة من الرعب و الخوف في العالم. و تتطلب القنبلة الهيدروجينية لحصول الإندماج أن يتعرض محيط نظائرها إلى درجات حرارة عالية تصل إلى عشرات الملايين من الدرجات المئوية تقريبا. و بالتالي لتوفير هذه الدرجة المرتفعة من الحرارة يجب استعمال القنبلة الذرية على شكل المتفجر اللازم لإنتاج التفاعل الكيماوي المطلوب في القنبلة الهيدروجينية.


القنبلة الهيدروجينية


من الذي اخترع القنبلة الهيدروجينية؟


لم يتفق العالم على اسم واحد لإكتشاف القنبلة الهيدروجينية. حيث أنه في المدة الزمنية المتقاربة جدا في سنة 1955 زعم أندريه ساخروف من الإتحاد السوفيتي أنه مخترع القنبلة و زعم “إدوارد تيلر” و “ستانيسلو أولام” من الولايات المتحدة الأمريكية إختراعم لأول قنبلة من هذا النوع. كما أنه في نفس العام أطلقت الدولة السوفياتية القنبلة بإسم “القنبلة القيصر” في حين فجرت أمريكا قنبلتين هيدروجينيتين سميت الأول “قنبلة تيلر أوليام” و سميت الثانية “قنبلة إيفي مايك”.


ما مدى قوى القنبلة الهيدروجينية؟


تم تقدير قوة القنبلة الهيدروجينية التدميرية بحوالي 2000 ضعف القنبلتين النوويتين اللتين ألقيتا على مدينتي هيروشيما و ناكازاكي في اليابان في الحرب العالمية الثانية. و بسبب صعوبة إحداث الإندماج النووي ظلت القنبلة الهيدروجينية سرا عسكريا لعدة عقود، كما أن هذه القنبلة لا تمتلكها إلى دول معدودة في العالم و على رأسها روسيا و الولايات المتحدة الأمريكية.


ماذا عن أول تجارب للقنبلة في العالم؟


قام الجيش الأمريكي بأول تجربة لقنبلة هيدروجينية في المحيط الهادي سنة 1954، و بالضبط في جزر مارشال، و قد كان يعتبر في ذلك الوقت أقوى اختبار بحوالي ألف مرة من قنبلة هيروشيما حيث خلفت حفرة بعمق 170 قدم و قوة بلغت 10.4 ميجا طن. أما التجربة الثانية فقامت بها بريطانيا، حيث قامت بعدة اختبارات لتطويرها بموارد محدودة و في فترة زمنية قصيرة و كان ذلك في 15 مايو من سنة 1957، فأعلنت حينها وزارة الإمداد و التموين بأن المملكة المتحدة قد قامت بتفجير أول قنبلة هيدروجينية في إطار سلسلة من التجارب النووية في الباسفيك، ثم سرعان ما التحقت بهم روسيا سنة 1961 و الصين في سنة 1967 و فرنسا سنة 1968 بشكل رسمي.


ما هي الدول الأخرى التي تملك القنبلة الهيدروجينية ؟


يقال أن الهند و باكستان و إسرائيل كذلك تمتلك قنابل هيدروجينية و لكنها غير معلنة بشكل رسمي. حيث أن مردخاي فعنونو وهو أحد العاملين في مفاعلات “ديمونا” في سنوات الثمانينات صرح بعد هروبه أن إسرائيل لديها القدرة على تصنيع حوالي 200 رأ نووي كما أنها تملك قنابل هيدروجينية و بيولوجية و اخرى ذرية. و هو ما نشرته آنذاك صحيفة الحياة اللندنية.