خميس بن رمثان الأعجوبة في معرفة الأماكن والمسالك
“في الصحراء لا يتوه خميس أبدا، لأنه، بالإضافة إلى حاسته السادسة، وهي نوع من البوصلة الدفينة التي لا تخطئ، كان لديه ذاكرة مدهشة تمكنه من تذكر دغله كان قد مر بها وهو شاب، او اتجاه موقع بئر، سمع عنه قبل عشر سنوات .”
–الجيولوجي “طوم بارغر” واصفاً بطل حكايتنا اليوم، في كتابه(Out in the Blue).
من هو خميس؟
خميس أشهر دليل في الجزيرة العربية، في تاريخنا الحديث، مرشد، وجغرافي ماهر كان يقوم بتوضيح الطرق، والمسالك للمسافرين، وتحديد أماكن تواجد المياه لو كانت غير واضحة، وكان قد أشتهر بذلك في المنطقة الشرقية بشكل خاص، والجزيرة العربية بشكلٍ عام. وكان أبرز مجال أشتهر به خميس هو مجال التنقيب عن النفط فكان مِن المساهمين في اكتشاف أول بئر بترول في المملكة العربية السعودية، مع الجيولوجي الأمريكي ماكس ستاينكي(مستكشف بترول أمريكي معروف) وسمي ذلك البئر (بئر الدمام رقم 7).
خميس بن رمثان العجمي ولد في بداية القرن العشرين بمنطقة الأحساء ولشهرته بمعرفته الثاقبة بكل شبر في منطقة الجزيرة العربية مِن كل اتجاهاتها مِن شمالها إلى جنوبها، ومن شرقها إلى غربها، ولذاكراته القوية التي يعتمد عليها فقط بدون خرائط أو أجهزة، وذكاءه، وفطنته. وخبرته الطويلة عن الأماكن، ودرايته بمكنونات الأرض وطبقاتها.عينته الحكومة مرافقاً، ودليلاً لجيولوجي شركات النفط، فرافق بعثة الشركة الحاصلة على امتياز التنقيب عن الزيت في شرقي المملكة. واستمر العمل مع شركة أرامكو التي عُين فيها موظفاً رسمياً عام(1942م) حتى وفاته.
ما حكاية (بئر الدمام رقم 7)؟
الحكاية تقول أنه وبعد خمس سنوات متتالية، وبعد حفر 9أبار، وبحث مكثف، عن النفط في السعودية عن طريق الشركات الغربية وقتها، وفي آخر اللحظات التي أُبلغ فيها فريق البحث بالتوقف أكتشف ابن رمثان ذلك البئر هو والجيولوجي الأمريكي ماكس في 4مارس مِن عام 1938م، بعد أن تم الحفر لعمق يصل إلى 1441متراً في طبقة أطلق عليها (الطبقة الجيولوجية العربية)، وتدفق الزيت مِنه بمعدل 1585ثم زاد معدلها حتى وصلت للكمية التجارية. ذلك الاكتشاف ساعد باقي الفريق في وصولهم إلى النفط في أماكن عديدة في المملكة التي دخلت بذلك عصر صناعة النفط، وانتقلت المملكة نقلة نوعية في إقتصادها مروراً بالحياة الإجتماعية، والحياة السياسية، وفي كثير مِن المجالات، وبدأت المملكة تدخل حقبة جديدة مِن الزمن. البئر سماه الملك عبدالله لاحقاً بئر الخير.
تكريمه و وفاته:
أطلقت شركة أرامكو إسم (رمثان) عام 1974م على أحد حقول النفط، وذلك تقديراً لإساهماته. وتوفي بمستشفى الشركة (أرامكو) بالظهران عام 1959م.