انواع مرض السكري وأسبابها

تنتج الإصابة بمرض السكري نتيجة لقيام جهاز المناعة الذاتي بتكوين أجسام مضادة تعمل على تدمير خلايا بيتا الموجودة بالبنكرياس ، ولا يقتصر مرض السكري على نوع واحد فقط كما يعتقد البعض لكن هناك عدة أنواع لمرض السكري ، وهي تختلف في أسباب الإصابة بها وطرق العلاج والتوقيت الذي تظهر به الأعراض ، ويصيب السكري من النوع الأول الرجال والنساء بنفس النسبة ، كما أن كبار السن هم الأكثر اصابة بسكري النوع الثاني خاصة مع زيادة الوزن .


أنواع مرض السكري وأسبابها :



*

مرض السكري من النوع الأول


: وهو مرض ذاتي المناعة حيث تهاجم يقوم جهاز المناعة بإطلاق أجسام تهاجم خلايا بيتا المسؤول عن انتاج الإنسولين بالنكرياس ويعمل على تدميرها ، مما يؤدي لإنتاج كميات قليلة جدا من الإنسولين أو عدم انتاجها نهائيا ، وهو ما يستدعي تعاطي الإنسولين مدى الحياة وبشكل يومي ، لم يتوصل الطب الحديث حتى الآن لأسباب تخليق الأجسام المضادة ومهاجمتها لخلايا بيتا ، ولكن يرجح الأطباء أسباب الإصابة بمرض السكري من النوع الأول هي : المناعة الذاتية ، الوراثة ، العوامل البيئية ، أو الإصابة ببعض أنواع الفيروسات ، يبدأ هذا النوع في سن الطفولة والشباب فيما قد يظهر أيضا في أي مرحلة عمرية .

تظهر أعراض مرض السكري من النوع الأول عادة خلال فترة زمنية قصيرة بالرغم من أن تدمير خلايا بيتا قد يحدث قبل ظهور أعراض المرض بعدة سنوات ، ويمكن تلخيص الأعراض بالشعور بالعطش الشديد ، كثرة التبول ، الجوع المستمر ، خسارة الوزن ، تشوش الرؤية ، التعب والإرهاق الشديد ، يجب على المريض الالتزام بالعلاج والنظام الغذائي الصحي عند اكتشاف المرض تجنبا للمضاعفات والتي قد تصل للغيبوبة والوفاة فيما يعرف بظاهرة الحماض الكيتوني السكري .


*

مرض السكري من النوع الثاني

:

وهو من أكثر أنواع السكري انتشارا إذ تبلغ نسبة الإصابة بالمرض 90-95 % من عدد مرضى السكري بكافة أنواعه ، يرتبط هذا النوع بتقدم العمر ، السمنة الزائدة ، الوراثة والتاريخ العائلي الطبي مع مرض السكري ، الخمول البدني ، الانتماء العرقي ، ينتج المرض بالرغم من انتاج الجسم كمية كافية من الإنسولين ولكن الجسم لا يستطيع الإستفادة منه بشكل فعال ولأسباب غير معروفة وهو ما يعرف بماقومة الإنسولين ، تنخفض بعد عدة سنوات الكميات المنتجة من الإنسولين مما يؤدي لتراكم الجلوكوز في الدم حيث لا يقدر الجسم على الحصول على الطاقة الذاتية منه بشكل فعال مما يجعله بنفس الوضع الصحي لمريض السكري من النوع الأول .

تبدأ الأعراض بمرض السكري من النوع الثاني وتتطور تدريجيا حيث لا تظهر فجأة مثلما يحدث بسكري النوع الأول ، ويبدأ المريض بالشعور بالتعب ، الغثيان ، العطش بشكل ملحوظ ، كثرة التبول ، انخفاض الوزن ، توش الرؤية ، الالتهابات المتكررة ، بطء الشفاء من الجروح ، مع ملاحظة عدم ظهور أي أعراض على بعض المرضى .


* سكري LADA (سكري المناعة الذاتية المتأخر في البالغين) :

تشبه أعراضه أعراض السكري من النوع الثاني ، حيث تبدأ تدمير خلايا بيتا بشكل تدريجي ، لا ترتبط الإصابة بهذا النوع بالإصابة بالسمنة الزائدة أو مقاومة الإنسولين وهو مرض من أمراض المناعة الذاتية ، ولا يتم تدمير جميع خلايا البنكرياس لكن في النهاية يتم تدمير جميع خلايا بيتا ليصبح المريض في حاجة للإنسولين .

ترتبط الإصابة بسكري LADA بعمر المريض حيث أنه لا يصيب الأشخاص أقل من ثلاثين عام ، لا يعاني من السمنة الزائدة ، يمتلك تاريخ عائلي لمرض السكري من النوع الأول ، أو أحد الأمراض المناعية الذاتية الأخرى ، وجود أجسام مضادة من النوع GAD ، ذو تركيز منخفض من البروتين C ، وعادة ما تكون الأعراض غير حادة بل تظهر تدريجيا .

يعتمد علاج مرض السكري LADA في المراحل الأولى على دواء الميتفورمين ، حيث لا يعتمد علاجه على الإنسولين ، ولا ينصح باستخدام الأدوية المعالجة لسكري النوع الثاني التي تعمل على تشجيع البنكرياس على افراز الإنسولين ، حيث أنا تزيد من انتاجه مما يجهد خلايا بيتا ويسرع من تدهورها .


* سكري الحمل :

وهو يصيب المرأة خلال فترة الحمل فقط أي أنها تشفى منه بعد الولادة مباشرة في غالبية الحالات ، وهناك أجناس عرقية أكثر عرضة للإصابة بسكري الحمل مثل النساء الأفرو- أمريكية ، والهندية – أمريكية ، والأمريكية اللاتينية ، كما ترتبط الإصابة بالتاريخ العائلي للسيدات ، تصبح المرأة التي تصاب بسكري الحمل أكثر عرضة للإصابة بسكري النوع الثاني بنسبة 20-50 % وذلك خلال 5-10 سنوات .