قصة انهيار سد مأرب

سد مأرب هو عباره عن كتل صخريه أنشأت علي وادي Adhanah في وادي ضانا في بالق هيلز ، باليمن ، والسد الحالي يقع بالقرب من أنقاض سد مأرب العظيم ، ويرجع تاريخه إلي القرن 8 قبل الميلاد ، حيث أنه كان واحدا من العجائب الهندسية في العالم القديم وجزءا أساسيا من الحضارة العربية الجنوبية حول مأرب .

the opportunity to visit the ruins of the quarter-mile-long Marib Dam.

وهناك أيضا السدود القديمة الهامة الأخرى في اليمن مثل : سد Jufaynah وسد Khārid وسد Aḑra’ah وسد Miqrān وسد Yath’ān ، وقد تم أعتراف اليمن بها للروعة الهندسية ووفرة المياه القديمة ، حيث أنها تمتد من ساحل البحر الأحمر إلى حدود صحراء الربع الخالي مع العديد من أنقاض سدود صغيرة وكبيرة مصنوعة من التراب والحجارة .


معلومات عن سد مأرب


مأرب هي مدينة تحتل موقع أسترانيجي تاريخي ، في شمال ووسط اليمن ، وهي المدينة المشهورة بموقعها المحصن القديم في مأرب والسد المرتبط بها ، وكانت المركز الرئيسي للدولة قبل الإسلام من” ‘950-115 قبل الميلاد” . تقع المدينة القديمة في واحة خصبة مروية من المياه المحتجزة من سد مأرب ، وقد اشتهرت في العالم القديم بإسم ” باريس ” . هناك واحدة من طرق القوافل الرئيسية التي تربط عالم البحر الأبيض المتوسط بشبه الجزيرة العربية ، و التي ازدهرت بسبب احتكارها التجاري بجلب اللبان والمر من اليمن والمنطقة الساحلية الجنوبية من حضرموت .

بني ” سد مأرب العربي” لتنظيم مياه وادي النهر ” المجرى”، الذي دعا باسم وادي Saba’ في العصور القديمة ، وكان أرتفاع السد القديم ، إلى حوالي 550 متر في الطول ليأخذ الشكل الهرمي والمقطع العرضي له البني من الحجر ، وله بوابات التحكم في تدفق المياه ، والتي تروي أكثر من 4000 فدان ، وتدعم المنطقة الزراعية ذات الكثافة السكانية العالية ، حيث أعتمد عليها أجيال متعاقبة من حكام سبأ وتحسنت الأعمال بها ، وعلى الرغم ذلك ، فقد تعرض السد للتدمير النهائي ، عن طريق الزلزال أو الانفجار البركاني الذي وقع في القرن السابع الميلادي باسم “طوفان من أريم ” وهو المذكور في القرآن الكريم ، والذي يترجم أحيانا بإسم “طوفان السد” أو ” انفجار السد” بل هو الموضوع المفضل في الأسطورة الإسلامية .

شيدت بلدة مأرب الصغيرة والمعاصرة من الحجارة من تحت أنقاض السبئية القديمة وبطول ” التلة الأثرية الطبقية”، وهي مركز لرجال القبائل البدو الذين يرعون قطعان من الإبل والأغنام والماعز ، وتربي أجود الخيول في المنطقة . تختزن مدينة القلعة للعديد من النقوش والتماثيل من الفترة السبئية ما قبل الإسلام ، وبها المعبد القديم الذي بني بدقة وبه إله القمر الذي تضرر بشدة في الحرب الأهلية اليمنية 1962-1970 .

والمنطقة المحيطة هي حدود الصحراء العربية جنوباً التي تعرف بـ الربع الخالي ، ومعظمها يقع في المملكة العربية السعودية ، على الرغم من أن هناك العديد من الأودية الجافه مثل حارب والجوف ، وهي منطقة فقيره بالإنتاج الزراعي في البلاد ، ولكن أرض المنحدرات التي تمتد شرقا من 1000 إلى 2000 متر ، والتي تدمج مع Rub’ الربع الخالي ، حيث تربى بها الأغنام والماعز والأبقار والحمير ، وتزرع التواريخ ، والبوب .

Yathul in ancient times


سد مأرب العظيم :


يقع سد مأرب العظيم ، في الجنوب الغربي من اليمن ، والذي يعرف أيضا بإسم السد من ” أريم ” سد العرم ” والذي ينبع من المدينة القديمة من مأرب ، حيث كانت عاصمة المملكة القديمة سبأ ، وكانت مملكة سبأ هي الدولة التجارية المزدهرة ، وتسيطر على طرق في تجارة اللبان والتوابل في شبه الجزيرة العربية والحبشة ، حيث بنا صابئة السد للسيطرة على الأمطار الدورية الموسمية التي تسقط على الجبال القريبة ، وذلك لري الأراضي في جميع أنحاء المدينة .

