جامعة تكساس تسقط المبتعث السعودي المختفي محمد الغنام من سجلاتها
تعتبر هذه القضية من أكثر القضايا غموضا فيما يتعلق باختفاء المبتعث السعودي “محمد الغنام” الذي لم يرجع إلى بيته منذ ثمانية شهور، من مدينة نيو أورليانز لويزيانا في جنوب الولايات المتحدة الأمريكية ، في حين ما زال ذوي المفقود ينتظرون ردا مطمئنا من طرف السلطات المحلية أو السفارة السعودية في واشنطن أو القنصلية في تكساس.
و قد بدأت التعقيدات تشوب القضية عندما توقفت الإجراءات و البحوث في انتظار توكيل ممثل قانوني و هو الأمر الذي عرقل البحث ، إضافة إلى أن شقيقه صرح بأن كل الشركات المعنية لم تظهر أي تجاوب مع القضية بما فيها شركة النقل و شركة الهواتف و البنك بسبب عدم قدرة العائلة على تمثيل المختفي قانونيا كما أن السفارة لم تعين ممثلا قانونيا للعثور على معلومات قد توصل ذويه إلى حقيقة اختفائه.
ملابسات الإختفاء
و الجدير بالذكر أن المبتعث السعودي كان يتلقى تعليمه في جامعة “UTSA” في تخصص هندسة ميكانيكية في مدينة سان أنطونيو في ولاية تكساس الأمريكية و كان عند اختفائه في السنة الثالثة اكاديميا. و في ذلك الوقت كان الغنام يعيش مع أخته و زوجها في نفس المدينة ، و استقل يومها الباص متجها في رحلة برية إلى مدينة نيو أورليانز في ولاية لويزيانا لمقابلة عمه.
قضى الغنام يومين لدى عمه ثم ودعه للعودة إلى منزله و كان آخر مكان تم رصده فيه قبل أن يختفي هو الفندق الذي خرج منه على الساعة الحادية عشر صباحا في نفس يوم اختفائه. و خلال رحلة العودة و بالضبط على الساعة الواحد و خمس و خمسين دقيقة رد محمد برسالة ليخبر عمه بوصوله وكانت هي آخر شيء يصل من المبتعث السعودي لذويه.
تماطل الجهات المعنية
و وفق أهل محمد الغنام فإن ولاية تكساس و ولاية لويزيانا فرقتا دم الفقيد بين أوراق اجراءات تعد بيروقراطية و أخرى يمكن اعتبارها تعسفية، فكل ولاية تطلب من جهة بعض الأوراق المستحيلة و اجراءات يصعب على أهله توفيرها كالتوكيل أو التمثيل القانوني أو البلاغ عن متغيب. و ما زاد الأمر صعوبة أن المدينة التي شهدت الاختفاء لم تصدر أي مذكرة أو بلاغ عن اختفاء محمد الغنام معللة الموضوع بأن المفقود شخص بالغ و لا ترى أي نوع من الخطورة على حياته.
و حتى بعد أن مرت فترة معينة و تواصلت السفارة السعودية و أهل المختفي مع وزارة الخارجية الأمريكية بدأ يظهر التماطل من جديد في تأخير رد الوزارة.
آخر المستجدات
بعد مرور ثمانية شهور على اختفاء المبتعث السعودي محمد الغنام، لم تستطع السلطات في مدينة نيو أورليانز أن تعثر على أي خيط يمكن أن يدل على مكان المفقود أو أن تجده. و ذكرت صحيفة “ذا نيو أورليانز أدفوكات” بأن شرطة المدينة قامت بالتركيز في بحثها على الرسائل التي أرسلها المبتعث من هاتفه و الرسائل الموجودة في هواتف أصدقائه و أقاربه كما أخذت عينة من DNA الخاصة بالمبتعث لتحليلها لكنها إلى حدود الساعة لم تتمكن من الوصول إليه أو إلى سر اختفائه.
و من جهة اخرى اكدت الشرطة أن محمد الغنام غادر نيو أورليانز بعد لقاء عمه كما صرح عمه فاضل الغنام سابقا، لكن لم تعثر على أي دليل على سفر الغنام أو بقائه في نفس المدينة أو إلى أي وجهة ذهب. و الأكثر من هذا قالت الصحيفة بأن جامعة تكساس أسقطت الغنام من سجلاتها الجامعية بعد أن اختفى و فشلت الشرطة في العثور عليه، رغم أن أساتذته لا يعتقدون أن يكون قد اختفى بسبب الدراسة. و تبقى التحريات مستمرة في هذه القضية على أمل العثور على أي بصيص أمل يمكن أن يعيد الابن إلى ذويه المتألمين لغيابه.