مجلة القافلة رحلة من ثلاث وستون عام

مجلة منوعة تجمع موضوعاتها مابين الأدب والعلم، والثقافة، والصناعة، مُبتعدة عن الأمور المثيرة للخلاف، أو المسببة للجدالات الدينية، والمذهبية والطائفية، وكذلك مُبتعدة عن الشأن السياسي.

“القافلة” تصدر كُل شهرين، عن شركة الزيت العربية (أرامكو السعودية) كبرى شركات البترول في العالم، للموظفين العاملين بِها مِن العرب، وتوزع مجاناً داخل وخارج المملكة العربية السعودية. المجلة ذات جودة عالية في الطباعة، والموضوعات تتسم بالعمق، والحيادية، والتنوع  يكسبها قبول لدى أي شخص يحب أن يقتني مجلة في أي مجال يُفضله. المجلة لها تاريخ ورحلة في عالم الصحافة، والطباعة، والثقافة في السعودية حيث تُعد مِن أقدم المجلات الثقافية، والعلمية في المملكة، ومجلداتها موسوعة علمية يعود إليها الطالب، والباحث، والعالم. ويُطبع مِنها كُل شهرين أكثر مِن 65 ألف نسخة.



تاريخ ومراحل تطور مجلة القافلة:



في 19 ديسمبر مِن عام 1951م صدر عدد تجريبي مِن مجلة سميت وقتها بـ”الأحداث”، أصدرتها أرامكو، وطُبع مِنها ثلاث أعداد على الآلة الكاتبة. ثم في أغسطس تغير أسمها إلى “الحوادث”، وصدر عدد تجريبي مِنها. في أكتوبر عام 1953م ، صدر أول عدد مِن المجلة والتي سيستمر لمدة 30 عام باسم “قافلة الزيت” وكانت تكتب في البداية بطريقة (صف الحروف، وهي بطريقة رسومية يدوية) مِن 16 صفحة مع الغلافين الأمامي، والخلفي، وفي نفس العام في شهر ديسمبر زادت عدد ألوان الطباعة لون فأصبحت ثلاث ألوان. وتمت الطباعة في “مطبعة الشرق الأوسط للتصدير” في بيروت. وكان رئيس التحرير لها وقتها حافظ البارودي، وسكرتير التحرير ألبرت اردلا. ومُنذ ذلك الوقت وهي تصدر شهرية.

عدد أكتوبر

ثم في أغسطس مِن عام 1954م أصبحت المجلة تُطبع ولأول مرة بالطريقة الملساء(الأوفست) وهي الكتابة عن طريق القوالب، وبمناسبة انتهاء العام الهجري 1373ه صدر عدد خاص مِنها يروي قصة أرامكو العربية الأمريكية في المملكة.ثم صدر عدد سبتمبر وأكتوبر مِن نفس العام في عدد واحد.

أما في نوفمبر مِن نفس العام(1954م) فقد بدأ في تحرير مقالات المجلة نخبة مِن الأدباء، والمفكرين، ورجال التاريخ مثل: العقاد، محمود تيمور، ود. محمد حسنين هيكل، وحمد الجاسر، ومارون عبود، وسعيد عقل وآخرون. في مايو 1955م أصبح رئيس تحرير المجلة شكيب الأموي، وزاد عدد صفحاتها إلى 28 صفحة بالغلافين.

في أغسطس 1957م استخدمت الصورة الملونة بأربعة ألوان في الغلاف الأمامي للمجلة. وفي مايو 1959م صدر العدد يحمل أسماء أعضاء التحرير على تِلك الطريقة: مدير الصحيفة: سيف الدين عاشور، ورئيس التحرير: شكيب الأموي، المحرر المشرف: عبد العزيز مؤمنة. وظلت المجلة تُطبع في بيروت حتى يوليو مِن عام 1964م.

عدد إبريل مِن مجلة القافلة


صفحة مِن قافلة الزيت


مِن أعداد مجلة القافلة


في سبتمبر وأكتوبر مِن عام 1969م صدر عدد خاص عن المملكة العربية السعودية ملوناً بألوان كاملة مع صور منفصلة ملونة للملك فيصل بن عبدالعزيز، يرحمه الله، وزعت كهدية مع العدد بمناسبة اليوم الوطني للمملكة.

في فبراير/ مارس مِن عام 1972م صدر عدد خاص عن مشاريع التنمية في المنطقة الشرقية وذلك بمناسبة زيارة الملك فيصل للمنطقة. وفي أغسطس/سبتمبر مِن نفس العام أصبح عبدالله صالح جمعة المدير المسؤول عن المجلة، وصدر عدد ملون عن التعليم.

في مايو/يونيو مِن عام 1983م تغير اسم المجلة مِن “قافلة الزيت” إلى مجلة “القافلة”.

قافلة الزيت-عدد فبراير

ثم في عام 1984م صدر عدد خاص بمناسبة مرور 50عام على إنشاء ارامكو السعودية. في يناير/ فبراير مِن عام 1985م بدئ بطباعة أعداد المجلة في مطابع الوفاء بالدمام. ثم في سبتمبر 1987م صدر عدد خاص بمناسبة مرور35سنة على صدور أول عدد مِن مجلة القافلة. وفي عام أغسطس/سبتمبر مِن عام 1991م صدر عدد خاص بمناسبة مرور 40عام على صدور القافلة.

مجلة قافلة الزيت - عدد إبريل

مِن إبريل إلى أغسطس من عام 2002م توقفت القافلة لمدة خمس أشهر، وجرت خلال هذه الفترة دراسة شاملة لتطويرها. ثم عادت بعدد خاص في سبتمبر/أكتوبر مِن عام 2002م بمناسبة مرور 50عام على صدورها.

في مارس2003م تم تحويلها مِن مجلة شهرية إلى مجلة تصدر كُل شهرين، وزادت عدد صفحاتها إلى 102 صفحة. وبدأت تُطبع في جدة.

وأصبحت مجلة القافلة مِن أشهر المشاريع الثقافية والإعلامية العربية، خصوصاً في السعودية. وشهدت ممراتها تخريج جيل مِن الكُتاب، والأدباء. فقد استقطبت عدد مِن الكتاب الكبار مثل: العقاد، ومازني وجبران، والخوري، وعبدالقدوس الانصاري، وعمر أبو ريشة، كذلك ابن إدريس، وحسن قرشي، وأحمد رامي، وطاهر زمخشري، وبشارة الخوري، وغازي القصيبي في بداياته.

وكانت تنقل مقالات لـ طه حسين، والبارودي، والجواهري، وجميل علوش، ويوسف نوفل وآخرين كُثر.

وتناوب على رئاسة تحريرها عشر رؤساء هم: حافظ البارودي(1953م)، شكيب الأموي (مايو 1955م)، سيف الدين عاشور (مايو 1959م)، منصور مدني(مايو 1967م)، عبدالله حسين الغامدي (يناير1978م)، عبدالله الخالد(سبتمبر1989م)، عصام زين الدين توفيق(مايو1999م)، محمد طحلاوي (فبراير 1993م)، محمد العصيمي (مارس 2003م)، والشاعر محمد الدميني يتولى رئاسة تحريرها الآن.

وبذلك تكون قد مرت على القافلة ما يُقارب الـ63عام، وهي تضخ في شرايين المجتمع الثقافة، والعلم، والأدب. وساهمت في رفع المعرفة والثقافة في المكان التي تتواجد بِه.


عدد جديد مِن مجلة القافلة