الأحساء تدخل اليونسكو كأول مدينة خليجية إبداعية

المملكة الآن تتميز بأن لها عدد مِن المواقع، والثقافات، والمدن المُدرجة مِن قبل اليونسكو على قوائم عالمية متنوعة فقد تم إدراج في الأعوام السابقة، أخرها في هذا العام2015م، أربع مواقع أثرية على قائمة التراث العالمي المادي وهما: منطقة الحِجر(مدائن صالح)، حي الطريف بالدرعية التاريخية، وجدة التاريخية(جدة البلد)، والرسومات الصخرية في حائل(جبة، وشويمس)، وبداية شهر ديسمبر الحالي تم إدراج العرضة/النجدية السعودية ضمن قائمة التراث العالمي غير المادي(الشفوي)، ثم هذه الأيام تم إدراج مدينة الأحساء السعودية في قائمة المدن الإبداعية العالمية.



الأحساء المدينة الخليجية الإبداعية الأولى في اليونسكو



مدينة الأحساء تتميز بحرفها، وصناعتها اليدوية المتميزة، والمتنوعة، وأشهرها هي حياكة”المشالح أو البشوت” الزي الرسمي في المملكة، والخليج العربي، ومنتجات النخيل، والصناعات الخشبية، والحرق على الجلود، ومشغولات المعادن. وبسبب ذلك اختيرت تِلك المدينة ضمن قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة”اليونسكو” للمدن الإبداعية العالمية في مجالي الحرف اليدوية، والفنون الشعبية. وبذلك هي تُعد أول مدينة خليجية تُضاف إلى تِلك القائمة، والتي تضم 47مدينة في 33دولة مِن أنحاء العالم.

وكان أمين الأحساء، المهندس عادل الملحم قد أكد أن منظمة “اليونسكو” تسعى إلى تيسير تبادل الخبرات والتعارف، والموارد بين أعضائها، وذلك وسيلة لتعزيز تنمية الصناعات الإبداعية المحلية، وتقوية التعاون على المستوى العالمي في قطاع الثقافة، والإبداع، حتى تتحقق التنمية المستدامة مِن كُل هذه الأنشطة. كما أضاف أن المدن الإبداعية العالمية تقوم لجنة مختصة مِن اليونسكو بترشيحها ليتم إدراجها على تِلك القائمة، وتضم هذه المدن معالم طبيعية أو من صنع الإنسان كالحرف، والبنايات، والمدن، وقد تكون مختلطة”.

الأحساء المدينة الخليجية الإبداعية الأولى في اليونسكو



الأحساء..وبماذا تشتهر؟



الأحساء هي محافظة تقع شرقي المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية، بوابة دول الخليج العربي حيث تتوسط محافظات المملكة، وأغلب دول الخليج، وكانت في الأصل واحة طبيعية، ومازالت أكبر واحة نخيل عربية، يُطلق عليها البعض لقب بحر النخيل، أو بحر مِن النخيل بسبب أعداد النخيل فيها التي وصلت إلى ما يُقارب الـ3مليون نخلة، والتي تنتج ما يُقارب أكثر مِن 100ألف طن مِن التمور سنوياً مِن أجود أنواع التمور وأفضلها على مستوى العالم، وذلك يُعادل 10% مِن إنتاج السعودية وهي بذلك تشتهر بكونها منطقة زراعية، وذلك لوفرة مياهها وغنى تربتها. كما أنها تُعد أكبر محافظات المملكة مساحةً، والرمال تُحيطها مِن جهاتها الأربع، بالإضافة لكونها مِن المحافظات التراثية. كما تشتهر الأحساء بزراعة الأرز، وإنتاجه بجودة عالية ويطلق عليه الأرز الحساوي، وتشتهر بعيون الماء الكثيرة بِها والتي تبلغ حوالي الـ30عيناً كانت المياه متدفقة فِيها بشكل طبيعي، ثم تم تحويل بعض تِلك العيون بعد أن قل تدفقها إلى مسابح. كما تشتهر المنطقة بعين تُسمى “عين نجم” وهي ذات مِياه كبريتية ساخنة، تم استغلالها واستخدامها في مجال السياحة، وتم تحويلها إلى منتزه في الوقت الحالي، بالإضافة إلى أنها تشتهر بـمنتزه الأحساء الوطني والذي يمتد على مساحة تبلغ الـ50كيلو متر مربع، كما تشتهر الأحساء أيضاً بالأسواق الشعبية، والحرف اليدوية، والمواقع الأثرية والتي أهمها(مسجد جواثا، قصر إبراهيم، قصر صاهود، قصر محيرس، قصر أبو جلال، قصر العبيد، قصر خزام، ميناء العقير).

