العالم يحتفل بالذكرى 245 لميلاد بيتهوفن


لودفيج فان بيتهوفن ،

الملحن وعازف البيانو الشهير والذي يعد من أعظم الموسيقيين على مر العصور ، وأكثرهم تأثيرا على الموسيقى الكلاسيكية بذلك الإرث الخالد الذي أثرى به العالم ، والذي يتكون من سبع سيمفونيات ، وخمس مقطوعات بيانو ، ومقطوعة أخرى على الكمان ، ثلاثين سوناتا على البيانو ، و16 مقطوعة رباعية وترية ، بالإضافة لأعمال عديدة للصالون الأدبي والجوقة وبعض الأغاني .


السيرة الذاتية لبيتهوفن :


ولد بيتهوفن الألماني الجنسية في مدينة بون عاصمة كولونيا والتي كانت جوء من الإمبراطورية الرومانية المقدسة في ذلك الحين ، بدأت موهبة بيتهوفن في البزوغ في سن مبكرة وقد درس الموسيقى طوال 22 عام الأولى من حياته على يد والده يوهان فان بيتهوفن ، كريستيان نيفي ، وموتسارت ، وجزيف هايدن .

انتقل بيتهوفن للعيش في فيينا في 1792 والتي استقر فيها حتى وفاته ، حيث درس فيها وعمل عازفا للبيانو حتى 1800 بعدما بدأ يعاني من تدهور السمع والذي أدى فيما بعد لإصابته بالصمم التام ، ولكن ذلك لم يثنيه عن مواصلة مسيرته الفنية وتأليف أشهر أعماله الموسيقية .

وقد قسم المؤرخون حياة الموسيقى بيتهوفن لثلاث فترات ، فترة مبكرة ، متوسطة ، ومتأخرة ، حيث تأثر بيتهوفن في الفترة المبكرة بموسيقى هادين وموتسارت وهي فترة التعليم التي حددت توجهاته الموسيقية والفنية وعملت على توسعه في التأليف والموسيقى ، وكان حصاد بيتهوفن في هذه الفترة السيمفونية الأولى والثانية ، سداسية الرباعيات الوترية ، أول كونشيرو للبيانو ، أول عشر سوناتات للبيانو .

أما الفترة الوسطى بعد رجوعه إلى فيينا قادما من هيلنستات ، والتي بدأ يطرأ على أعمال الموسيقية التغيير كما تميزت بغزارة الإنتاج بالرغم من اصابته بالصمم ، حيث قام بتأليف 6 سيموفنيات ، ثلاث كونشيرتو بيانو ، خمس رباعيات وترية ، عدة سوناتات شهيرة مثل سوناتا ضوء القمر ، السوناتا العاطفية ، سوناتا الكمان ، بالإضافة لتأليف أوبرا فيديليو والتي تعد الأوبرالية الوحيدة التي قام بتأليفها .

أما الفترة المتأخرة في حياة بيتهوفن والتي تعتبر المرحلة المهنية له ، حيث أصبح أسلوبه الفني أكثر عمقا وابتكارا وكان من اشهر أعماله في هذه المرحلة السيمفونية التاسعة ، أخر خمس سوناتات للبيانو ، وأخر خمس رباعيات وترية .


قصة السيمفونية الخامسة :


تميزت شخصية بيتهوفن بالتشاؤم والانطواء والعدوانية نتيجة لحياة الفقر والحرمان التي عاشها في طفولته ، كان بيتهوفن يقيم في بيت في أحد المنازل وكان يعاني من ضائقة مالية ، مما دفع صاحب المنزل لمطاردته وترقب وصوله من الخارج يوميا ، وفي أحد المرات عند عودة بيتهوفن وصعوده سلالم المنزل نادى عليه صاحب المنزل مما أصاب بيتهوفن بالخوف واضطره لصعود السلالم بسرعة ، ومنه اندفاع صاحب المنزل وراءه ليدق الباب بقوة مطالبا بإيجار البيت ، وكانت هذه الدقات الملهمة لبيتهوفن بحسه الفني ليعمل على تأليف السيمفونية الخامسة بنفس نمط هذه الدقات الأربعة والتي تتباين ما بين القوة ثم التوقف ثم تتالى بشكل أسرع وهكذا ، والتي جسدتها آلات الأوركسترا بشكل رائع معبر .

عانى بيتهوفن المرض آخر أيامه ليظل طريح الفراش لعدة أشهر قبل وفاته ، حيث توفي في 26 مارس 1827 وهو في السادسة والخمسين من عمره بعد اصابته بتدهور الكبد ونتيجة لإفراطه في الكحول ، إلى جانب تمدد الأعصاب السمعية ، كانت جنازة بيتهوفن جنازة مهيبة حضرها عدد كبير من الناس يقدر ب20000 شخص ، دفن بعدها في مقبرة بحي وارينج شمال غرب فيينا ، وقد استخرج جثمانه لأجراء الأبحاث والدراسات عليه عام 1862 ، ثم أعيد دفنه مرة أخرى في مقبرة فيينا المركزية ، وقد فتحت مقبرته مرة أخيرة عام 2012 للتحقق من وجود رفاته بعد وقوع عدة سرقات لمشاهير الموسيقى في فيينا ,

يعد بيتهوفن من أعظم موسيقي الكلاسيكية ، وكان له أثرا كبيرا على الأجيال التالية من الفنانين والملحنين في العالم ، حيث كانت أعماله نقطة تحول بين الموسيقى الكلاسيكية في القرن الثامن عشر والموسيقى الرومانسية في القرن التاسع عشر ، وقد استخدمت أعماله في العديد من الأفلام الوثائقية والروائية ، كما تم تدشين نصب تذكاري له في 1845 في مدينة بون ، والذي يعد أول تمثال لمؤلف موسيقي في ألمانيا ، كما تحول المنزل الذي شهد ولادة بيتهوفن لمتحفا في وسط المدينة .