وتشير الاكتشافات الأثرية الحديثة أن السدود الترابية البسيطة وشبكة القناة التي شيدت تعود إلى 2000 سنه قبل الميلاد ، ويعود سد مأرب العظيم إلى حوالي القرن 8 قبل الميلاد ، ويعتبر أقدم سد معروف في العالم ، ويعد واحدة من أكثر الاعمال البطولية الرائعة للهندسة في العالم القديم . ويصف ذلك ، ياقوت الحموي الجغرافي العربي في القرون الوسطى على النحو التالي :

أن مياه الفيضانات تتدفق من بين ثلاثة جبال ، إلى مكان واحد ، وبسبب تصريف هذه المياه في اتجاه واحد ؛ منع القدماء ذلك بتشييد حاجز من الحجارة الصلبة والرصاص في هذا المكان . وأصبحت مياه الينابيع تتجمع ، فضلا عن مياه الفيضان هناك ، خلف السد مثل البحر ، وبذلك يتمكنوا من ري محاصيلهم من المياه التي يحتاجون إليها بفتح بوابات السد مرة واحدة ، ويستخدمون ما يكفيهم ثم تغلق الأبواب مرة أخرى . وألحقت أضرار بالسد التاريخي بشدة من جراء غارة جوية سعودية في ليلة 31 مايو 2015 .


الإنشاءات


يعود تاريخ بناء أول سد في مأرب الى ما بين 1750 و 1700 قبل الميلاد ، وأقرب نقش على السد وضع هناك في وقت بنائه . وكان المقطع العرضي للسد ، يمتد نحو 580 متر ، و بطول 4 أمتار ، وتجلى ذلك بين مجموعتين من الصخور على جانبي النهر ، حيث كان ذلك مرتبطا بالأعمال الحجرية الكبيرة ، مما يسمح للمفيض والأقفال بين الطرف الشمالي من السد والمنحدرات إلى الغرب .

وفي حوالي 500 قبل الميلاد تم زيادة ارتفاع السد إلى 7 أمتار ، وتم تعزيز المنحدر المنبع “وجه الماء” بغطاء من الحجارة ، ومدت الري لتشمل الجانب الجنوبي فضلا عن الجانب الشمالي .

وبعد نهاية مملكة سبأ ، تراجع السد تحت سيطرة الحميريون في حوالي 115 قبل الميلاد. وتعهدوا بإعادة بناء المزيد ، وإنشاء بنية عالية في محطات المياه الواسعه التي تبلغ 14 متر في كل من الناحيتين الشمالية والجنوبية ، مع خمس قنوات للمفيض ، واثنين من أقفال البناء المقوى ، وبركة تسوية ، وقناة طولها 1000 متر تصل إلى خزان التوزيع ، وفي الواقع لم يتم الانتهاء من هذه الأعمال الواسعة النطاق حتى عام 325 م ، حيث سمحت بري 25000 فدان .


اعمال الصيانة


أصر المؤرخ المسلم الأصفهاني على أن الاختراق الشهير للسد وقع في نحو أربعة مائة سنة قبل الإسلام ، ولكن ياقوت الحموي يسنده الى وقت حكم الحبشة .

وتفيد المصادر العربية الجنوبية القديمة التي في حوالي 145 قبل الميلاد ، أن السد عانى من خرق كبير خلال الحرب بين شعب ريدان ومملكة سبأ ، ويذكر الكثير من العلماء بأن هذا الاختراق قد تسببت في فيضان كبير من أريم حيث ذكر في القرآن ، كما ذكر أيضا في الأمثال العربية التي تتحدث عن أيدي سبأ حيث حدث في ذلك الوقت ، القتال بين Raydānites والصابئة وتأخر إصلاح السد ، وهذا تسبب في خسائر مدمرة للمحاصيل والفواكه ، مما أدي إلي هجرة أعداد كبيرة من الناس بحثا عن الأرض الجديدة القادرة على دعم الحياة ، وتبع ذلك في الهجرات الضخمة جدا ، ولكنه لا يزال غير مؤكد على الرغم من الانتهاك المعين الذي تسبب في “طوفان من أريم” ، لأن بعض الهجرات قد استغرقت بالتأكيد ذمن من 2 أو 3 قرون م ، وترجع أيضا لكسر ضلع ما من السد ، وبصفة عامة تم إصلاح السد مرتين قبل وقت قصير من ظهور الإسلام .

ويظهر علم آثار سد مأرب لآثر تراكم الطمي وراء السدود في العصور القديمة ، والتدابير الرامية ولتمديد العمر التشغيلي للخزان ، حيث أن سد مأرب قد احتجز مياه الفيضان للتمكين من ري الواحات على مدى عدة قرون ، بينما كان الغرين المتراكم في مياه الري وفي الحقول المروية قد وصل أرتفاعها إلى نحو 15 مترا ، وتسببت هذه الخسارة في المنحدر والنقل ، وأثيرت للتعويض .

