6 أودية مميزة في المملكة
هُناك عدد مِن الأودية في المملكة تُصنف على أنها مِن الأودية الأقدم على سطح الأرض، وذلك على أساس أنها تسيل في مسارات متعددة، وباتجاهات مختلفة، ومسافات طويلة تمتد إلى مئات الكيلومترات، وبسبب جريانها، وقوة اندفاعها على مدى ألاف، وملاين السنين، شكلت بذلك تضاريس عميقة، وبنية تحتية صلبة، فشكلت لها تاريخها الخاص، وبقي أثر ينبض في شرايينه الحياة مِن زمنٍ غابر حتى وقتنا الحالي.
وتِلك الأودية لا تكون في أوج جمالها، ونضارتها إلا بسقوط الأمطار بكثافة مُخلفة بُحيرات، تشرب الأرض مِن مائها فينتعش الوادي، والزرع، والحياة بأكملها حوله. ونحن في موسم أمطار والأودية تشرب، وتنساب، وتتجدد بِها الحياة.
وادي حنيفة
يقع هذا الوادي وسط مدينة الرياض، ينحدر من الشمال إلى الجنوب، بميل قليل نحو المشرق. وهو بذلك يُخالف غالبية أودية المنطقة، والتي تنحدر مِن الغرب نحو الشرق، ويمتد وادي حنيفة إلى أكثر مِن 120كم، ويتراوح عُمق مجراه بين 10 أمتار، و100متر، ويتراوح عرضه بين 100متر، و1000متر كأقصى أتساع كما أنه يخترق مدينة الرياض مِن الجهة الغربية، ويقع عليه عدد مِن البلدات، والقرى كـ(سدوس، والعيينة، والجبيلة، وعرقة، وأبا الكباش، والدرعية، والحائر،والعمارية، ومنفوحة، والجزعة) حيث يعملون على الأنشطة الزراعية، كما أن الوادي يحتوي على عدد المنشئات الأثرية، والآبار والسدود. كما يُمثل هذا الوادي مصرفاً طبيعياً لمياه السيول، والأمطار لمساحة تُقدر بـ4000كم مربع مِن المناطق المحيطة بِه، وتصب فِيه روافد مِن الأودية، والشعاب الطبيعية تزيد عن 40وادياً أشهرها(البطحاء أو الوتر، ووادي الأيسن، وشعيب المشاعبة، ووادي الصفار، ووادي لبن) .
كان اسم هذا الوادي قديماً وكما ذكر ياقوت الحموي في معجمه (العِرض)، ومن ثم سُمي بوادي حنيفة نسبة للقبيلة التي سكنته وهي (بني حنيفة).
كما أن الملك سلمان عِندما كان أميراً للرياض أفتتح مشروع تطوير لهذا الوادي، والمسمى (رئة الرياض)، وكان ذلك سبب في جعله الأبرز مِن بين الأودية كوجهة سياحية مِن الدرجة الأولى.
وهو في ذات الوقت متنزه يحتوي على العديد مِن المناطق الترفيهية، وقضاء أجمل الأوقات بين مناظر طبيعية خلابة (خُضرة، وأشجار، وقناة ماء دائمة الجريان)، ويُعتبر هذا الوادي هو الأطول مِن نوعه، واحد أطول مناطق التنزه المفتوحة بطول 80كيلومتر .
وادي موهد
هو وادٍ بركاني جبلي ضيق يقع شرق العين الحارة التي يبعد عنها 2كم جنوب جِبال محافظة بني مالك(الداير) في مدينة جازان.
يبلغ طوله 1كيلومتر تقريباً وهو جارٍ بغزارة طوال العام، وقد علت الجبال على جانبيه مانحة للناظرين منظر جمالي مهيب جبال تُعانق السماء يتوسطهم وادِ مِن ماء عذب ينساب على الصخور متعددة الألوان، ولهذا الوادي مكاناً مرموقاً فهو مِن الأماكن السياحية في المملكة الأكثر زيارة.
