تعب كلها الحياة فما أعْجَبُ إلا من راغبٍ في ازدياد شرح

تعب كلها الحياة فما أعْجَبُ إلا من راغبٍ في ازدياد شرح، يعد الشاعر أبو علاء المعري من الشعراء والادبيين البارزين في العصر العباسي، فقد نظم الكثير من الاشعار التي تعتبر من أروع الاشعار على مر العصور، والتي امتازت بكلماتها المعبرة، ذات المعاني الكبيرة والرائعة، وفي هذه المقالة ناتي اليوم للتعرف على شرح احد قصائده الشهيرة، وهي تعب كلها الحياة فما أعْجَبُ إلا من راغبٍ في ازدياد شرح، حيث بحث الكثير من الاشخاص عن الشرح لهذه القصيدة ذات الكلمات الرائعة، والتي سنوافيكم بها ادناه.

تعب كلها الحياة فما أعْجَبُ إلا من راغبٍ في ازدياد شرح

تعب كلها الحياة فما أعْجَبُ إلا من راغبٍ في ازدياد شرح : 

يبدأ أبو العلاء قصيدته بطرح الفروق بين الموت والحياة فيذكر أن الحياة كالموت , والغناء كالبكاء، ثم يقول أن صوت نعي الميت والبكاء عليه عند وفاته شبيه بصوت البشير الذي يبشر به عند ولادته في كل الأماكن والمجالس , ويشبّه الصوتين والتشابه بينهما بصوت الحمامة عندما تنوح فوق الأغصان , فنحن لا نعلم أحزينة هي أم سعيدة، ثم يقول : يا عاقل و يافهيم! إذا كانت قبورنا نحن في حاضرنا تملأ الأرض الرحبة وفي كل مكان !!، فكيف بقبور الذين سبقونا ؟؟، لا شك أن الأرض عبارة عن مقبرة كبيرة !، ثم يقول لك أيها الحافظ لتراث أبائه وأجداده ألا يجدر بك أن تحترم رفاتهم وتقدر بقاياهم فقبيح بك أن تهينهم و إن طال العهد !!، وأقل ذلك أن تخفف من وطئك على الأرض فلا أظن ترابها إلا من أجساد أسلافك الذين سبقوئ، ثم يذكر لك حلاً لذلك , فيقول لك :

إن استطعت أن تسير في الهواء على مهل فافعل ، بدلاً من أن تمشي باختيال على رفات وبقايا العباد !! :

ويقول في البيت التالي :
رب لحد قد صار لحداً عدة مرات حيث وضع فيه ميت وبعد فترة وضع فيه ميت آخر وهكذا !!
حتى إن اللحد نفسه ليضحك من كثرة من مر عليه من الأموات المتضادّين في الصفات مابين صالح وطالح وخير وشرير وذكي وأحمق وكريم وبخيل … الخ , ويقول أيضاً أنه قد يدفن جسد في بقايا جسد سابق على مر العصور والسنين، وبعدما بين لنا الشاعر أن تراب الأرض ماهو إلا بقايا من سبقونا , يحثنا هنا على سؤال الفرقدين وهما نجمان في بنات نعش الصغرى، “الدب الأصغر “، عن الأقوام والجماعات التي أقامت وارتحلت قبلنا , وعن البلاد التي أبصراها على مر الزمن , ويقول لك أيضاً إسألهما كم مرة مر عليهما منظر غروب الشمس وكم من مرة أنارا للسائرين في الظلمات واهتدى بهما التائهون في الصحراء السوداء ؟

وفي البيت التالي يفجر الشاعر الحكيم قنبلة , حيث يقول أن الحياة الدنيا كلها تعب وشقاء , و أعجب شيء يحصل فيها هو حب الناس لها ورغبتهم في الزيادة منها مع أن كلها شقاء وتعب

ثم يوضح لنا الشاعر بعد ذلك أمراً مهماً يدل على أن الحياة كلها تعب وعناء , فيقول إن الإنسان عند وفاته يحزن عليه الناس حزناً أضعاف ما سعدوا به عند ولادته

وهنا ينتقد الشاعر على الأقوام التي تظن أن الناس قد خلقوا للفناء و أن الموت هو المحطة الأخيرة وأنهم لن يبعثوا . ويقول لهم: أن الناس إنما ينتقلون من الحياة الدنيا إلى الحياة الآخرة والتي إما أن تكون دار سعادة وإما أن تكون دار شقاء .

ثم يشبه الشاعر الموت بالنوم , والعيش بالسهر . فيقول أن ضجعة الموت إنما هي رقدة يستريح بها الجسم من الحياة التي هي مثل السهر المؤرّق وهو السهاد.