حماية التربة من التصحر
التصحر يعني فقدان التربة القدرة على الإنتاج الزراعي و قد ظهرت تلك الظاهرة بقوة منذ الستينات من القرن الماضي حيث اصيبت بقاع عديدة بالجفاف مما تسبب في خسائر إقتصادية و بشرية و بيئية شديدة , إزدادت تلك المشكلة حدة في العقود القليلة الماضية حيث تشير الدراسات الى أن العالم يفقد اكثر من 2 مليون فدان من الأراضي الزراعية نتيجة التصحر و تعتبر قارة افريقيا واحدة من اكثر الاماكن اماكن المهددة بالتصحر و تحتوي إفريقيا على 28% من اجمالي المناطق المتصحرة على مستوى العالم .
أسباب التصحر .
هناك اسباب عديدة لظاهرة التصحر و هي اسباب مختلفة حسب الموقع و لكن هناك مجموعة من الاسباب الرئيسية المشتركة التي تؤدي الى التصحر و هى : –
1- سوء استغلال الموارد المائية و الغابية .
تسقط الامطار بمليارات الامتار المكعبة على الغابات بعضها يتحول الى الانهار و البحيرات و البعض يتسرب الى باطن الارض ليكون الخزانات المائية في باطن الارض و في العصر الحديث اتجه العالم الى التطور بشكل كبير مما ادى الى بعض النتائج السلبية على البيئة و بخاصة تلوث المياه السطحية و الجوفية و موت الكثير من الحياة النباتية و بالتالي فإن سوء استخدام الموارد المائية ساعد في التقليل من الغابات و بالتالي تقليل المساحات الغابية و بالتالي التعرض للتصحر حيث اصبح التصحر يهدد ما يقرب من ثلث اليابسة .
عانت الغابات من التحطيب العشوائي و الإستثمار الجائر حيث نلاحظ ان درجة تناقص مساحات الغابات تزداد سنويا حيث تصل المساحة الناقصة الى حوالي 10000 متر مربع سنويًا الى جانب التدهور الواضح و الملحوظ في الغابات بشكل عام و الذي يزداد شدة كل عام , و قد قامت شركات الأخشاب بالمساهمة بشكل سلبي جدًا و بخاصة في الغابات في البلدان النامية و الفقيرة التي لا تنفذ او تطبق قوانين للمحافظة على الغابات و الأشجار على عكس بلادهم الاصلية التي تسن قوانين لحماية غاباتها , كما تتعرض الغابات للحرائق مما ينتج عنه الكثير من الآثار السلبية على البيئة و منها : –
• زيادة نسبةة ثاني أكسيد الكربون في الهواء .
• نقص الغطاء الأخضر على الأرض مما يتسبب في الإخلال بكميات الأكسجين اللازمة للكائنات الحية التي تتنفس الأكسجين .
• التخفيض من قدرة النظم البيئية على إمتصاص ثاني أكسيد الكربون .
• الخلل في النظام البيئي مما يتسبب في زيادة درجات الحرارة في الأرض .
2- تغيرات المناخ و موجات الجفاف المتتابعة .
خلال العقود الاخيرة تعرضت الأرض الى تغيرات مناخية قوية ذاتتأثيرات سلبية شديدة حيث سجلت المقاييس العالمية إرتفاع في درجات الحرارة من 1 الى 1.5 درجة مئوية هذا الأرتفاع في درجات الحرارة أثره على البلدان الباردةلا يذكر او لا يمثل ضرر بشكل ملحوظ و لكن تظهر المشكلة في البلدان الحارة كدول إفريقيا و الشرق الأوسط حيث ان تلك الزيادة في درجات الحرارة تؤدي الى تزايد فترات الجفاف في المنطقة.
3- العواصف الرملية .
و تحدث العواصف بسبب إنزياح الغطاء النباتي عن سطح الأرض و هبوب الرياح بسبب انخفاض مستويات الضغوط في العالم مما يتسبب في حت التربة و تقوم الرياح بنقل حبيبات التربة من مكان الى آخر , و بالتالي بما أن الأراضي الصحراوية لا يوجد بها غطاء نباتي حيث ان أراضيها مكشوفة لذا فإنه يسهل أن تحمل الرياح حبيباتها الى مناطق أخرى و تكون تلك المناطق زراعية ليس بها الغطاء النباتي الكافي
و مع مرور الزمن يتسبب ذلك في حت التربة السطحية و مما يؤدي الى تصحرها بمرور الزمن .
4- التوسع في مساحات الأراضي الزراعية على حساب الغابات .
5- التوسع في البناء و العمران على حساب الغابات .
6- الحروب حيث تؤدي الى إزالة الغطاء الحراجي لكشف ساحة العدو .
مكافحة التصحر و المحافظة على التربة .
حتى نستطيع مكافحة التصحر و الحد منه و بالتالي المحافظة على التربة من الآثار السلبية المترتبة عليه في جودة الأراضي الزراعية , يجب بذل الجهد على المستوى المحلي و الإقليمي و العالمي و يتم ذلك من خلال مجموعة من الإجراءات التي تعمل على الحد من التصحر و التقليل من الآثار المترتبة عليه و إعادة إستغلال المناطق التي اصيبت بالتصحر و من أفضل الإجراءات التي يمكن إتباعها : –
1- تشجير الأراضي المهددة بالتصحر و العمل على تحضيرها لمواجهت التصحر .
2- المحافظة على التربة و كذلك على الغطاء النباتي الذي يغطيها بشكل واسع و كبير مما يحميها و يقيها من التصحر , لإتمام ذلك يجب أن يتم إصلاح الأرض و التوقف عن الرعي بشكل مبالغ فيه و العمل على حماية التربة من التلوث و التمليح .
3- التقليل من إستزاف الموارد المائية .