قصة اساءة صحيفة البيان للشيخ محمد واعتذارها
تعتبر صحيفة البيان الإماراتية من أكثر الصحف المحلية متابعة في دولة الإمارات العربية المتحدة ، وتتميز بمصداقيتها في نقل الخبر من مصدره الأصلي إلى القارئ مباشرة ، عبر مجموعة من المحررين الأكفاء والذين يشهد لهم بالنزاهة الصحفية على رأسهم رئيس تحرير الحصيفة ” علي شهدور ” الذي لا يقبل بأي شكل من الأشكال بأي تجاوز قد يسيء لمبادئ وميثاق المهنية الصحفية التي يجب أن تكون من صفات المحرر والصحفي الناجح . إلا أنه في بعض الأحيان وبخطأ غير مقصود تتعرض الصحف إلى هجمة عنيفة من قبل القراء الذين لا يتوقعون أن يصدر منها مثل هذه الأخطاء التي قد تكون أحيانا أخطاءً فادحة قد تذهب بسمعة الصحيفة في مهب الريح ، وهذا ما حدث بالفعل مع صحيفة اليابان التي أخطأ أحد محرريها خطأ غير مقصود كلفتها ثمنا غاليا حتى كادت أن تفقد ثقة قرائها ، وتعرضت لهجوم شرس من قبل نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي .. فما هو هذا الخطأ الفادح الذي ارتكبته صحيفة البيان ؟ وكيف استطاعت استدراك الأمر والتعامل معه ، ستجدون التفاصيل في السطور أدناه .
صحيفة البيان تسيء للشيخ محمد :
نشرت صحيفة البيان في عددها الصادر يوم الإثنين الموافق 14/12/2015 ، مقال توضح به تفاعل المغردين على موقع تويتر لزيارة الشيخ محمد بن زايد للصين ، حيث وصل هاشتاق #زيارة_محمد_بن_زايد_للصين إلى أعلى تريند تداولا في الإمارات ، فأرادت الصحيفة بكل نية طيبة أن تظهر هذا التفاعل الكبير بين المغردين الذين اعتبروا أن الشيخ محمد بن زايد هو سور الإمارات العظيم ، فنشرت صورة ضوئية لمجموعة من التغريدات تظهر تفاعل الإماراتيين مع الهاشتاق ومن بين التغريدات التي كانت ضمن الصورة هي تغريدة مسيئة لرموز الإمارات لأحد أتباع تنظيم داعش تحت هاشتاق “عشت_ياسور_الامارات_العظيم ” ، ويبدو أن محرر المقال لم ينتبه إلى هذا الخطأ الفادح ، وإدارة التحرير التي قامت بمراجعة المقال يبدو أيضا أنها لم تراجعه جيدا .
ردود أفعال مواقع التواصل الاجتماعي :
فور انتشار العدد في المحلات التجارية وأماكن بيع الصحف ، انهالت التغريدات المنددة والمستاءة من هذا الخطأ الفادح الذي طال رموز الوطن ، واعتبره الكثير من المغردين بأنها إساءة بالغة يجب أن يتم إيقاف الصحيفة على إثرها ، وبأنه لا مبرر إطلاقا للوقوع لمثل هذا الخطأ وخاصة أن هذا التنظيم يعتبر من ألد أعداء الوطن والأمة العربية ككل ، وطالب العديد من المغردين بإقفال الصحيفة لكثرة أخطائها الفادحة في الفترة الأخيرة وذلك على حد تعبير بعضهم ، وموجة الغضب هذه استمرت ليومين وتصدر هاشتاق ” #صحيفة_البيان_تسيء_للشيخ_محمد ” ، أعلى الوسوم تداولا في الإمارات لساعات طويلة ، ولم تهدأ موجة الغضب العارمة من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي حتى اليوم التالي ، حيث طالبوا أيضا بفتح التحقيق مع إدارة الصحيفة وطالبوا بمعاقبتها أشد معاقبة .
اعتذار صحيفة البيان :
نشرت صحيفة البيان على صحيفتها لعدد يوم الثلاثاء 15/12/2015 ا وموقعها الرسمي وحسابها على موقع التواصل الاجتماعي تويتر ، اعتذارا رسميا باسم رئيس تحريرها علي شهدور ، تقول فيه بأنها تعتذر للقراء بسبب نشر الصورة الضوئية التي تحتوي على إساءة في العدد الذي صدر بتاريخ 14/12 ، وأن إدارة التحرير في الصحيفة بصدد إجراء تحقيقا شاملا ليتم من خلاله معاقبة كل من تسبب في هذا الأمر ، وأكدت على أن جميع العاملين في الصحيفة ملتمون بالثوابت الوطنية والاهتداء بمنهاج قيادة الإمارات الرشيدة .
وهذا نص الاعتذار :
تتقدم (البيان) إلى القراء الكرام بالاعتذار إزاء نشر صورة ضوئية جرى نقلها خطأ تنطوي على إساءة في عددها الصادر اليوم الرابع عشر من ديسمبر الجاري.
وتجري إدارة التحرير تحقيقاً شاملاً سيتم من خلاله معاقبة المتسبب في هذا الأمر، مؤكدة وجميع العاملين فيها على الالتزام بالثوابت الوطنية والاهتداء بمنهاج قيادتنا الرشيدة.
علي شهدور
ردود أفعال موقع التواصل على الاعتذار :
فور إعلان الصحيفة اعتذارها الرسمي إلى جميع القراء ، انطلق هاشتاق بعنوان ” #شكرا_علي_شهدور ” ، وسط العديد من التغريدات التي تشكر بها رئيس تحرير صحيفة البيان علي شهدور على موقفه الشجاع والنبيل بالإعتراف بالخطأ والإعتذار الرسمي ، وقد صرح المغردون بأنهم لم يشككوا في ولاء الصحيفة واعتبروا أن الإعتذار هو من شيم الكرام ، مؤكدين على أن مرافقة الصحيفة لوفد الشيخ محمد في الصين إن دل فيدل على ثقة القيادة الرشيدة في الصحيفة ، وقد وصل الهاشتاق لأعلى تريند تداولا في الإمارات لعدة ساعات .
نبذة عن صحيفة البيان :
البيان ، صحيفة حكومية شاملة ، تم تأسيسها في عام 1980 من قبل مؤسسة دبي للإعلام ، مقرها الرئيسي في دبي بشارع الشيخ زايد ، يرأس تحريرها حاليا ” علي شهدور ” ، تقدم الجريدة أخبار متنوعة ما بين سياسية واجتماعية ومحلية وثقافية ورياضية وغيرها من الأقسام ، وقد حصلت الصحيفة على لقب ” الجريدة الخضراء ” وذلك لأنها تستخدم ورق الصحيفة من مكونات قابلة للتدوير مما يجعلها غير مضرة للبيئة ، كما أنها تستخدم في تغطيتها الإخبارية معدات وأجهزة متطورة تكنولوجية مثل كاميرا البيان الطائرة وهي من نوع فانتوم تستطيع التحليق على ارتفاع 500 لمدة نصف ساعة ويتم التحكم بها من خلال الريموت كنترول ، وتستخدمها الصحيفة لتصوير الصور والفيديو من عدة زوايا .