الأحساء السعودية



أشهر الحرف اليدوية في الأحساء



وكما ذكرنا فإن منطقة الأحساء صُنفت مِن المدن الإبداعية العالمية بسبب عِدة أمور مِن ضمنها، صناعتها اليدوية المميزة حيث يقوم أهالي المنطقة بصناعة حاجياتهم المنزلية، وأدوات عملهم بأنفسهم، وبرغم بدائية صُنع تِلك الأشياء إلا أنها وبجودتها ودقة صناعتها، وفنها نافست أرقى المصنوعات العالمية. وأهم تِلك الحرف، والصناعات:


صناعة الفخار:


والتي ينتج عنها المنتجات الفخارية، التي تتكون مادتها الأساسية مِن الطين المتماسك الخالي مِن الشوائب، حيث يتم تقطيعه إلى قطع صغيرة توضع بعيداً عن الشمس، وتغطى بالأقمشة المبللة بالماء حتى يتحول إلى عجينة متماسكة، ثم بعد ذلك يتم وضعها على آلة  دائرية الحركة، ويقبع عليها صاحبها، ويشرع في تنفيذ أشكال، وأواني في غاية الجمال، والروعة مِن تِلك المنتجات:( الزير- معجنة الطحين، المباخر، الزهريات).

صناعة الفخار في الأحساء


الصناعات الريفية:


تعتمد تِلك الصناعات على أشجار النخيل بالدرجة الأولى، حيث يستخدمون الجذوع في صناعة الأبواب، والعناكيل في صناعة الحبال، والمكانس الناعمة، ومِن الخوص يتم صناعة السفرة، والمفارش، والزنابيل، والمقاصف، وأطباق الفاكهة، والأواني التي تُعبئ فِيها التمور، وأما الجريد فيستخدمونه في صناعة أسرة الأطفال.


الخرازة:


حيث يُطلق هذا الاسم على الأشخاص المهتمة بالصناعات الجلدية، الذي يقوم بجلب الجلود وتنظيفها، والعمل على دبغها، ثم يقوم بصناعة المنتجات المنوعة مِنها كـ: الدلاء، والأحذية، والحقائب، والأحزمة الجلدية، وغيرها.


الحداده:


ومِن أسمها حيث يقوم القائم على تِلك الحرفة على تحويل الحديد إلى منتجات، وأدوات صالحة للاستخدام في الحياة اليومية، والبناء، والزراعة، وتندرج تحتها صناعة أخرى وهي مبيض النحاس الذي يقوم على تبيض النحاس مِن الأواني المنزلية، ويلحم الخدوش والشقوق التي تكون بِها، ويحول قطع الصفيح إلى أدوات نافعة.


الصاغة:


وهم معرفون لنا بكل تأكيد هؤلاء الذين يعملون في سِلك صناعة الذهب، وتحويل تِلك السبائك الذهبية إلى مجوهرات، وحُلي، وقد اشتهرت الأحساء بالأهالي الذين يُتقنون تِلك الحرفة، والذين قاموا بمنافسة المصانع العالمية الكبرى.


حياكة البشوت أو المشالح:


هي مِن الأزياء الرسمية في دول الخليج، والتي يرتبطون بِها بشكل كبير وخاص، حيث يرتدونها في المناسبات الرسمية مِنها وغير الرسمية كالأفراح، والاحتفالات، والمناسبات المختلفة التي لها أهمية ما. حيث يُعتبر هذا البشت لمرتاديه مصدراً للوجاهة، والوقار.

والأحسائيون يُصنفون بأنهم الأكثر براعة في حياكتها، حلى مستوى الخليج العربي كُله، وسوريا والعراق. كان في السابق لتنتج بشتاً واحداً بإمكانك أخذ أكثر مِن 12يوم حتى تنتهي مِنه، الآن ومع التكنولوجيا الحديثة يمكنك صناعة 10بشوت في يومٍ واحد. لكن الكثير يُفضلون ما حيك يدوياً وذلك لما سيتميز بِه مِن دقة، وفن وجودة عالية. ويستغرق صناعة البشت اليدوي مابين 12 إلى 15 يوم حيث يمر على أكثر مِن 6 خياطين كُل منهم يختص في عمل مُعين بِه. وكلمة :البشت” هي مُشتقة مِن مُسمى فارسي كان يُطلق على قطعة قِماش يتم ارتدائها فوق الثوب، ومن أشهر انواع البشوت الحساوية المصنوعة(البدراني، والنجفي، والكيلاني، والوبر التين، والسدونية، والبهبان) باختلاف أنواعها، وألوانها. وأسعار تِلك الأنواع الفاخرة تتراوح مابين 3000ريال إلى 25ألف ريال للواحدة.

حياكة البشوت في الأحساء