وادي سمنان
مِن أهم الواجهات السياحية الطبيعية، ومن أهم الأودية في محافظة الزلفي حيث يقع في الجنوب الشرقي لها، وهو عبارة عن ماء، ومنهل قديم مِن العصر الجاهلي أي قبل الإسلام، وأحتفظ باسمه مِن وقتها إلى هذا اليوم. ينحدر الوادي مِن جبال طويق باتجاه الغرب، ويتفرع ثم يميل إلى الشمال، وأخيراً يتوجه غرباً حتى يصب في نفود الدهناء.
وقد ذُكر هذا الوادي في الكتب، والمعاجم القديمة، وكان مأهولاً بالسكان، وكان بِه نشاط زراعي كبير، وأكثر ما أشتهر بِه هو زراعة النخيل، بالإضافة للأنشطة الأخرى التجارية، والاجتماعية.
وادي لجب
يقع هذا الوادي في منطقة تُهامة قرب مُحافظة الريث التابعة لإمارة جازان جنوب غرب المملكة، اشتق اسم هذا الوادي مِن صفته، حيث معنى لجب في اللغة هو اختلاط الأصوات، وفي هذا الوادي عِندما تدخله لا تكاد تسمع صوت الآخر الذي بجوارك وهو يُحدثك، من اختلاط أصوات الطيور المختلفة بأصوات خرير ماء الشلالات الجاري.
يقع هذا الوادي بين جبلين كبيرين مِن سلسلة جبال القهر، وهما جبل شقرا مِن جهة الشرق، وجبل زهوان مِن جهة الغرب، وأرضية هذا الوادي صخرية شديدة الوعورة، فهو عبارة عن شق صخري تخترق مياه السيول، بالإضافة لِتلك الصخور ذات الألوان اللافتة الملونة بتدرجات اللون الأحمر. كما تضفي الشلالات في هذا الوادي جمال أخاذاً.
مِن خصائص هذا الوادي أن الشمس تمر بِه مرور الكرام، فهي تمكث فِيه للحظات عابرة، ويعتبر تسلق جوانب هذا الوادي، وتصويره مِن المغامرات المثيرة التي قد تستهوي هواة التسلق، والتصوير.
وادي الرمة
مِن أهم الظواهر الطبيعية في المملكة، والتي تسيطر على أجزاء كبيرة مِنها، كونه يُعد أطول وادٍ في الجزيرة العربية، حيث يصل طوله إلى 1000كم، وهو الأوسع في عرضه، ويعبر شبه الجزيرة العربية مِن الغرب إلى الشرق ابتداءاً مِن السفوح الشرقية لجبال المدينة المنورة، ويتجه نحو الكويت، ويقوم باختراق جبال أبانات المشهورة بمنطقة القصيم، ليظهر بذلك كامل معالمه الطبيعية، واتساعه الكبير، ويرفد بِه أكثر مِن 300رافد ويغدو هذا المكان مكاناً مميزاً للرحلات الترفيهية، فهو وجهة سياحية مميزة.
وادي الباطن(فلج)
أما هذا الوادي فيقع شمال شرق الجزيرة العربية ابتداءاً مِن صحراء الدهناء غرباً، وحتى شط العرب في العراق شرقاً، يبلغ طوله حوالي 425كم، وعرضه يتراوح مابين 7كم إلى 13كم، وهو في الأصل يُعد امتدادا لوادي الرمة حيث أنه يُعد الجزء الثالث مِنه.
أهم المُدن الواقعة عليه هي مدينة حفر الباطن الحديثة. كما أن المراعي المحيطة بهذا الوادي تُعد مِن أفضل المراعي، كما أنها منطقة تُعد مِن أفضل أماكن الرحلات البرية فهو مناسب لهواة البر خصوصاً وقت الربيع عِندما يكثر الفقع، والكلأ.
تحذير
كما تنصح هيئة السياحة والتراث الوطني في السعودية زائري هذه الأودية بعدم السباحة في مياه السيول، والأودية التي تتجمع عادة في الفياض، والمستنقعات، بالإضافة للأودية والشعاب، وعدم التخييم في بطون الأودية، ومجاري السيول، أثناء، وبعد المطر، وعدم المخاطرة والمغامرة باجتياز المستنقعات، ومياه السيول سواءاً كان ذلك مشياً على الأقدام، أو بالسيارة لما يترتب على ذلك مِن مخاطر كبيرة.