وبالإضافة إلى وجود فتحات تشغيلية صغيرة لسحب مياه الري ، وربما كانت تستخدم هذه الفتحات الكبيرة على جانب المنبع من السد خلال البناء عند مرور الماء من النهر ، ولكن يمكن أيضا استخدمه للتنظيف الدوري من الرواسب المتراكمة ، وتظهر هذه الأمثلة بأن المهندسين في ذلك العصر كانوا على علم وإدراك بمشاكل إطماء الخزان وتمكنوا من توسيع عمره التشغيلي بنجاح ، وواجهوا نفس المشاكل من ترسب الطمي التي واجهتها في السد القديم أيضا في بناء السد الجديد .

وعلى الرغم من الزيادة في الطول ، إلا أن السد عانى من العديد من المخالفات ” حيث وقعت حوادث كبيرة سجلت في 449، 450، 542 و 548 ” وأصبحت أعمال الصيانة مرهقة على نحو متزايد .


الخرق النهائي


وجاء في تقرير الحكايات المحلية إلى أن الأختراق النهائي للسد كان متوقعا من قبل ملك يدعى عمران ، والذي كان أيضا كاهن ، وفي وقت لاحق من زوجة الملك ، في أسطورة خرق السد بسبب الفئران الكبيرة التي تلتهم ذلك بأسنانها وتخدشه باظافرها ، في 570 أو 575 ، وفي هذه المرة تركت دون اصلاح ، وكان اختراق وتدمير سد مأرب حدثا تاريخيا ، ذكر في القرآن الكريم .

” لقد كان لسبإ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور ، فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط وأثل وشيء من سدر قليل ” “صدق الله العظيم “


السد الحالي


في الآونة الأخيرة ، تم بناء السد الجديد على مقربة من الموقع القديم ، وكان ذلك على نفقة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ، الحاكم الراحل لدولة الإمارات العربية المتحدة ، حيث أعيد توطينهم من مأرب إلى دولة الإمارات العربية المتحدة الحالية ، وأجرى حفل الافتتاح في عام 1986 بحضور صاحب السمو

الشيخ زايد

.

يمتد السد الجديد إلى نحو 38 مترا إلي 763 مترا ، وهو مبني من الأرض عبر وادي ضانا ، وله القدرة على تخزين 398 مليون متر مكعب ، ويقع السد على بعد 3 كم من منبع أنقاض سد مأرب القديم والسد الجديد ، صمم لتخزين المياه لري سهول مأرب ، ومع ذلك ، فإن قاع الوادي في موقع السد الجديد يتكون من الطمي والحصى والمواد الرماليه التي يبلع سمكها من 30- 50 متر والتسرب ينبثق من هذا السد ليهدد هيكله ، ولكن لا يفقد المياه .

ويجري النظر في إعادة بناء سد مأرب القديم ، على حد سواء باعتباره بنية العمل ، وأيضا بمثابة معلم تاريخي وسياحي ، ويتم تحديد حجم العمل ، والمشاركه في هذا المشروع ممايجعل من الضروري عمل منظمات تعمل معا تحت رعاية اليونسكو ، وذلك باستخدام المساهمات المالية من المنظمات الدولية . شيدت السدود الحديثة في اليمن ، مثل سد Batis ومأرب ، لتستخدم في جمع المياه للسكان .

وقد بني سد مأرب دون دراسة لتقييم الأثر البيئي ، وبعض من آثار السد التي لم تكن متوقعة في عامي 1995 و 1996 ، ولكن تمت دراسة تأثيرها على جودة المياه والزراعة والمياه الجوفية والاوضاع الاقتصادية الاجتماعية ، ويمكن أن تصبح بحيرة للمياه محملة بأكثر من اللازم بالمغذيات النباتية عندما تكون الفيضانات ضعيفة ، ولا يتم التحكم في نمو الطحالب ، ولكن تم إدخال سمك البلطي النيلي للمكافحة البيولوجية لنمو الطحالب ، ويؤثر السد تأثيراً إيجابا على الزراعة والمياه الجوفية ضمن مخطط تصميم الري ، ولكن للسد أيضا تأثراً سلباً علي الأوضاع الصحية في أراضي المصب ، مع زيادة الصراعات حول توزيع المياه ، ولكنها تؤثر بشكل إيجابي علي النساء من خلال السماح لهم بالعمل في الزراعة والمشاركة في صنع القرار ، ويؤثر السد علي مستويات دخل المزارعين وتشجيع السياحة .

في عهد الآشوريين والبابليين والفرس بنيت السدود فيما بين 700 و 250 قبل الميلاد للحصول علي إمدادات مياه الري ، ومن السدود المعاصرة سد مأرب الترابي في جنوب الجزيرة العربية ، الذي بلغ أرتفاعه حوالي 600 متر لفترة طويلة ، ويحيط به مخرات ، وتم تسليم هذا السد إلى نظام من قنوات الري لأكثر من 1000 سنة .

The city of Baraqish