علاقة التبرع بالدم والحجامة بأمراض القلب والأوعية الدموية
من المعروف الفوائد الصحية للتبرع بالدم مما دفع المنظمات الصحية للتوعية بأهمية التبرع بالدم والاحتياطات الواجب اتبعها عند التبرع للوقاية من انتقال الأمراض ، وفي الآونة الأخيرة بدأت الأقاويل عن أهمية الحجامة ودورها في أن تحل محل التبرع بالدم ، بالإضافة لأهمية كلا من التبرع بالدم والحجامة في تخفيض ضغط الدم المرتفع ، والوقاية من الجلطات ، وخطورة التبرع بالدم لمرضى القلب والأوعية الدموية ، حقائق علمية لابد من التأكد منها حفاظا على صحة الإنسان وهو ما نتعرف عليه في السطور التالية التي نبتغي منها توعية المواطن العربي صحيا .
-التبرع بالدم :
ويتم بسحب الدم من وريد رئيسي مباشرة ، أي سحب الدم الجاري وهي عملية تشبه الفصد التي كانت تجرى قديما في الطب الشعبي والتي تتم بإجراء شق في أحد الأوردة لسحب الدم ، يحتوي الدم المتبرع به على نفس نسب كرات الدم الحمراء والبيضاء والحديد في الدم مما يساهم في تجديد الدورة الدموية .
-الحجامة :
وهي عملية مص الدم من الأوردة الصغيرة الفرعية الموجودة في الجلد ، وهو دم راكد تترسب فيه السموم وكرات الدم الحمراء الهرمة ، وتجرى الحجامة لعلاج كثيرمن الأمراض تطبيقا للسنة النبوية ، يحتوي دم الحجامة على كرات الدم الحمراء الهرمة والسموم وتتبقى الكرات البيضاء والحديد في الدم الموجود في الجسم ، لذا تساعد الحجامة في تجديد كرات الدم الحمراء فقط .
الفرق بين التبرع بالدم والحجامة :
يختلف التبرع بالدم عن الحجامة في الدور والأهمية الصحية ، ولا يحل أحدهما عن الآخر ، إذ أن الحجامة تعمل على تجديد كرات الدم الحمراء وتخليص الجسم من السموم ، لكنها لا تجدد مكونات الدم جميعها ولا تقلل من نسبة الحديد كما يحدث في التبرع بالدم ، وعلى الجانب الآخر فإن التبرع بالدم لا يخلص الجسم من الدم الراكد الذي يحتوي على كرات الدم الحمراء الهرمة والرواسب السامة كما في الحجامة .
فائدة التبرع بالدم في خفض ضغط الدم ، والوقاية من الجلطات :
يوجد توازن بين خلايا الدم الحمراء الجديدة والخلايا القديمة والتي يتم التخلص منها ، تكون الخلايا القديمة أقل مرونة وتتجمع على جدران الأوعية الدموية ، تصبح هذه التجمعات الكبيرة من خلايا الدم الحمراء القديمة في الأوعية مصدرا للخطر حيث تزيد من سمك الأوعية الدموية الموجودة فيها مما يعملعلى ارتفاع ضغط الدم ، كما تصبح هذه التجمعات بؤرة لتكون جلطة قد تؤدي للأزمات القلبية .
كما تشير بعض الدراسات لارتباط زيادة نسبة الحديد في الدم بزيادة خطر حدوث الجلطات الدموية ، وذلك بسبب أن الحديد يساهم في تنشيط أنزيم ليبيد بيروكسيداز الذي يعمل على أكسدة الكوليسترول المنقول خلال الدم وترسبه على جدران الأوعية الدموية كخطوة لتكون الجلطات ، لذا فإن التبرع بالدم يعمل على تحفيز انتاج خلايا الدم الحمراء الجديدة ، والتخلص من خلايا الدم القديمة ، كما ساعد في تقليل نسبة الحديد الذي يعمل على تخفيض ضغط الدم والوقاية من الجلطات .
لا يمنع مرضى القلب والأوعية الدموية من التبرع بالدم ، بل قد يكون التبرع بالدم ذو فوائد صحية عديدة لهؤلاء المرضى ، ولكن مع وجوب استشارة الطبيب في امكانية التبرع أم لا تبعا لحالة المريض الصحية ، إذ أن مريض القلب يمكنه التبرع بالدم في حال انتظامه في تعاطي علاجه ، انضباط ضغط الدم ، عدم تعرضه لأزمة قلبية أو عملية جراحية في الستة أشهر السابقة لتبرعه بالدم ، وهو ما يحتاج لتقييم من طبيب مختص بإجراء بعض الفحوصات والاختبارات الطبية الخاصة .