اعلان غامبيا رسميا دولة إسلامية
لطالما التصقت أخبار الأوبئة و الفقر و الصراعات الطائفية و الإنقلابات و الإبادات بالقارة السمراء و قد طبعت هذه الأخبار أقدم قارة بالحظ السيء ، و لم يكن ينقص هذه القارة سوى المناخ الجاف و الإرهاب المنتشر و الجماعات المسلحة المتواجدة في وسط القارة في السنوات الاخيرة.
و لكن المفاجأة هذه المرة هي إعلان أحد الرؤساء في القارة بأن دولته أصبحت دولة إسلامية بشكل رسمي. إنه يحيى جامي الذي خرج يوم الجمعة الذي نشر خبر إعتناق غامبيا للإسلام بشكل يوجد في طياته الكثير. إنه الرئيس الذي يشتهر بالصفات الغريبة ، فهو يعرف بحيازته لعصا خشبية غليظة في كل جولاته الخارجية للدلالة على تقليد محلي يرمز للقوة.
إعلان الدولة المسلمة
و قد قال الرئيس الغامبي في إعلانه أن دولة غامبيا أصبحت حاليا مسلمة و ستقوم على حماية حقوق المواطنين و ذلك ما أعلن مكتبه عنه. و أضاف الرئيس بأن مصير غامبيا “بيد الله” و بدأ من يوم الإعلان ستكون غامبيا دولة مسلمة تحترم حقوق الإنسان. و صدر إعلان الرئيس من مدينة بروفوت بعد أن أنهى جولته للحوار مع الشعب.
و يذكر ان غامبيا مستعمرة بريطانية سابقة توجد في ساحل غرب افريقيا و يصل عدد سكانها إلى مليونين و 96 ألف نسمة من بينهم 90 بالمئة من السكان مسلمين. أما الرئيس الغامبي البالغ من العمر 50 عاما فيحكم البلد بقبضة من حديد منذ ان استولى على الحكم في إنقلاب سنة 1994 عندما كان ضابطا عسكريا . و يعتبر الرئيس الغامبي نفسه مسلما يمارس دينه و يظهر في أغلب المناسبات و هو يحمل مصحفا و مسبحة .
الرئيس الغريب الاطوار
و من جهة أخرى يرتدي جامي زيا أبيضا فضفاضا خاصا و يتميز الزي بشكل كالعصا كإحدى مفارقاته الغريبة . و يسمى الرئيس يحيى عبدالعزيز جيموس جونكونغ جامي بابلي منسى. و يمكن لأي شخص يزور موقعه الشخصي أن يلاحظ الكم الهائل من الألقاب التي أضافها سعادة الرئيس الغامبي لنفسه مضافة إلى اسمه الطويل، حيث يبدأ اسمه بسعادة الشيخ البروفسور الحاج الدكتور يحيى عبدالعزيز…..
كما يوضح الموقع أن الرئيس الغامبي يعطي نفسه الكثير من الصلاحيات حيث أنه القائد الاعلى للقوات المسلحة و الرئيس الحامي للدستور الغامبي المقدس و وزير الدفاع و وزير الزراعة كما يوجد لديه الكثير من الصلاحيات التشريعية و الامنية الكبيرة. و قد نشرت سابقا هيئة إذاعة بريطانيا “بي بي سي” إدعاء جامي أنه يستطيع شفاء أشخاص من أمراض مستعصية بواسطة الأعشاب الطبيعية و من بين هذه الامراض مرض نقص المناعة المكتسبة الإيدز.
السحر و الشعوذة
و كانت صحيفة “نيويورك تايمز” الامريكية قد نشرت في أحد أخبارها الذي أوردته “منظمة العفو الدولية” بان الرئيس الغامبي يتعاطى لممارسة الشعوذة و العرافة حتى يتخلص من السحر على حد اعتقاده. و أعلنت المنظمة أن ربما هناك العشرات أو المئات من المواطنين في غامبيا تم اختطافهم من مساكنهم و تم نقلهم بواسطة باصات إلى أماكن سرية و أضافت الصحيفة أنه تم إجبار المواطنين المخطوفين على شرب سائل كريه الرائحة مما أدى بهم إلى الإصابة بالهلوسة و تصرفات غريب من قبيل حفر الأرض و تسلق الجدران. و قامت المنظمة بتقدير ضحايا الممارسات السحرية بحوالي الآلاف.
و يذكر أن الدولة الغامبية كانت سابقا دولة علمانية التوجه وفق ما نشر في صحيفة رويترز الامريكية إلى أن تم إعلانها دولة إسلامية يوم الجمعة الماضي. و يأتي هذا الإعلان حسب الرئيس في إطار ما يسمى “هوية وقيم” الدولة و لأن غامبيا لا يمكن أن تستمر في الإرث الاستعماري.